يفتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني غدًا الأحد أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة السابع عشر بخطاب العرش، وبثت الصفحة الرسمية للديوان الملكي الهاشمي على فايسبوك في شكل غير مسبوق شريط فيديو للملك وهو يضع لمساته الأخيرة بخط يده على الخطاب.


نصر المجالي: حسب مصادر الديوان الملكي، فإن خطاب العرش سيتضمن الإنجازات التي تحققت، وأولويات المرحلة، والمجتمع الأردني وتماسكه لمواجهة التحديات، وكيفية التعامل مع التطرف والإرهاب في الإقليم، والثوابت الأردنية والموقف من القضايا الإقليمية، وأهمية دور الجيش الأردني والأجهزة الأمنية في المحافظة على أمن الأردن والإقليم، وأهمية سيادة القانون كوسيلة للتقدم.

مضامين الخطابات
يذكر أن خطابات العرش هي خطابات رسمية يُفوَّض الملك بإلقائها بموجب الدستور، في افتتاح الدورات العادية لمجلس الأمة، وفيها يستعرض الملك السياسات الوطنية ومرتكزات القضايا الحيوية المهمة في المنطقة.

كما تتطرق إلى خطط التنمية والسياسات المحلية، داعية إلى التعاون بين جميع الأجهزة والسلطات الحكومية لتحقيق أهداف وطنية محددة، بما في ذلك، على سبيل المثال، المشاركة السياسية الموسعة. وعادة ما تؤكد خطابات العرش على القيم الرئيسة المحورية والتطلعات الوطنية التي تنطلق من المبادئ التأسيسية للثورة العربية الكبرى، والالتزام الهاشمي ـ الأردني بالأمة العربية، والأمة الإسلامية، والمجتمع الدولي.

يقدم مجلسا الأعيان والنواب ردهما الرسمي، كل على حدة، على كل خطاب للعرش، خلال أسبوعين من تاريخ بدء الدورة العادية لمجلس الأمة، التي تبدأ عادة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، إلا أنها هذا العام تبدأ في الثاني منه، نظرًا إلى أن اليوم الأول يصادف يوم السبت، وهو يوم عطلة عامة في نهاية الأسبوع في المملكة.

إلقاء الخطاب
ووفق المادة 79 من الدستور الأردني، فإن الملك يفتتح الدورة العادية لمجلس الأمة بإلقاء خطاب العرش. ويمكن للملك، بدلًا من إلقاء الخطاب، أن يكلِّف رئيس الوزراء بإلقائه.
ولم يمارس حق تكليف رئيس الوزاء بإلقاء الخطاب إلا الملك الراحل الملك عبدالله الأول ابن الحسين مؤسس المملكة، الذي كان كلّف رئيس وزرائه بالقيام بهذا الواجب البروتوكولي في ست مناسبات، ما بين عامي 1929 و1947.

منذ ذلك الحين، يقوم الملك، الذي يتولى سدّة الحكم، بإلقاء خطابات العرش، وهو تقليد حافظ عليه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وهو رابع الملوك الهاشميين في الأردن منذ تأسيسه كإمارة العام 1921، ثم كمملكة بعد الاستقلال العام 1946.

يشار إلى أن الموضوعات التي تطرقت إليها خطابات العرش في الفترة الأخيرة اشتملت على: الدفاع عن الإسلام، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الوحدة الوطنية، والمحافظة على المعايير الديمقراطية، ورفع مستوى المشاركة السياسية، وتوفير النصح والإرشاد وإتاحة الفرص للشباب من خلال التعليم، وتحقيق وإدامة وتحسين نوعية حياة الأردنيين. وهناك زيّ خاص للعرش، يرتديه الملك في مناسبتين فقط: الأولى هي يوم الجلوس على العرش، والثانية هي مناسبة إلقاء خطاب العرش.

ويتميز لباس العرش بالبساطة والجمال، اللذين يعبّران عن الفخامة والهيبة، ولباس العرش دائمًا هو مظهر سيادي للدولة، ويتفق مع الاستحقاقات الدستورية التي توضح مؤسسية الدولة ومنهجيتها في الحكم المؤسس على الدستور، والذي يأتي في نص مادته الأولى: "أن نظام الحكم نيابي ملكي وراثي".

دور رقابي
إلى ذلك، فإن مجلس الأمة في المملكة الهاشمية يمارس دورًا رقابيًا على أعمال السلطة التنفيذية من ناحية أدائها للاختصاصات المخوّلة لها بحكم الدستور، فرئيس الوزراء والوزراء مسؤولون أمام مجلس الأمة مسؤولية مشتركة عن السياسة العامة للدولة.

ويتألف مجلس الأمة من مجلسين اثنين، هما مجلس الأعيان (75 عضوًا ـ نصف عدد أعضاء مجلس النواب)، ويتم تعيين أعضائه من قبل الملك، ومجلس النواب (150 عضوًا) ويتم انتخاب أعضائه من قبل الشعب. وفي حالة حل مجلس النواب توقف جلسات مجلس الأعيان.

ويعيّن الملك رئيس مجلس الأعيان لمدة رئاسة سنتين، وتجوز إعادة تعيينه مرة أخرى، وتكون مدة العضوية في مجلس الأعيان أربع سنوات، وتجوز إعادة تعيين من انتهت مدة عضويته منهم.

وينتخب رئيس مجلس النواب لمدة سنة واحدة، وتجوز إعادة انتخابه مرة أخرى، ومدة المجلس أربع سنوات من تاريخ إعلان نتائج الانتخابات في الجريدة الرسمية. ويمكن للملك أن يمدد مدة المجلس بإرادة ملكية، لمدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد على سنتين. تكون اجتماعات مجلس النواب على ثلاث دورات هي: الدورة العادية، حيث يعقد المجلس في كل سنة دورة عادية، واحدة مدتها أربعة شهور، تبدأ من اليوم الأول من شهر تشرين الأول (أكتوبر).

&