واشنطن: اقترحت السلطات الصحية الاميركية اجراءات جديدة لمراقبة المسافرين العائدين من الدول الثلاث التي ينتشر فيها وباء ايبولا في غرب افريقيا لا تشمل فرض حجر بعد جدل حاد ونداء من الامم المتحدة الى عدم الاساءة للعاملين في القطاع الصحي الانساني.
&
وفي مونروفيا، اعلنت فرق الصليب الاحمر الليبيري المكلفة جمع جثث المتوفين بالمرض حول العاصمة، تراجعا كبيرا في عددها منذ بداية الشهر الجاري، بينما اعلنت منظمة الصحة العالمية في جنيف عن بدء اختبارات للقاح ضد ايبولا هذا الاسبوع في سويسرا.
&
وبدون ان يكون ذلك ملزما، عرضت المراكز الاميركية لمراقبة الامراض والوقاية منها، مراقبة المسافرين القادمين من الدول التي ينتشر فيها المرض ولم تظهر عليهم اعراض المرض تبعا لمدى احتمال اصابتهم، وحددت اربع فئات في هذا الشأن.
&
الا ان هذه الهيئة لا تفرض اي عزلة كما فعلت عدة ولايات اميركية. وذكرت بان العدوى من اي شخص ليست ممكنة ما لم تظهر عليه عوارض الحمى النزفية.
&
وقال مدير المراكز الاميركية توم فريدن "نحن قلقون من بعض الاجراءات التي اتخذت في مختلف الاماكن والتي سيكون نتيجتها مزيد من الاساءة او اعطاء انطباعات خاطئ’"، مؤكدا انه "لا احد يصاب بايبولا من شخص ليس مريضا".
&
&وتشمل هذه الاجراءات مئة شخصا يوميا على الاقل يصلون الى احد خمسة مطارات اميركية يخضع فيها للمراقبة المسافرون القادمون من ليبيريا وسيراليون وغينيا البلد الذي سجل فيه اكبر عدد من الاصابات بالوباء.
&
وتابع فريدن ان الافراد الذين قد يشكلون مصدرا لاصابة محتملة اذا كانوا يعالجون مريضا لايبولا مثلا، "فنريد ان نكون متأكدين من انهم لن يتوجهوا الى اي مكان عام او مكان عمل وان تنقلاتهم حصلت على موافقة السلطات الصحية المحلية".
&
وكان فرض الحجر الصحي في بعض الولايات الاميركية اثار جدلا حادا في الولايات المتحدة في الايام الماضية.
&
وكان حاكما ولايتي نيوجيرزي كريس كريستي ونيويورك اندرو كومو اعلنا قرار فرض العزل الصحي الاجباري على المسافرين الذين كانوا على تماس مع مصابين بايبولا في افريقيا حتى في غياب اي عوارض، بعد تسجيل اصابة اولى في نيويورك لطبيب قادم من مهمة في غينيا. واتخذت ولاية ايلينوي قرارا مماثلا الاثنين.
&
لكن بعد انتقادات حادة وتحت ضغط البيت الابيض، خففت ولاية نيويورك هذه القواعد.
&
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين الى عدم "الاساءة" للعاملين في القطاع الصحي العائدين من غرب افريقيا. وقال في اديس ابابا انهم "اشخاص استثنائيون يقدمون انفسهم لمساعدة الانسانية". واضاف "يجب الا يخضعوا لاي قيود ليست لها اسس علمية".
&
وتابع بان كي مون "يجب عدم الاساءة لهم لتفانيهم. نحن بحاجة اليهم لكسب هذه المعركة. لا تضعوهم في الحجر الصحي لانهم تطوعوا للعمل في الدول التي ينتشر فيها" ايبولا.
&
وكانت ممرضة اميركية عائدة من سيراليون فرض عليها العزل الصحي الجمعة قالت انها "تلقت معاملة تليق بمجرمين" عند وصولها الى نيوجرزي.
&
ويخشى المراقبون من ان تدفع هذه الاجراءات المتطوعين المحتملين الى الامتناع عن المشاركة في مكافحة ايبولا.
&
من جهتها، قالت منظمة اطباء بلا حدود المنظمة غير الحكومية التي يعمل الطبيب المصاب في نيويورك لحسابها ان وضع افراد الطواقم الطبية الذين لا تظهر عليهم اي عوارض في الحجر الصحي "لا يستند الى اي دليل علمي ويمكن ان يقوض الجهود التي تهدف الى السيطرة على المرض".
&
واعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الجنود الاميركيين العائدين من مهمة في غرب افريقيا سيوضعون في "العزل" لثلاثة اسابيع في قاعدة فيسينزا الاميركية في ايطاليا.
&
ووعدت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامنثا باور التي تقوم حاليا بجولة في الدول الثلاث الاكثر تأثرا بالمرض في غرب افريقيا بمتابعة كل الاجراءات المقررة عند عودتها الى الولايات المتحدة.
&
وفي مونروفيا، قال الامين العام للصليب الاحمر الليبيري فايا تامبا لاذاعة سكاي الخاصة ان الفرق التابعة لجمعيته &كانت تنتشل مئتي جثة في الاسبوع في ايلول/سبتمبر ثم بلغ الرقم الذروة وهو 300 حوالى منتصف الشهر. واضاف ان هذا العدد تراجع تدريجيا في تشرين الاول/اكتوبر ليبلغ 117 الاسبوع الماضي.
&
واضاف "لا حاجة لعلماء كبار ليقولوا ان العدد انخفض"، داعيا في الوقت نفسه انه "يجب اعلان النصر لان العدو ما زال هنا".
&
وليبيريا هي البلد الذي سجل فيه العدد الاكبر للاصابات في غرب افريقيا حيث بلغ عدد المصابين اكثر من عشرة آلاف توفي خمسة آلاف منهم.
&
واخيرا اعلنت منظمة الصحة العالمية ان لقاحا تنتجه الشركة البريطانية غلاكسوسميثكلاين ما زال في مرحلة الاختبار، سيجري تجربته على 120 شخصا هذا الاسبوع في مستشفى في لوزان بالقرب من جنيف.
&
وكانت التجارب لهذا اللقاح بدأت في مالي وبريطانيا والولايات المتحدة ويفترض ان تبدأ قريبا في سويسرا والمانيا، ثم في كانون الاول/ديسمبر في الدول الثلاث الاكثر تضررا ليبيريا وغينيا وسيراليون.
&
التعليقات