نقلاً عن مجلّة الثقافة الموسيقية النروجية

أجرى الحوار: ايفند كرستيسن

حسن الرسام على غلاف مجلة الثقافة الموسيقة النروجية
المطرب العراقي حسن الرسام انتهى مؤخرا من تصوير أحدث فيديو كليب قدمه خصيصاً ضد التطرف والارهاب ويحمل عنوان quot; تركونيquot; وقد عُرضَ هذا العمل في اكثر من محطة تلفزيونية بعد ترجمته الى اللغة الانجليزية من بينها محطة تليفزيون نرويجية مما دفع مجلة الثقافة الموسيقية النرويجية quot; musik kultur quot; لإجراء حوار مع المطرب المقيم في أوروبا:

* ما الدافع وراء الفكرة الفنية التي قدمتها في هذا الكليب ؟

_ بما اني اعيش في الغرب لاحظت ان هناك الكثير من الغربيين في اوروبا لديهم فكرة سيئة عن الاسلام والمسلمين حيث اعتقد ان الدين الاسلامي دين سلام وسماحة ولديه الكثيرمن الكتاب والشعراء والعلماء والفنانيين وبناء على ذلك ولانني عراقي ايضا، ولانني عانيت الكثير من الارهاب والتطرف حيث نرى كل يوم في العراق القتل والتفجيرات واعاقة الامن والسلام من خلال الاعلام والتلفزيون، كلهذا كان الدافع من وراء اختياري هذا العمل فمن خلال الموسيقى والغناء استطيع ان اعالج قضايا مهمة جدا نعاني منها كل يوم.

* ماهو رايك في التغيير السياسي الذي جرى في العراق وخاصة بعد احداث كبيرة دامت اكثر من ثلاث سنوات ؟
_ في بداية الامر انا كنت من الفنانين العراقيين الذين عانوا من استبداد النظام العراقي السابق، وكان السبب في خروجي من العراق، وقد عملت في صفوف المعارضة العراقية سابقاً في احدى الفصائل الليبرالية العراقية وكنا سعداء بتغيير النظام الدكتاتوري في العراق، وقد دعمنا في البداية موقف المجتمع الدولي من ضرورة تغير النظام المستبد في العراق حيث حلمنا ان يكون لدينا في العراق الحرية والديمقراطية ودولة القانون لكن الحلم تبدد مع الأسف حيث نرى الان انه ليس هناك من يأخذ براي العراقيين وخاصة المثقفيين في موضوعة العملية السياسية وحماية العراق من التدخل في شؤونه الداخلية، هناك من يقرر بدلاً عنا فقط. اريد ان اقول انه يتعين على الولايات المتحدة ان تاخذ بنظر الاعتبار والحسبان ماهية فكرنا وعقلنا وثقافتنا بل وتساعدنا على بناء بلدنا وبمساعدة المجتمع الدولي وخاصة الاوروبي من أجل تحقيق الامن الوطني العراقي.

* كيف تنظر الى حال و الفنان العراقي وخاصة الموسيقيين بعد ذهاب النظام السياسي السابق؟

_ في الواقع ايام النظام السابق كانت معاناتنا كبيرة كفنانيين عراقيين حيث كان يطلب من الفنان ان ينفذ ما تريده المؤسسة العراقية وما عليك الا ان تنفذ وخاصة بما يتعلق بصناعة الاغاني والاناشيد التي تمجد بنظام الطاغية صدام وعكس ذلك انت تذهب الى السجن والتعذيب او تفقد حياتك وحتى عائلتك ، لكن الان معاناتنا اكبر حيث هروب اغلب الفنانيين العراقيين وخاصة الموسيقيين منهم خارج العراق ، إذ ظهر على السطح احزاب او منظمات اسلامية متطرفة تقتل ايَّ فنان عراقي في الشارع مجرد ان يحمل آلة موسيقية........ ، تصور هذا يحدث في بلاد القيثارة السومرية لماذا ؟ في اغلب الاحيان يعيش الفنان العراقي تحت ظرف قاهر في بلدان الجوار وحتى من كان سعيد الحظ في الوصول الى اوروبا فهو يعاني ، انا شخصيا اوضحت معاناة الموسيقيين العراقيين عند اكثر من جهة فنية في النرويج من خلال الحوارات واللقاءات هناك.

* هل عُرضَ الكليب في قنوات تلفزيونية عراقية؟

_ لا لم يعرض في قنوات تلفزيونية عراقية خوفاً من ان تتعرض القنوات الى هجمات من قبل المتطرفين بسب العمل الفني الذي يدين جلياً التطرف والارهاب. البعض قال لي: لا تستطيع ان تعرض هذا العمل في الوقت الحاضر لانه ربما يعرضنا الى القتل ومع ذلك هناك قناة واحدة عراقية فقط عرضت هذا العمل الفني واسم هذه القناة ( سومرية) . في نفس السياق عُرضَ العمل في محطات عربية اخرى ومنها قناة الخليجية وقناة ( اي تي في) والقناة النرويجية الاولى.

* بالتأكيد يعود ذلك للخلفية السياسية للأغنية والظرف العراقي الراهن ؟

_ هذه الاغنية ( تركوني) او عافوني في اللهجة العراقية تترجم في حقيقة الامر معاناة العراقيين من الوضع السياسي الحالي المرتبك جدا إذ انا اعتقد ان الاغنية فيها نوع من السياسة وهي تدين التطرف والارهاب في كل مكان في العالم وليس في العراق فقط وهذا كان شعار الاغنية لاني وضعت في مقدمة الاغنية صورة مجموعة من الاعلام التي تمثل الدول التي عانت من الارهاب والقتل والتفجير واولها العراق، وضمت ايضا صور للضحايا الابرياء الذين ذهبوا ضحية للارهاب واولهم العراقية مارجريت حسن واقول انها عراقية بالرغم من اني اعرف ان جنسيتها بريطانية لكن هذه المرأة تحمل في نظري جنسية كوكب الارض الانساني كله، لقد عاشت في العراق ثلاثين عاماً مع زوجها العراقي وراعية لاطفال العراق والانسانية ، لقد رحلت ماركريت حسن وكان رحيلها عاراً على حركة التاريخ الانساني .

* هل انت خائف بعد ان انجز وعرض العمل الفني في محطات التلفزيون؟

_ انا لست خائفاً لاني مقتنع بعملي ولاني لست في موقع الاساءة لاحد . لقد جاءتني رسائل تهديد من اطراف لا اعرفها وقد نعتتني باني ضد الاسلام بينما انا من عائلة مسلمة في حقيقة الامر لكن انا ادين واقف ضد الاسلام المتطرف.

* ماذا عن التعاون مع الموسيقيين النرويجيين ؟

الموسيقيون النرويجيون يرغبون بمساعدة الموسيقيين العراقيين في بغداد.
الموسيقيون النرويجيون ارسلوا مساعدة الى المدارس الموسيقية العراقية على شكل آلات موسيقية بقيمة 230 الف كلرون نرويجي وسيساعدون في فترات لاحقة عندما يستتب الامر في العراق وانا شخصياً ساكون على اتصال مع الفنانيين الموسيقيين في النرويج في تقديم دورات موسيقية او انشاء مساعدات للدراسة في النرويج أو غير ذلك.