يتحدّث رئيس "اللقاء الديمقراطي" في لبنان، النائب وليد جنبلاط عن مؤامرة تجري على الأرض العربية وترمي إلى تفتيته وتقسيمه لتحطيم كل أسس الدول والكيانات القومية والوطنية ومرتكزاتها.


إيلاف من بيروت: يرى رئيس "اللقاء الديمقراطي" اللبناني النائب وليد جنبلاط أنّ أكثر ما يشغل باله اليوم، هو أمن لبنان وافتعال حرب على الدروز في سوريا بأمر عمليات إسرائيلي، ويتحدث عن مؤامرة تهدف لتفتيت المنطقة العربية.

وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الالكترونية: "في ذكرى حرب تشرين، وأكثر من أي وقت مضى، يفهم المرء حجم المؤامرة التي تجري على الأرض العربية الرامية إلى تفتيته وتقسيمه لتحطيم كل أسس الدول والكيانات القومية والوطنية ومرتكزاتها، والتي رغم الكثير من عثراتها السياسية والديمقراطية، إستطاعت تحقيق إنتصارات، وخصوصا في صد العدوان الثلاثي سنة 1956 وفي حرب تشرين 1973، واستطاعت من خلال ذلك أن تهز النظام الغربي الاسرائيلي وتلجم البعض من الجهل العربي الذي أقحم نفسه في تلك المؤامرة".

الفوضى العربية

تحدث جنبلاط عن الطائفية والفوضى في المنطقة العربية وقال: "في خضم الحروب المذهبية والعرقية والفوضى الآتية الى المنطقة العربية، يبدو مفيدا أكثر من أي وقت مضى أن نحافظ على الذاكرة ونحميها من السقوط، ومن تلك الذاكرة محطة حرب تشرين المجيدة التي استطاع خلالها الجيش المصري والجيش السوري تحقيق انتصار عسكري وإسقاط الأسطورة الكاذبة التي تقول بأن الجيش الاسرائيلي لا يقهر. ففي غضون ساعات من اندلاع الحرب، نجحت القوات المصرية في العبور واقتحام خط بارليف الذي كان يعتبر حصنا عسكريا منيعا غير قابل للاختراق، وهو ما شكل علامة عسكرية فارقة ليومنا هذا، فيما دخلت القوات السورية عمق هضبة الجولان وصولا إلى بحيرة طبريا".

وكذلك، لا بد من استذكار المشاركة العراقية في الحرب، حيث أصدر العراق أمرا إلى قواته الجوية والبرية بالتحرك فورا إلى الجبهة السورية، وقد آزرت القوات العراقية الجيش السوري بشكل بطولي، وكانت مشاركتها هي المشاركة العسكرية الأكبر في الحرب من حيث العدد والعدة بعد مصر وسوريا. كما كان للوحدات الخاصة السورية آنذاك وللقوات المغربية التي شاركت بطريقة بطولية في السيطرة على جبل الشيخ الذي كان يضم مرصد الاتصالات وينطوي على أهمية عسكرية وجغرافية إستراتيجية".

المؤامرة

يمضي جنبلاط قائلا في مقاله: "اليوم، عندما نرى المشهد العربي الذي بدأ بالتقهقر منذ بدء تطبيق تلك المؤامرة المدروسة بغزو العراق عام 2003، والاصرار على تغييب الحل السياسي في سوريا بهدف تسعير الحرب الأهلية وإطالة أمدها، وصولا الى تفتيت سوريا وتحويلها إلى أشلاء بهدف حماية إسرائيل، فمن حق المرء أن يتساءل أين كان العالم العربي وأين صار. فما يجري ليس مصادفة أو تزامن أحداث عابرة، ذلك أن سياسة تأجيج الأحقاد والكراهية بين المذاهب تثير علامات الاستفهام والتساؤلات حول تلك الكذبة المسماة "التحالف الدولي لمحاربة الارهاب". يبدو، بعيدا عن نظرية المؤامرة، من إسقاط بغداد الى إسقاط دمشق، ان المسار واحد".

&