لا تزال تركيا تمتنع عن أي تدخل عسكري ضد تنظيم داعش الذي يهدد مدينة كوباني الواقعة ضمن مرماها على الحدود مع سوريا رغم قرار البرلمان السماح بذلك قبل اربعة ايام.

إسطنبول: منذ التصويت على القرار، تكرر الحكومة التركية الاسلامية المحافظة رغبتها في المشاركة في محاربة تنظيم "داعش" لكنها تضع شروطًا للانضمام الى التحالف العسكري بقيادة واشنطن، الامر الذي يغذي شكوك الاكراد الذين يتهمون انقرة بتركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم.

وقد ضاعف المسؤولون تصريحاتهم من اجل شرح مواقفهم.

- تركيا لا تريد الانجرار الى نزاع بات على ابوابها

وقام رئيس الوزراء احمد داود اوغلو الجمعة بتفسير ذلك قائلاً "سنبذل كل ما في وسعنا كي لا تسقط كوباني"، لكنه استبعد في الوقت نفسه أي تدخل ضد الدولة الاسلامية رغم أن مواقعها تقع على مرمى نيران الدبابات التركية.

واضاف "اذا دخلت القوات المسلحة التركية الى كوباني وسألنا التركمان في يايلاداغ ( تركمان سوريا) +لماذا لا تنقذوننا+؟ فسيتوجب علينا حينئذ التدخل هناك ايضًا".

واقصى ما قدمه هو التعهد بالقيام بكل ما يمكن من اجل تعزيز المساعدات الانسانية للمدينة السورية المحاصرة.

وقد اوضح داود اوغلو ورئيسه رجب طيب اردوغان ان هجومًا على قبر سليمان شاه فقط، وهو جيب تركي في سوريا، سيؤدي الى تدخل تركي في سوريا.

- تركيا تسعى الى اسقاط النظام في دمشق

كما سبق واكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن قبل أن يتراجع عن ذلك، تدعم تركيا منذ وقت طويل مجموعات المعارضة السورية الاكثر تطرفًا وضمنهم الدولة الاسلامية املاً بتسريع اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد.

واقرت الحكومة التركية مؤخراً بعد الافراج عن 46 من مواطنيها كانوا محتجزين رهائن لدى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق بالتهديد الذي يشكله هذا التنظيم المتطرف.

ويشير نص قرار البرلمان الى "الزيادة الكبيرة" و"المقلقة" في اعداد "الارهابيين في سوريا والتهديد الذي يشكلونه بالنسبة للعراق".

ولكن رغم تنديده بـ"ارهابيي" الدولة الاسلامية، اعاد اردوغان التذكير بأن "رحيل النظام السوري" لا يزال "اولوية" وأن الضربات الجوية التي تستهدف الجهاديين قد تنتهي الى تعزيز موقف النظام السوري.

- تركيا تفضل اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي

افكار قديمة ترددها تركيا منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، فانقرة التي تستقبل مليونًا ونصف مليون لاجئ سوري تطالب مقابل انضمامها الى التحالف باقامة منطقة عازلة في شمال سوريا ومنطقة حظر جوي من شأنها حماية الاراضي التركية.

وحذر داود اوغلو من أن النظام السوري سيغتنم، في حال عدم فرض منطقة حظر جوي، الضربات التي يشنها التحالف لكي "يقصف انتقاماً" المناطق التي يخليها تنظيم الدولة الاسلامية وخصوصًا حول حلب والرقة ما سيؤدي الى نزوح ثلاثة ملايين شخص الى تركيا.

لكن الولايات المتحدة ردت قائلة إن اقامة منطقة حظر جوي تستدعي اتفاقًا في مجلس الامن الدولي وهي ليست على جدول الاعمال.

- تركيا تريد تجنب تعزيز موقف الاكراد

هذا الامر يشكل هاجسًا لأنقرة. فقد بدأت الحكومة التركية قبل نحو عامين محادثات سلام مع متمردي حزب العمال الكردستاني وتريد القيام بكل شيء ممكن لتتفادى أن تتحول الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية لصالح الاكراد.

وينص قرار البرلمان التركي على السماح باستخدام القوة ويذكر بين امور أخرى "تهديدات المجموعة الارهابية حزب العمال الكردستاني". وقد اجرى اردوغان السبت مقاربة بين هذا الحزب وتنظيم الدولة الاسلامية.

الى ذلك، تبدي انقرة قلقًا ازاء احتمال أن تنتهي الاسلحة الغريبة التي يتم تسليمها الى المقاتلين الاكراد بأيدي حزب العمال الكردستاني.

من جهته، قال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان إن سقوط كوباني يعني نهاية عملية السلام مع انقرة.