بينما يسعى الحوثيون في اليمن إلى السيطرة على البلاد كلياً، ومع وصولهم إلى منفذ "الحديدة" على البحر الأحمر، يرى المراقبون أن الحوثيين سيكون بإمكانهم التحكم في مضيق باب المندب، ما يشكل تهديداً لقناة السويس والأمن القومي المصري.&وفي تلك الأثناء تجري القوات البحرية المصرية مناورات قتالية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، بينما لم يستبعد قائدها التدخل عسكرياً في مضيق باب المندب، إذا حصلت تهديدات للأمن القومي المصري.


&
القاهرة: في إشارة إلى إمكانية التدخل عسكرياً، في حالة تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وقناة السويس، عبر مضيق باب المندب، لا سيما بعد سيطرة الحوثيين على اليمن، تجري قوات البحرية المصرية مناورات &أطلقت عليها اسم "ذات الصواري"، وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، المناوارات. وقال المتحدث باسم الجيش العميد محمد سمير، إن المناورات "نفذتها القوات البحرية بالذخيرة الحية بمشاركة عشرات القطع البحرية من مختلف الطرازات، وبإشتراك عناصر الصاعقة البحرية والمقاتلات متعددة المهام من طراز إف 16، والهليكوبتر المسلح", مشيراً إلى أنها "تضمنت العديد من الأنشطة والبيانات العملية للتدريب على مهام العمليات، والتى من بينها تأمين نطاق القوات البحرية وخطوط المواصلات وحركة النقل البحري وحماية الأهداف الإقتصادية فى البحر وعلى الساحل، وتنفيذ جميع الدفاعات في البحر والتصدي لتشكيل بحري معادٍ بالصواريخ السطح سطح والمدفعية".
&
وأضاف سمير: "شهدت المناورة إنضمام طرازات جديدة من القوارب السريعة، والتي من بينها عدد من القطع التى تم تصميمها وتصنيعها بأيدي وخبرات رجال القوات البحرية"، لافتاً إلى أن " الرئيس السيسى إفتتح عددًا من المنشآت الفنية والإدارية بقيادة القوات البحرية". وذكر: "حضر المناورة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة".
&
حماية الأمن القومي المصري
مصر لم تكتف بإرسال رسائل عملية إلى الحوثيين ومن ورائهم إيران، بل أعلن قائد القوات البحرية المصرية الفريق أسامة الجندي، صراحة إمكانية التدخل لحماية الأمن القومي المصري، وقال في تصريحات له على هامش المناورات، إن مصر "تتابع الموقف في اليمن يومياً وتأثيره على مضيق باب المندب"، وأضاف أن "أي خطورة على الأمن القومي المصري سيتم التعامل معها طبقاً للموقف"، مشدداً على ، "جاهزية القوات البحرية لحماية المياه الإقليمية والمصالح الاقتصادية والسواحل المصرية في الاتجاهات كافة".
&
وحول إمكانية وصول التهديدات الحوثية إلى قناة السويس، قال الجندي: "قناة السويس خط أحمر"، وتابع: "ندرس المنطقة والدول وطبيعة العدائيات في حال تعرض مصالح مصر للخطر"، منوهاً بأن "القوات البحرية تمتلك حالياً وحدات ذات تقنية عالية للعمل في المجالات كافة وحماية المسرح البحري للبلاد".
&
المد الإيراني
ووفقاً لوجهة نظر اللواء بحري سابقاً، محمد يوسف، فإن المد الايراني &في اليمن، يؤشر الى سيطرتها علي المضايق المهمة في المنطقة العربية، لا سيما مضيقي هرمز وباب المندب، وقال لـ"إيلاف" إن الحوثيين صاروا على&قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مضيق باب المندب، بما يؤذي حركة التجارة في البحر الأحمر وقناة السويس. وأضاف أن مصر ومعها دول العالم لن تسكت على تهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر، لا سيما أن العالم وبخاصة أميركا لديهم تجارب قاسية في هذا الشأن، مشيراً إلى أن منذ نحو عشر سنوات، تم استهداف السفينة الأميركية "كول"، ما أثار الخوف في قلوب شركات الشحن الأميركية والدولية، وأثر سلبًا على حركة التجارة الدولية.
&
ونبه إلى أن مصر لن تسمح بالتأثير على أمنها القومي والإقتصادي، مشيراً إلى أن مصر سبق لها إغلاق مضيق باب المندب باستخدام غواصاتها البحرية، وبمساعدة الدول العربية خلال حرب أكتوبر/ تشرين 1973، ولفت إلى أن مناورات "ذات الصواري" التي تجرى حالياً جاءت في توقيت دقيق، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المناورات لم تجر خصيصاً من أجل إرسال إشارات إلى إيران والحوثيين، بل تجرى في إطار احتفال بيوم البحرية المصرية الذي يوافق يوم 21 أكتوبر من كل عام.
&
وقال اللواء حسام سويلم، الخبير الإستراتيجي لـ"إيلاف" إن سيطرة الحوثيين على اليمن، يعني سقوطها بأيدي إيران وحزب الله، وسيطرتهم على مضيق باب المندب، مشيراً إلى أن الحوثيين لديهم وجود عسكرى فى إريتريا. وأضاف أن هذه الأوضاع تثير قلق مصر، لا سيما أنها تشكل تهديداً لحركة الملاحة البحرية في قناة السويس، ونبه إلى أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر. ولفت إلى أن مصر سبق لها السيطرة على مضيق باب المندب خلال حرب أكتوبر 1973، عن طريق &وضع سفن حربية فى المضيق، ولا يستبعد أن يتكرر السيناريو نفسه، وقال " قد يتكرر الأمر مرة أخرى إذا حدثت أية تهديدات للمضيق".
&
&ضرب السفن وتعطيل الملاحة
&وقال الدكتور محمد عبد الهادي، الخبير في شؤون الخليج في مركز الدراسات العربي، إن مسألة ضرب السفن وتعطيل الملاحة في باب المندب هو أمر وارد، لافتاً إلى أن الحكومة المصرية &تتابع الوضع وتراقب إلى أي مدى يتقدم الحوثيون، واذا تم رصد السفن سيكون هناك موقف عربي ودولي موحد، لا سيما أن توقف الملاحة في البحر الأحمر أمر يؤثر على حركة التجارة في العالم كله.
&
ولفت إلى أن الأوضاع حتى الآن لا تمثل تهديداً للأمن القومي المصري، معتبراً أن مصر لن تسكت على التهديد الإيراني للخليج لا سيما أن السيسي قال إن أمن الخليج وبخاصة السعودية هو جزء من الأمن القومي المصري، وقال في هذا الصدد إن الجيش المصري جاهز للدفاع عن الدول العربية، وقال عبارته الشهيرة "مسافة السكة".
&
شريان حيوي
الساسة اليمنيون يرون أن الشعب اليمني لن يقبل بتهديد الأمن القومي المصري، وقال المحلل السياسي اليمني فهد العريقي: "مضيق باب المندب شريان حيوي لا يمكن لأي جهة التأثير فيه، خاصة أن هناك التزامات دولية على كل الأطراف الالتزام بها سواء من الجانب المصري أو اليمني"، مشدداً على &أن "لغة التصعيد غير مطلوبة في هذه المرحلة".
&
وأضاف العريقي، في تصريحات له: "اليمن في وضع حساس خاصة في ظل غياب الدولة، والأمن، وعدم تشكيل الحكومة، وهذه العوامل تركت مجالًا للفوضى أن تتدخل، لكن في الوقت نفسه هناك عوامل استراتيجية، وشؤون إقليمية، لا يمكن المساس بها".
وفي ما يخص مضيق باب المندب، قال العريقي: "مهما تدهورت الأحوال في اليمن، فالشعب اليمني هو الذي سيحمي مضيق باب المندب؛ لأن العلاقات بين مصر واليمن تاريخية، والشعب اليمنى يحمل للشعب المصرى كل القيم والمعانى الطيبة والعديد من الذكريات التي لا يمكن أن ينساها"، متوقعاً أن "الأمور لن تصل إلى تهديد الأمن القومي المصري".
&
&