فيما دعا النجيفي، نائب الرئيس العراقي، إلى التعجيل بوضع خارطة طريق لتحرير الموصل، أعلنت عشائر "البونمر" الأنبارية أن تنظيم داعش قد أعدم 238 شابًا من أبنائها.. فيما أعلنت القوات العراقية عن البدء بعملية عسكرية واسعة لتحرير 1500 عائلة يحاصرها التنظيم هناك، وإحباطها مخططاً له لإغراق بغداد بالمياه.

لندن: في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم تابعته "إيلاف"، أعلن قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الامير الشمري عن أحباط القوات العراقية مخططاً بدأ يعد له تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" لإغراق العاصمة العراقية التي يقطنها 7 ملايين نسمة بمياه الامطار.

وقال إنّ مقاتلي التنظيم قاموا بالاحاطة بسد سامراء على بحيرة الثرثار (125 كم شمال غرب ببغداد)، وقاموا بفتح ثغرة في السد بطول 15 متراً من اجل تدفق مياه الامطار في بحيرة الثرثار إلى بغداد، واغراقها بمياه الفيضان.

وأشار إلى أنّ القوات الامنية هاجمت قوات التنظيم بالقرب من السد وطردتهم من هناك وقامت بمسك الارض وفرض سيطرتها الكاملة على السد وتمركز قوات هناك لحمايته من أي كسر أو ثغرة جديدة، إضافة إلى تمركز قوات الحشد الشعبي للمتطوعين في المنطقة لإبعاد الخطر عن السد.

وأكد أنّ &القوات الامنية تمكنت خلال هذه العملية من قتل 14 عنصرًا لداعش وتفكيك 73 عبوة ناسفة وتدمير 7 عجلات، فيما نفذ طيران الجيش 34 طلعة جوية مقابل مشاركة طيران التحالف الدولي بطلعات استطلاعية فقط".

وكانت قيادة عمليات بغداد أكدت الثلاثاء الماضي تحرير منشأة المثنى الواقعة على الطريق الرابط بين قضاء سامراء ومدينة الثرثار شمال غرب محافظة صلاح الدين من تنظيم "داعش". وسد سامراء هو سد مائي يقع على نهر دجلة قرب مدينة سامراء شمال بغداد، وقد أنشئ عام 1955م، يرتبط السد عبر قناة تحويل بمنخفض بحيرة الثرثار غرباً.

داعش يعدم 238 شابًا

كشف احد شيوخ عشائر البونمر اليوم الخميس عن اقدام عناصر تنظيم "داعش" على إعدام 238 فردًا من ابناء العشيرة، بينهم طفلان وشيوخ خلال اليومين الماضيين، واتهم بعض شيوخ ووجهاء قضاء هيت بالتآمر مع التنظيم.

وقال الشيخ نعيم الكعود إن "عناصر تنظيم داعش اقدموا على إعدام 48 فردًا من ابناء عشيرة البونمر في احدى الساحات العامة بقضاء هيت بينهم طفلان لم تتجاوز اعمارهما الثماني سنوات، وشيوخ تجاوزت اعمارهم الـ60 عاماً"، مشيرًا إلى أنّه "تم العثور على 150 جثة في أحد وديان منطقة البوعلي جاسم كان تنظيم داعش اعدمهم".

واتهم الكعود، في حديث مع وكالة "السومرية نيوز"، شيوخاً ووجهاء في قضاء هيت بـ"التآمر على ابناء عشيرة البونمر بعد ذهابهم إلى مدينة الرقة السورية وادخالهم لداعش إلى القضاء".. متوعدًا "بالقصاص من عناصر داعش وقتلهم في الساحات كما فعلوا مع ابنائنا".

وبالترافق مع ذلك، فقد دعا نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي إلى خارطة طريق عاجلة تنقذ مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) من سيطرة داعش الذي احتلها في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، كما نقل بيان صحافي لمكتبه اطلعت "إيلاف" على نصه.

وقال النجيفي خلال اجتماع مع بشار حميد الكيكي رئيس مجلس محافظة نينوى وأعضاء مجلس المحافظة، بحضور خالد متعب العبيدي وزير الدفاع ومحمد أقبال وزير التربية وسلمان الجميلي وزير التخطيط ومجموعة من السادة النواب، إن الجرائم التي ارتكبها تنظيم "داعش" غير مسبوقة لعصابات ارهابية جمعت الخارجين عن المنطق البشري من العالم أجمع فهي تضم عناصر ينتمون إلى ما بين 60 و 70 دولة من جنسيات العالم.. وقال إنها "بفعلها الهمجي هذا فإنها لا تستهدف فئة أو طائفة بعينها بل تستهدف الجميع وتشكل خطراً على المجتمع الدولي".

وخاطب النجيفي مسؤولي نينوى بالقول إن حضوركم اليوم "مهم جدًا لإيصال كلمتكم وموقفكم المعبر عن موقف ورأي شعب نينوى بأنكم تناضلون من أجل تحرير نينوى وعودتها إلى دورها الفاعل في إغناء مسيرة العراق وإنكم تتلهفون إلى فجر التحرير.. ونحن ندرك تمامًا ثقل المعاناة التي يشكلها النازحون حتى باتوا أكبر من قدرة اقليم كردستان على استيعابهم وتقديم الخدمات إليهم، وهذا الأمر يحتاج إلى جهودكم المخلصة.

فكل فرد منكم يمثل جزءًا مهماً من نينوى.. وأنتم هنا اليوم من أجل تثبيت الحقوق ووضع خارطة طريق للتحرير ووجودكم مجتمعين وموحدين في الموقف والرؤى يعطي زخماً كبيرًا لمطالبكم العادلة".

من جانبه، أكد بشار الكيكي بأن مجلس محافظة نينوى يحمل رسالة للمطالبة بالحقوق ولديه رؤية للملف الأمني وقضية النازحين.. وانتقد أساليب العمل في لجنة النازحين ووزارة الهجرة والمهجرين مطالباً باعطاء دور مهم للمحافظة، فهي معنية أكثر من غيرها بهذا الملف. وشدد على أن مواطني المحافظة لا يريدون أن تتأخر عملية التحرير.. وطالب بدعم معسكر "تحرير نينوى" للمتطوعين لتحرير الموصل ورفده بالامكانات والأسلحة.

وقد رد النجيفي على ذلك قائلاً "لا تأجيل لتحرير نينوى ومعركتها هي المعركة الحاسمة وينبغي الاستعداد الفوري لها".. ودعا المجتمعين إلى "سرعة اعداد المقاتلين لمسك الأرض بعد التحرير مع تجنيب المدنيين أية خسائر، وينبغي أن يكون واضحًا بأن الأمن لا يتجزأ، فأمن الموصل من أمن أية بقعة عراقية".

بدء عملية عسكرية لتحرير 1500 عائلة

بدأت القوات العراقية اليوم عملية عسكرية واسعة مدعومة بالعشائر وبإسناد الطيران لفك حصار "داعش" لعشرات الأسر بمنطقة زوية في قضاء هيت بمحافظة الانبار الغربية.

وبدأت قوة من الجيش والشرطة مدعومة بحشد كبير من مقاتلي عشائر العبيد وبإسناد من طيران الجيش صباح الخميس عملية عسكرية واسعة النطاق لفك الحصار عن عشرات الاسر التي هجرها& تنظيم داعش من منطقة زوية في هيت (70كم غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار)، والتي حاصرها التنظيم في المنطقة الصحراوية الواقعة بين مدينة هيت ومدينة حديثة (180كم غرب الرمادي)". وقد خرجت هذه العائلات من مناطقها دون مأكل أو شراب، ما تسبب بفقدان العديد من الأطفال وحدوث حالات اجهاض لنساء حوامل وحالات ولادة لأخريات منهن.

وفي وقت سابق اليوم، توعد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي تنظيم "داعش" برد "قوي وحازم" تجاه ما ارتكبه ذلك التنظيم من انتهاكات وقتل وتشريد بحق قبيلة "البونمر". وسيطر تنظيم داعش على ناحية الفرات التابعة لقضاء هيت غرب الانبار الخميس الماضي، والتي تقطنها عشائر البونمر التي تساند الحكومة العراقية وينخرط أبناؤها بكثافة في جهاز الشرطة وقوات الجيش والصحوات لمقاتلة الارهابيين.

وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت الاثنين الماضي أن الجيش الأميركي أسقط جواً مساعدات انسانية إلى افراد قبيلة البونمر التي استولى "داعش" على قريتها الاسبوع الماضي بعد اسابيع من المقاومة.

وعلى الصعيد الامني نفسه، فقد أكد مصدر عسكري في عمليات صلاح الدين شمال غرب بغداد أن القوات الامنية تمكنت من اقتحام الحي الصناعي في قضاء بيجي.. وقال إن الجيش العراقي وبمساندة من ابناء العشائر تمكن من اقتحام الحي الصناعي في قضاء بيجي شمال تكريت في محافظة صلاح الدين.

وأشار إلى أنّ تعزيزات عسكرية وصلت إلى قاعدة سبايكر وجامعة تكريت باتجاه بيجي بالإضافة إلى الجهة الغربية من القضاء، حيث تتقدم القوات الامنية ببطء حالياً إلى اهدافها المخططة لها بسبب العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم "داعش" والسيارات المفخخة.

يذكر أن تنظيم داعش فرض في 11 حزيران (يونيو) الماضي سيطرته الكاملة على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) وقضاء الدور شرق المدينة من دون قتال.. إضافة إلى قضاء بيجي، وقضاء الشرقاط (120 كم شمال تكريت)، فيما تمكنت قوات الشرطة والعشائر من طردهم من قضاء الضلوعية (100 كم جنوب تكريت).