يؤكد المعارض السوري محمد خليفة أن إقدام الولايات المتحدة على محاربة داعش دون إتخاذ جملة خطوات إنما يدلل على أن الغرب ذهب لمعالجة الأعراض بدلاً من السرطان الأصلي المتمثل في نظام الأسد.

اعتبر محمد خليفة، المعارض والكاتب السياسي السوري، الأمين العام المساعد للتيار الشعبي الحر في حديث خاص مع "إيلاف" أن "الحرب الدولية بقيادة الولايات المتحدة على داعش في العراق وسوريا تكرّس الخطأ المنهجي الذي شاب سياسة الإدارة الحالية في واشنطن، بدل أن تعالجه بعد أن أقرت به في الأيام الأخيرة حين اعترف الرئيس باراك أوباما بأن بلاده أخطأت في تقدير خطورة داعش وتركها تستفحل".
&
وأكد أن "بداية الخطأ وأصله في عدم تقدير إدارة اوباما لخطورة الأزمة السورية واهمالها طوال أربع سنوات وتجاهل ما يتولد عنها من آثار محلية واقليمية، بما في ذلك إنهيار الدولة وانتشار الفوضى وتحول سوريا إلى دولة فاشلة تجتذب إليها الجماعات المتطرفة لتكون مقرًا لها وممرًا الى الغرب".
&
وقال خليفة "في تقديري إن الخطأ السابق ما زال على حاله، لأن الحرب الحالية على داعش تتجاهل بؤرة الارهاب في هذه المنطقة أي النظام السوري، ومعالجة الأزمة الأصلية".
&
وعبّر عن أسفه لأن الدول الغربية "عودتنا أن تقع في مثل هذه (الانحرافات المهنية) أي معالجة الجزء وتجاهل الاصل أو الكل، والاهتمام بالأعراض وترك السرطان الأصلي، وخاصة في قضايا الشرق الأوسط، وقد حدث هذا في التسعينات خلال معالجة الأزمة العراقية، وما زال يحدث في اليمن، وفي القضية الفلسطينية باستمرار على مدى سبعين عامًا".
&
ورأى خليفة أن "الأخطر أن محاربة داعش تقتصر على عمليات عسكرية جويّة، وهو أمر مضحك لأنه يفتقر الى استراتيجية شاملة، وهو يكرر القصور السابق في محاربة القاعدة في افغانستان وكان من نتائج ذلك كارثة (غزوة نيويورك ) ! لأن الحكمة تقتضي مكافحة جذور الارهاب قبل أن نصل الى نتائجه العملية وظواهره ومشتقاته التنظيمية السياسية سواء كانت القاعدة او داعش او النصرة ...".
&
وقال "بالنسبة لظاهرة داعش وشقيقاتها في سوريا والعراق يعلم المحللون والخبراء في الغرب ارتباطهما الوثيق بكل من ايران وسوريا، ولكن ادارة أوباما تتجاهل هذه الحقيقة وتذهب إلى نوع من التعاون مع كلا الطرفين وإن بطريقة غير معلنة ومن خارج اطار الحلف، ولكن المهم أن هذا التعاون قائم ويدل على قصر نظر خطير ومنهجي، وحالة تخبط، كمن يحاول قطع زيل الافعى بدلاً من رأسها".
&
وردًا على سؤال هل ستقوض ضربات التحالف الدولي داعش ..؟ &أجاب: "أخشى القول إن الحرب على داعش بهذه الطريقة ستوفر لها رصيداً معنويًا في بعض الفئات والحاضنات الاجتماعية التي ترى في ما يجري مجرد سياسة امبريالية عدوانية، وبالتالي ستجتذب مزيداً من الجهاديين من الغرب ومن الشرق".
&
&وأضاف: "ربما بطبيعة الحال تضعف داعش وتفقد السيطرة على بعض المناطق لكنها لن تتلاشى ولن تنهزم ستتحول الى صورة أخرى من القاعدة كما رأيناها خلال العقدين الماضيين، وهناك الآن 12000 جهادي حسب ما قال اوباما يقاتلون معها وبينهم 3000 أوروبي لا يخفون أنهم سيعودون إلى اوروبا لضرب المنشآت والمصالح الاميركية أولا والأوروبية ثانيًا وقد رأينا بداية لهذه النتائج "..
&
وأشار خليفة إلى أن "ميزة داعش ومثيلاتها طبيعتها الزئبقية وقدرتها على التحول والانشطار والتمدد والاختفاء .. ولا بد أن نعترف أنها اصبحت تمتلك قدرة على استيعاب الشباب المسلم الذي يعاني التمييز والاضطهاد في المجتمعات الاوروبية والغربية وهذه مسألة غاية في الخطورة، وتؤكد ما سبق أن ذهبنا إليه وهو ان مكافحتها تتطلب استراتيجية شاملة ثقافية واجتماعية وسياسية".&
&
في حين وردًا على سؤال هل تضر أم تفيد هذه الضربات النظام السوري ..؟ اعتبر أن "النظام السوري مستفيد حتى الآن من ضرب داعش بهذه الطريقة، لأنها تخفف الضغط &العسكري عليه من جانب المعارضة ويصرف انظار العالم على جرائمه التي تتفاقم ولا تنقص، وقد رأينا بعض تجليات ونتائج هذا الأمر في سيطرة قواته على مدخل حلب الشمالي وبعض مناطق ريف دمشق. كان يجب أن تشمل العملية العسكرية ضد داعش:
&
أ -فرض منطقة حظر طيران على شمال سوريا على الأقل إن لم يكن كل سوريا حتى يتاح للجيش الحر القيام بعملياته وبسط سيطرته على الأراضي التي تنسحب منها داعش.
&
ب - تسليح المعارضة تسليحًا نوعيًا عالي المستوى حتى تتمكن من مقاتلة داعش والنظام لكي لا يستفيد هذا من انصرافها لقتال داعش واستنزاف امكانياتها على تلك الجبهة وترك ظهرها مكشوفًا للسعات قوات الاسد .
&
&ج - ضرب مواقع النظام السوري واسلحته الثقيلة لكي لا تتقدم لضرب المعارضة من ظهرها.
&
د - ضرب مواقع وقوات حزب الله والفصائل الشيعية في سوريا باعتبارها الوجه الآخر لداعش أو بالاحرى داعش الشيعية !".
&
و عن الخلاف الروسي - الاميركي على قانونية الضربات، رأى "انه خلاف شكلي ومحدود، روسيا انقلب سحرها عليها وبالاً في أوكرانيا واصبحت اسيرة لعبة هي افتعلتها واصطنعتها وكشفت خواء العملقة التي حاول بوتين ووزير خارجيته الظهور بها &على الصعيد الدولي خلال السنوات الاخيرة وبالذات من خلال الأزمة السورية، ولكن روسيا عادت الآن إلى حجمها الطبيعي امام العملاق الاميركي الذي اثبت انه القطب الاوحد حاليًا على قمة النظام الدولي".
&
وشدد على أن "روسيا مستفيدة من اضعاف المنظمات المتطرفة الإسلامية، ولكنها تخشى أن تضعف الضربات على داعش النظام السوري الموالي له، وتخشى أن تتطور العملية العسكرية لفرض حظر جوي أو عملية برية ضد النظام أو تقوية المعارضة، ولذلك تتذرع بالناحية القانونية استباقاً لهذه الاحتمالات، ولكن التحفظات الروسية مجرد تشويش على الحرب العسكرية الاميركية لن يكون لها أي اثر .. روسيا لم تعد قادرة على التفرغ للازمة السورية كما كانت قبل الازمة الاوكرانية"..