طرابلس: اقترحت الامم المتحدة هدنة انسانية في غرب ليبيا، حيث تدور معارك منذ اسبوع بين ميليشيات متنافسة، كما جاء في بيان تسلمته السبت وكالة فرانس برس.

وقد تقدمت بعثة الامم المتحدة في ليبيا "بمبادرة لوقف فوري للعمليات العسكرية في كل من مناطق ككلة والقلعة في غرب ليبيا لتسهيل تقديم المساعدات الانسانية. ويبدأ تنفيذ هذه المبادرة منتصف ليل 18 تشرين الاول/اكتوبر 2014، ويمتد اربعة ايام على الاقل".

وكانت ميليشيات الزنتان شنت بالتعاون مع حلفاء لها في 11 تشرين الاول/اكتوبر هجوما على المدينتين اللتين تبعدان 60 كلم جنوب طرابلس وتدعمان ميليشيات فجر ليبيا المنافسة.

وكانت ميليشيات فجر ليبيا وهي تحالف غير متجانس من الميليشيات الاسلامية ومسلحي مدينة مصراتة، طردت ميليشيات الزنتان من طرابلس في آب/اغسطس بعد معارك دامية استمرت اسابيع.

ومنذ ذلك الحين، تدور مواجهات يومية بين الطرفين على عدد من الجبهات رغم النداءات المتكررة للامم المتحدة الى وقف لاطلاق النار.

وقال رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا عبد الله الثني لوكالة فرانس برس ان قوات الزنتان اصبحت تعمل تحت قيادة السلطات الليبية وانضمت اليها وحدات اخرى موالية للحكومة.

وقال ان الحكومة اقامت مركز قيادة في منطقة بئر الغنم (89 كلم جنوب غرب طرابلس) لادارة العمليات العسكرية في الغرب بالتنسيق مع قيادة الاركان.

وشدد الثني على ان "كافة القوى تعمل تحت قيادة الجيش لتحرير طرابلس".

وعن سؤال بشان مبادرة الامم المتحدة قال الثني انه لم يتلق اي شيء.

واضاف انه اذا كانت للامم المتحدة مبادرة "فكان عليها ان تعرضها اولا على السلطات الشرعية".

وقالت مهمة الامم المتحدة في ليبيا انها بعثت برسائل تفصل المبادرة المدعومة من ايطاليا، الى المجالس البلدية في كل من مدن الزنتان وغريان وككلة.

وقال الثني ان حكومته كانت دعت مرارا الى وقف المعارك بعد هجوم مليشيات فجر ليبيا على طرابلس الصيف الماضي لكن بلا جدوى.

واكد "ان الطرف الاخر هو الذي رفض وقف المعارك وليس نحن".

ومنذ سقوط القذافي في 2011 بعد نزاع استمر ثمانية اشهر، تفرض الميليشيات التي اسقطته قانونها في البلاد الغارقة في الفوضى.

وتشهد مدينة بنغازي ايضا (شرق ليبيا) منذ الاربعاء مواجهات جديدة عنيفة بين القوات الموالية للحكومة وميليشيات اسلامية.

8 قتلى في بنغازي

قتل السبت ثمانية أشخاص على الأقل بينهم سيدة في أعمال عنف متفرقة، فيما لقي جريح حتفه متأثر بجروحه التي أصيب بها إثر هجوم انتحاري استهدف الليلة البارحة نقطة تفتيش أمنية في مدينة بنغازي شرق ليبيا.

وارتفعت بذلك حصيلة القتلى بعد الهجوم الذي بدأه الاربعاء اللواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر على الميليشيات الاسلامية الى 66 قتيلا وفقا لمصادر طبية.

وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي لوكالة فرانس برس إن المركز "استقبل منذ ساعات الصباح الاولى ليوم السبت ثمانية جثث لأشخاص قتلوا في أعمال عنف متفرقة واغتيالات، فيما توفي متأثرا بجروحه أحد المصابين الذين تم استهدافهم بهجوم انتحاري الليلة البارحة في أحد النقاط الامنية في منطقة بوهديمة وسط المدينة".

وأضاف المصدر أن "من بين القتلى من تعرضوا لاطلاق نار عشوائي في المدينة، وآخرين تعرضوا لاطلاق رصاص بشكل مباشر في الرأس في عمليات تشير إلى أنها إعدامات خارج إطار القانون".

وأوضح أن "عددا من المواطنين أحضروا بعض الجثث فيما أحضر البقية فريق البحث وانتشال الجثث في جمعية الهلال الأحمر الليبية".

وبعد ظهر السبت دارت معارك عنيفة في أماكن متفرقة من المدينة فيما شنت مقاتلات سلاح الجو الموالي لحفتر غارات على عدة مواقع يتمركز فيها الاسلاميون في منطقتي المساكن وبوعطني على الطريق المؤدية لمطار بنينا جنوب شرق بنغازي، إضافة إلى عدة مناطق في المدخل الغربي للمدينة.

ووفقا لشهود عيان فإن عدة بيوت تعرضت لاصابات بليغة نتيجة القصف الذي طالها.

وليل الجمعة أتى حريق على مخيم لنازحي بلدة تاورغاء في منطقة قاريونس غرب المدينة بعد أن أخلاه السكان الذين علقوا في اشتباكات بين الجيش والاسلاميين.

وقال شهود عيان إن النيران التي التهمت المخيم غير معلومة الاسباب لكن عودة نازحي تاورغاء (230 شرق طرابلس) الذين هجروا من بلدتهم لاتهامهم بمساندة نظام معمر القذافي في العام 2011، باتت مستحيلة.

وقتل 23 شخصا على الأقل الجمعة في معارك عنيفة وحرب شوارع في بنغازي.

وامام ضعف الحكومة الانتقالية، شن اللواء حفتر الذي شارك في الثورة على القذافي، هجوما في ايار/مايو على الميليشيات التي يصفها بانها "ارهابية".

واتهمت السلطات الانتقالية اللواء حفتر حينها بمحاولة "انقلاب" لكنها غيرت موقفها لا سيما بعد ان نال اللواء المتقاعد تاييد عدة وحدات من الجيش.