انتهى موسم حج هذا العام، وعاد أكثر من مليوني مسلم إلى بلادهم بعدما قصدوا السعودية أتوا لإتمام الفريضة في مكة، من دون أي حادث أمني أو صحي، بفضل الاجراءات الاحترازية السعودية.

&
في موسم الحج، المناسبة التي تضم أحد أكبر التجمعات البشرية في العالم، ليس التحكم بحجم الحشود مهمة سهلة، في ظل تصاعد المخاوف الصحية من انتشار الأوبئة، وعلى رأسها "إيبولا"، والمخاوف الأمنية من تهديد (داعش).
&
كاميرات مراقبة
&
لجأت السلطات السعودية لعدد من الإجراءات التقنية الحديثة لمراقبة الحشود والتحكم بها. فوجود عدد كبير من الناس في مكان واحد يثير القلق تجاه حوادث الدهس بالأقدام، والتي أدت إلى عدد من الوفيات سابقًا، أسوأها وفاة 1426 حاجًا بسبب الاكتظاظ. ووقعت حادثة أخرى في العام 2006 أدت إلى وفاة 363 شخصًا.&
&
واستخدمت السعودية كاميرات مراقبة، تراقب الازدحام وحركة تدفق الحجاج، يمكنها تحديد المواقع المحتملة للأخطار الناجمة عن الاكتظاظ. في مركز المراقبة، تحلل الشرطة البيانات التي تجمعها البرمجيات المتخصصة، فتعرف كيف توجه اهتمامها.
&
حركة السير
&
وكان نقل مليوني حاج في مكة تحديًا عملاقًا أمام المسؤولين، لذا خصصت السلطات 15 ألف حافلة لنقل الحجاج بين المواقع المقدسة، تربطها أنظمة مراقبة لمساعدة الشرطة في تحديد مواقع أزمات السير وأسبابها وحلها سريعًا.
&
وأنشأت السلطات السعودية مترو المشاعر المقدسة في العام 2011، ينقل الحجاج بين مراكز تجمع مكة وجبل عرفة والمزدلفة ومنى. صممت حركة القطارات لتتمكن من استيعاب 72 ألف راكب كل ساعة، كما بدأ العمل في مشروع مترو جديد بأربع سكك للتنقل في أرجاء مكة.
&
احتياط صحي
&
وأتى موسم حج هذا العام في وقت شهد فيه العالم مخاوف صحية كبيرة، خصوصًا تفشي مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا)، ومرض الحمى النوفية (إيبولا).
&
وخصصت السلطات السعودية 180 سيارة إسعاف مجهزة احتياطيًا بالإضافة إلى استعداد 22 ألف عامل في قطاع الصحة وتجهيز 141 مركزاً صحيًا، وتزويد 25 مستشفى بأكثر من خمسة آلاف سرير، وأضيفت 19 ألف وحدة للدم من مختلف الفئات. ومنع قدوم الحجاج من مناطق انتشار إيبولا، مثل غينيا وليبيريا وسيراليون.
&
تدابير أمنية
&
أدى ازدياد نشاط تنظيمات متشددة مثل داعش إلى رفع درجة التحسب الأمني خلال موسم الحج لهذا العام. وقال فهد ناظر، الخبير في مجال مكافحة الإرهاب من مركز "JTG Inc" والمحلل السياسي السابق لدى السفارة السعودية في واشنطن، في مقابلة صحفية: "إنني لن أستبعد أي محاولة لداعش القيام بأعمال فوضوية في الحج، وأعتقد بأن السلطات السعودية على إدراك بالإمر ذاته."
&
وللتأكد من عدم حدوث أي هجوم، قام المسؤولون بتركيب أجهزة مراقبة أمنية في أنحاء البلاد، وبالتركيز على المواقع المقدسة، وطبقت تقنية التعرف على ملامح الوجه، وتم تعيين أكثر من 60 ألف ضابط شرطة. وتمركزت القوات في منى ومزدلفة عرفة للتأكد من سلامة الحجاج وتسهيل أدائهم للشعائر.
&