دمشق: بعد معارك دامت أسابيع عدة، تمكن مسلحو تنظيم "داعش" من الدخول إلى مدينة "كوباني"، في شمال سوريا، بالقرب من الحدود مع تركيا، التي وضعت جيشها في حالة تأهب على الحدود. وظهرت صور أعلام التنظيم ترفرف فوق عدد من المنازل في الجهة الشرقية من مدينة "كوباني" المعروفة ايضا بـ "عين العرب".

وفي وقت سابق، صد المقاتلون الاكراد ليلة الاحد الاثنين هجوما لتنظيم الدولة الاسلامية على مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، بعد معارك عنيفة احرز خلالها التنظيم مزيدا من التقدم وتمكنت مجموعة منه من التسلل الى المدينة قبل ان يتم القضاء عليها. وقتل في الهجوم والمعارك التي رافقته ومحاولة التسلل 47 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية، بينهم عشرون في كمين نصبه المقاتلون الاكراد للمجموعة المتسللة التي نجحت في دخول شارع عند طرف المدينة الشرقي، و19 مقاتلا من "وحدات حماية الشعب" الكردية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

واذا كان المقاتلون الاكراد نجحوا، على الرغم من عدم التكافؤ في ميزان القوى، في احباط محاولة التسلل وصد الهجوم، الا ان مقاتلي التنظيم المتطرف تمكنوا من تحقيق مزيد من التقدم في هضبة مشته نور المتاخمة للمدينة من الجهة الجنوبية الشرقية، وباتوا يحتلون القسم الاكبر منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ومن شأن تمركزهم على التلة المرتفعة المشرفة على عين العرب (كوباني بالكردية)، ان يجعل المدينة كلها في مرمى نيرانهم.

وشن التنظيم المعروف باسم "داعش" ليل الاحد الاثنين هجومًا من الجهتين الغربية والشرقية للمدينة المحاصرة من ثلاث جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة. وتتواصل المعارك في محيط المدينة. وافاد صحافيون في وكالة فرانس برس متواجدون على الحدود التركية على بعد كيلومترات من عين العرب عن سماع اصوات رشقات رشاشة متقطعة ورؤية سحب بيضاء من الدخان فوق المدينة.

وافاد المرصد عن "اشتباكات ليل امس هي الأعنف في عين العرب منذ بدء هجوم التنظيم في 16 ايلول(سبتمبر)"، مشيرا الى انها اسفرت "عن مصرع ما لا يقل عن 19 مقاتلا من وحدات حماية الشعب والكتائب الداعمة لها، ومصرع أكثر من 27 مقاتلا من تنظيم "داعش".

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان التنظيم حاول ليل الاحد الاثنين اقتحام البلدة من خلال هجوم شنه من الجهتين الشرقية والغربية، لكن المقاتلين الاكراد صدوا الهجوم، مشيرا الى تراجع& وتيرة المعارك صباح الاثنين مع استمرار سقوط قذائف على المدينة بشكل متقطع.

ويحاول التنظيم منذ نحو ثلاثة اسابيع دخول عين العرب، ما سيتيح له السيطرة على شريط طويل ممتد بمحاذاة الحدود السورية-التركية. وتساهم الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع التنظيم المعروف بـ"داعش" في اعاقة عملية اقتحام المدينة.

وقتل 20 عنصرا من تنظيم "داعش" ليل الاحد الاثنين في كمين في شرق مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية) التي تمكنوا من دخولها للمرة الاولى منذ بدء الهجوم عليها، قبل ان يتصدى لهم المقاتلون الاكراد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

الجيش التركي يجلي المدنيين والصحافيين

هذا واستخدمت قوات الامن التركية اليوم الاثنين الغاز المسيل للدموع لتبعد عن الحدود السورية التركية عشرات الصحافيين والمدنيين ومعظمهم من الاكراد الذين يتابعون حصار كوباني، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ووجهت قوات الامن انذارا بمكبرات الصوت قالت فيه "ارحلوا او سنتدخل"، قبل ان تغرق المنطقة بسحابة من الغاز.

وابعد المدنيون ووسائل الاعلام الذين يحضرون يوميا المعارك العنيفة التي تدور بين جهاديي تنظيم داعش والمقاتلين الاكراد& من اجل السيطرة على كوباني، الى مسافة 700 متر تقريبا عن الخط الفاصل بين سوريا وتركيا.

واستخدمت قوات الامن التركية الاحد الغاز المسيل للدموع لتفريق كل الاشخاص الموجودين في المنطقة الحدودية. وعلى سبيل الوقاية، عمدت قوات الامن التركية الى اخلاء قريتين صغيرتين.

القوات النظامية السورية تسيطر على بلدة استراتيجية

واستعادت القوات النظامية السورية اليوم الاثنين سيطرتها على بلدة صغيرة شرق العاصمة السورية بعد شهر من دخول مقاتلي المعارضة المسلحة اليها، بحسب ما افاد مصدر امني.

وتقع الدخانية قرب مدينة جرمانا التي تشهد كثافة سكانية كبيرة ولجأ اليها الكثيرون من مناطق تشهد اعمال عنف في ريف العاصمة. وهي بمحاذاة الطريق المتحلق الجنوبي الذي يقود من دمشق الى درعا، وعلى مسافة قصيرة من احياء دمشق القديمة، وبالتالي فان استقرار مقاتلي المعارضة فيها يجعل قسما كبيرا من احياء دمشق في مرمى قذائف الهاون التي يطلقونها على العاصمة.

وقال المصدر "تمت صباح اليوم استعادة بلدة الدخانية" الواقعة في الغوطة الشرقية، احد معاقل المعارضة المسلحة في ريف دمشق، المحاصر منذ اشهر طويلة من قوات النظام.