أبلغ المرشد الاعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان بلاده ستقف مع العراق بقوة ولذلك فهو ليس بحاجة إلى قوات أجنبية لدحر الإرهاب... فيما ثمّن المسؤول العراقي ما وصفها بالمواقف المتميزة جدًا للمرشد وبلاده في مساندة العراق بمواجهة داعش والتصدي للإرهاب.


لندن: أكّد المرشد الإيراني علي الخامنئي ان عراقا قويا وشامخا كبلد مهم في المنطقة يحظى بأهمية فائقة للجمهورية الاسلامية الإيرانية معلنًا دعم طهران الحازم للحكومة العراقية الجديدة. ولدى اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والوفد المرافق له في طهران اليوم الثلاثاء، قال خامنئي إن الوضع الراهن للمنطقة ومنها العراق هو افراز للسياسات اللامسؤولة للقوى الأجنبية، وبعض دول المنطقة في سوريا "واننا نؤمن بأن العراق حكومة وشعبا ولا سيما شباب هذا البلد لديهم القدرة على دحر الإرهابيين وإقرار الأمن ولا حاجة للتواجد الاجنبي في البلاد". وقدم تهانيه للشعب العراقي وحكومته "بمناسبة النجاح الذي حققه في الامتحان الكبير لتشكيل الحكومة" وقال إن العراق بلد كبير ومهم ومؤثر في المنطقة وبإمكانه في حال عودة الأمور إلى اوضاعها الطبيعية أن يلعب دورا مؤثرا كما نقلت عنه وكالة أنباء فارس الإيرانية.
&
وأشار خامنئي إلى مساعي وجهود الحكومات السابقة في العراق لإقرار الأمن وتسوية مشاكل الشعب وقال "اننا لا ننسى الخدمات الكبيرة للسيد نوري المالكي للعراق والمنطقة". وخاطب العبادي مؤكدا "اننا نقف إلى جانبكم وسندافع عن حكومتكم بجد كما دافعنا عن الحكومة السابقة". واضاف "اننا نؤمن بتوثيق عرى الأواصر بين إيران والعراق اكثر فأكثر، وعلى هذا الأساس فان الجمهورية الاسلامية الإيرانية لن تدّخر اي دعم في هذا المجال".
واعتبر المرشد الإيراني ان الامن يتصدر الاولويات في العراق وقال "اننا وكما قلنا في ما سبق نعتقد بان العراق حكومة وشعبا ليس بحاجة إلى الاجانب والدول الاخرى للتغلب على مشاكله الامنية". وشدد على اهمية تحقيق الامن في العراق باعتباره مهما لإيران وقال "ان الظروف المعقدة للمنطقة يجب الاّ تسمح في النهاية بتفكيك أمن بلدان المنطقة عن بعضها البعض هذا فضلا عن ان الجمهورية الاسلامية الإيرانية تعتبر أمن العراق البلد الشقيق والجار من أمنها" .
&
سياسات صائبة
واعتبر خامنئي سياسات العراق خلال السنوات الاخيرة القاضية بعدم السماح باستخدام اراضيه ضد سوريا بأنها صائبة وحكيمة مؤكدا ان الوضع الراهن للمنطقة هو نتيجة الممارسات اللامسؤولة للغاية للقوى الاجنبية وبعض دول المنطقة حيال سوريا حيث يجب الوقوف بوجهها بعزم راسخ. وعن التحالف الدولي لمحاربة داعش قال "اننا لا نثق بصدقية مطلقي هذا الكلام، ونؤمن بان قضية داعش والإرهاب يجب ان تعالج من قبل بلدان المنطقة".
واضاف أن سياسة الاتحاد الوطني والقومي والطائفي للحكومة العراقية الجديدة صائبة بشكل كامل وقال ان العراق هو كيان جغرافي واحد وان التفكيك إلى شيعة وسنة وعرب وكرد لا معنى له في هذا البلد. واشار إلى ان على بعض اطراف القضية وبعض الطوائف ايضا ان يلتفتوا إلى هذا الموضوع وان يعلموا ان الإجراءات التي تتعارض مع الوحدة الوطنية للعراق لا تخدم هذا البلد. واضاف ان واحدة من امتيازات الحكومة العراقية الجديدة كما في الحكومة السابقة هو تشكيلها على أساس آراء الشعب والسيادة الشعبية وقال إن البعض لا يريد القبول بهذه الحقيقة في العراق والمنطقة ولكن هذا الامر قد حدث وعلى الحكومة العراقية ان تصون هذا الانجاز باقتدار.
ووصف خامنئي شباب العراق الجاهز للدفاع عن البلاد، بأنه ثروة قيمة للحكومة العراقية، وقال إن الجميع شاهد خلال الأحداث الأخيرة كيف هرع الشباب العراقي إلى الميدان في الظروف الخطرة حاملا روحه على كفه. وأكد ضرورة تثمين هذه الثروة العظيمة لان هؤلاء الشباب هم من سيهرعون إلى نصرة الحكومة العراقية يوم الحاجة.
&
بدوره أعرب حيدر العبادي عن ارتياحه لأن تكون إيران اولى محطات جولته الاقليمية بعد تشكيل الحكومة العراقية... وخاطب خامنئي قائلا "اننا شاكرون جدا للمواقف المتميزة جدا لسماحتكم فضلا عن دعم الجمهورية الاسلامية الإيرانية في قضية داعش والتصدي للارهاب".
واعتبر داعش والإرهاب بأنهما خطر على جميع المنطقة، وقال للأسف ان بعض الدول لا تلتفت إلى حجم وأبعاد هذا الخطر وأضاف "نحن نعتقد بأننا قادرون على اجتياز هذه المرحلة بالاعتماد على بصيرة الشعبين الإيراني والعراقي ودعم علماء الدين وتوصيات سماحتكم وان نطرد الإرهابيين".
واشار العبادي إلى المحاولات الرامية إلى زرع الخلافات بين الشيعة والسنة وقال ان الحكومة العراقية الجديدة هي حكومة وحدة وطنية" .. مؤكدا القول "اننا عازمون خلال هذه الزيارة على تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات أكثر فأكثر".&
&
وفي وقت سابق اليوم، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني ان قصف التحالف الدولي لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" يصب في صالح التنظيم على المدى الطويل ودعا التحالف إلى العمل على قطع المساعدات المالية عنه فيما تعهد العبادي خلال اجتماعهما بالعمل على اخراج عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من العراق ومنعها من الاعتداء على الاراضي الإيرانية. وأكدا ان خطر الإرهاب يهدد أمن المنطقة كلها وانتشاره سيهدد العالم بأجمعه وشددا على ان مواجهته في المنطقة يتطلب تنسيقا عراقيا إيرانيا مشتركا... وأكدا عدم السماح للمشاكل بتعكير العلاقات القوية بين العراق وإيران.
وقد اتفق الجانبان على استراتيجية موحدة لمواجهة الإرهاب والتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي يسعى للسيطرة على المزيد من الاراضي العراقية وخاصة في محافظة ديإلى المحاذية حدودها لإيران شمال شرق بغداد. وابلغ مصدر اعلامي مرافق للعبادي "ايلاف" ان هذه الاستراتيجية تتضمن تعاونًا امنيًا واستخباريًا بين البلدين ومراقبة تحركات المنظمات الإرهابية وتعزيز امن الحدود المشتركة بين البلدين.&
&
ويرافق العبادي في زيارته هذه لطهران وفد وزاري اقتصادي رفيع المستوى يضم وزراء النفط عادل عبد المهدي والکهرباء قاسم الفهداوي والتجارة ملاص محمد عبد الكريم والموارد المائیة محسن الشمري حيث سيناقش ايضا مع المسؤولين الإيرانيين تطوير العلاقات في مجالات التجارة والطاقة والسياحة وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين بحضور الوزراء المعنيين من كلا البلدين حيث ترتبط طهران وبغداد باتفاقيات تتعلق ببناء مفاعلات لتوليد الطاقة الكهربائية ومشاريع نقل الغاز الإيراني للعراق فضلاً عن مشاريع تتعلق بالطرق وبالإعمار والاستثمار حيث يقدر حجم المشاريع المشتركة الحالية بين البلدين بأربعة مليارات و200 مليون دولار.
كما تحقق &السياحة الدينية بين البلدين مستويات عالية أيضاً مقارنة ببقية دول المنطقة، إذ يزور إيران حوالى مليون و700 ألف عراقي سنوياً، في الوقت الذي يتوجّه فيه مليون و300 ألف إيراني إلى العراق أيضاً كل عام لزيارة العتبات المقدّسة المنتشرة في العديد من المدن العراقية.
&