واشنطن: يسجل خصوم الرئيس الاميركي باراك اوباما تقدما طفيفا على الديموقراطيين قبل شهر من الانتخابات التشريعية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر التي يسعون لتحويلها الى استفتاء على الرئيس في ظل تراجع نسبة التاييد له.

وتهدف الانتخابات التشريعية لتجديد اعضاء مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون وما يزيد عن ثلث اعضاء مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون.

وتبدو المؤشرات سلبية للديموقراطيين اذ يبدي 43% فقط من الناخبين نية لمنحهم اصواتهم، بحسب متوسط استطلاعات الراي الذي احتسبه موقع "ريل كلير بوليتيكس"، مقابل 45,4% من نوايا الاصوات للجمهوريين.

ومع تراجع نسبة التاييد لباراك اوباما الى 42% بحسب معهد غالوب، بات الرئيس بمستوى عدم شعبية سلفه الجمهوري جورج بوش عام 2006 حين خسر الجمهوريون مجلسي الكونغرس، وبمستوى عام 2010 حين اجتاحت موجة حركة حزب الشاي مجلس النواب.

وتمكن الديموقراطيون عندها من انقاذ مجلس الشيوخ، معقلهم الاخير في الكونغرس، غير ان حظوظهم في الاحتفاظ به هذه السنة لا تتعدى 40%، بحسب توقعات موقع "فايف ثيرتي آيت".

غير ان معاهد استطلاعات الراي تشير الى ان هذه الانتخابات يصعب التكهن بنتائجها اذ ان الغالبية المقبلة تتوقف على حفنة من مقاعد مجلس الشيوخ، فيما يتوقع ان تبقى الغالبية في مجلس النواب للجمهوريين.

وفي حال فاز الجمهوريون بمجلس الشيوخ، فسيمسكون بالسلطة التشريعية خلال السنتين المتبقيتين من ولاية باراك اوباما في البيت الابيض، سيفرضون خلالهما اولوياتهم وهي الحد من القوانين البيئية والعودة عن جزء من اصلاح النظام الصحي الذي اقر عام 2010 وتشديد سياسة الهجرة والسماح ببناء خط انابيب النفط "كيستون اكس ال".

وعزز اوباما حجج خصومه باعلانه ان استحقاق تشرين الثاني/نوفمبر حاسم لتحقيق برنامجه السياسي الذي يقوم على الحد الادنى للاجور والمساواة في الرواتب وتطوير الطاقة النظيفة.

وقال باراك اوباما في خطاب حول الاقتصاد القاه الخميس في شيكاغو "لست مرشحا لشيء هذا الخريف لكن لا تخطئوا: هذه السياسات هي في صلب هذه الانتخابات. كل منها".

ويحتل الاقتصاد والوظائف مقدم اولويات الناخبين الاميركيين وهو ما يحمل اوباما على التشديد على حصيلته في هذا الصدد، ولا سيما بعد تلقيه نبأ سارا الجمعة مع تراجع نسبة البطالة الى ادنى مستوياتها منذ ست سنوات لتصل الى 5,9% في ايلول/سبتمبر.

وقال اوباما "ان ديون الشركات في تراجع والارباح تتزايد، والشركات في وضع جيد" ردا على الجمهوريين الذين يتهمونه بالقضاء على النمو وبثني مبادري الاعمال.

ومن اهم وعود الديموقراطيين الانتخابية رفع الحد الادنى الفدرالي للاجور الى 10,10 دولارات للساعة مقابل 7,25 اليوم.

وقال المرشح الديموقراطي بروس برالي خلال مناظرة الاحد "اعد بان اذهب الى واشنطن وارفع الحد الادنى للاجور".

وولاية ايوا الصغيرة في وسط الغرب الاميركي هي من الولايات العشر تقريبا التي ستحسم السيطرة على مجلس الشيوخ، ما يحمل الاحزاب والمرشحين ومجموعات الضغط على استثمار عشرات ملايين الدولارات فيها في حملات اعلانات.

واحصى خبير الاستطلاعات نيل نيوهاوس 325 اعلانا للمرشحين لمجلس الشيوخ تم بثهم يوم الاثنين وحده في العاصمة دي موين على الشبكات التلفزيونية المحلية.

ويعتمد الجمهوريون خطا يقضي بربط المرشحين الديموقراطيين باداء باراك اوباما الذي يصفونه بانه رئيس يستغل سلطاته لفرض سياسات تقوم على الاسراف في تدخل الدولة.

وقالت المرشحة الجمهورية لمجلس الشيوخ عن ولاية ايوا جوني ايرنست خلال المناظرة ذاتها متحدثة عن اوباما "المزيد من الضرائب ودور اكبر للدولة وانقاذ وول ستريت، وبرنامج اوباماكير: هذه هي حصيلته في واشنطن".

والجديد في هذه الانتخابات التشريعية هو ورود مسائل تتعلق بالشؤون الخارجية في الحملة الانتخابية، بعد اطلاق الحملة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية".

ويتولى الكونغرس الجديد مهامه في كانون الثاني/يناير غير ان ولايتي لويزيانا وجورجيا ستنظمان دورة ثانية في 6& كانون الاول/ديسمبر و6 كانون الثاني/يناير على التوالي في حال لم يحصل اي من المرشحين على 40% من الاصوات في 4 تشرين الثاني/نوفمبر، وبالتالي فان الغالبية في مجلس الشيوخ قد لا تتحدد مع انتخابات الشهر المقبل.

دليل انتخابات الكونغرس الاميركي

يتوجه الاميركيون في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الى صناديق الاقتراع لتجديد جميع مقاعد مجلس النواب و36 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة، على ان تبدأ ولاية الكونغرس الجديد اعتبارا من كانون الثاني/يناير وتستمر لاخر سنتين من ولاية الرئيس باراك اوباما.

وفي العام 2010 تاريخ اخر انتخابات تشريعية غير متزامنة مع انتخابات رئاسية، شارك 45,5% من اصل 211 مليون اميركي في سن الاقتراع في الانتخابات، بحسب الاحصاءات. اما في الانتخابات الرئاسية الاخيرة عام 2012 فبلغت نسبة المشاركة 61,8% من اصل 215 مليون ناخب.

&

استحقاقات انتخابية متزامنة

يضم استحقاق الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر عدة انتخابات متزامنة لاخيار النواب وكذلك بحسب الولايات اعضاء مجلس الشيوخ والحكام فضلا عن انتخابات محلية تخص المدينة او المنطقة او القضاة او حتى استفتاءات.

&

- مجلس النواب: يضم مجلس النواب 435 مقعدا يمثل كل منها دائرة من حوالى 710 الاف نسمة. والجمهوريون لديهم حاليا الغالبية باحتلالهم 233 مقعدا، مقابل 199 مقعدا للديموقراطيين وثلاثة مقاعد شاغرة اثر استقالة نوابها. وفي حال عدم حدوث نهوض ديموقراطي على المستوى الوطني، فمن المتوقع ان يبقى مجلس النواب جمهوريا بغالبيته. وتدوم ولاية مجلس النواب سنتين.

&

- مجلس الشيوخ: يتالف مجلس الشيوخ الحالي من غالبية ديموقراطية من 53 مقعدا اضافة الى مستقلين يصوتان معهم، واقلية جمهورية من 45 مقعدا. وتتمثل كل من الولايات ال50 بعضوين في مجلس الشيوخ يتم انتخابهم بالاقتراع العام المباشر ايا كان عدد سكان الولاية، ولست سنوات. ويتم تجديد ثلث المقاعد كل سنتين.

وسيتم تجديد ما يزيد عن ثلث المقاعد (36 مقعدا، 21 للديموقراطيين و15 للجمهوريين) هذا العام اثر استقالات (21 ديموقراطيا و15 جمهوريا). ويزداد الوضع صعوبة على الديموقراطيين المنتهية ولايتهم الذين انتخبوا عام 2008 في غمرة موجة التاييد الديموقراطي التي اثارها باراك اوباما في ولايات اقل تاييدا تقليديا للديموقراطيين. وهذا ما يحمل الجمهوريين على الاعتقاد بانهم سيتمكنون من الحصول على المقاعد الستة التي تنقصهم لتحقيق الغالبية.

&

الولايات الحاسمة

بما ان الجمهوريين شبه واثقين من احتفاظهم بالغالبية في مجلس النواب، فان المعركة تتركز على مجلس الشيوخ ، وتحديدا على حفنة من الولايات حيث تشير استطلاعات الراي الى منافسة شديدة، ولا سيما كنساس وايوا وكولورادو.

- كنساس: يواجه الجمهوري المنتهية ولايته بات روبرتس المستقل غريغ اورمان، الخصم الوحيد الذي لا يزال في السباق بعد انسحاب الديموقراطي. ولم يحدد غريغ اورمان ما اذا كان سيصوت مع الجمهوريين او الديموقراطيين، ويخشى الجمهوريون ان يخسروا هذا المقعد الذي يعتبر عادة مضمونا لهم.

- ايوا: بعد تقاعد الديموقراطي توم هاركين، يواجه المرشح الديموقراطي بروس برالي وضعا صعبا امام الجمهورية جوني ايرنست، المسؤولة المحلية التي تحظى بدعم شخصيات بارزة وطنية من حزبها.

- كولورادو: تدور منافسة شديدة بين الديموقراطي المنتهية ولايته مارك يودال والجمهوري كوري غاردنر في هذه الولاية الغربية التي تميل اكثر الى الديموقراطيين.

كما تجري منافسة شديدة في ولايات اخرى. والمرشحون الديموقراطيون المنتهية ولايتهم في وضع صعب في كارولاينا الشمالية واركنسو ولويزيانا والاسكا. اما الجمهوريون فيخشون خسارة كنتاكي وجورجيا.

&

وجوه جديدة

تظهر شخصيات جديدة كل سنتين بمناسبة الانتخابات التمهيدية التي تنظم بشكل تلقائي على جميع مستويات الانتخابات. في ما يلي بعض المرشحين الذين برزوا على الصعيد الوطني:

- ميا لاف (38 عاما): مرشحة جمهورية لمجلس النواب عن ولاية يوتا. وفي حال فوزها ستصبح اول امراة جمهورية سوداء في التاريخ تنتخب في الكونغرس.

- ماري بورك (55 عاما): مرشحة ديموقراطية لمنصب حاكم ويسكونسن. تسعى المرشحة المدعومة من هيلاري كلينتون للحلول محل الحاكم الجمهوري سكوت ووكر المعادي بشدة للنقابات الاميركية.

- توم كوتون (37 عاما): مرشح جمهوري لمجلس الشيوخ عن اركنسو. خريج جامعة هارفرد وضابط سابق في سلاح البر. نجح في الحصول على تاييد الحزب الجمهوري وحركة حزب الشاي المحافظة المتطرفة في آن.

- جوني ايرنست (44 عاما): مرشحة جمهورية لمجلس الشيوخ عن ايوا. تردد "انا ام وانا جندية" وقد اثارت حماسة الجمهوريين في ولاية صوتت لباراك اوباما في 2008 و2012.

- أليسون لوندرغان غرايمز (35 عاما): مرشحة ديموقراطية لمجلس الشيوخ عن كنتاكي. تسعى لهزم السناتور المنتهية ولايته ميتش ماكونيل (72 عاما) احد الجمهوريين الاكثر نفوذا في البلاد الذي يرجح ان يصبح زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ.