القاهرة: دعت جامعة الدول العربية اليوم إلى ضرورة وضع استراتيجية عربية شاملة للنهوض بأوضاع الطفولة في المنطقة لما بعد 2015، على أن تكون متسقة مع الواقع العربي والتحرك الدولي وترصد الأوضاع التي يواجهها الأطفال في المنطقة العربية.

وشددت الجامعة العربية على ضرورة أن تكون هذه الاستراتيجية مقترنة بخطة عمل تضع أنشطة وبرامج حقيقية وعملية لمواجهة التحديات العصيبة التي تواجه الطفولة ومدعمة بالوسائل الحديثة للوقاية والحماية والتدريب.

جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي ألقتها المستشارة إيناس مكاوي مدير إدارة الأسرة والطفولة في الجامعة العربية خلال افتتاح أعمال الدورة العشرين للجنة الطفولة العربية، التي انطلقت أعمالها اليوم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تحت عنوان "أطفالنا مستقبلنا" برئاسة مسعود محمد أبوالقاسم وزير العمل والشؤون الاجتماعية في دولة ليبيا خلفًا للبنان، ومشاركة خبراء ومسؤولين من الوزارات المتخصصة واللجان والهيئات الوطنية المعنية بالأسرة والطفولة بالدول العربية.

وحذرت من خطورة ما يتعرّض له الأطفال السوريون وما يعانونه من أشكال العنف، موضحة أنه من الصعب توصيف الأوضاع التي آلت إليها أحوال الأطفال السوريين، كأطفال بلا مأوى أو تعليم أو حماية أو مستقبل، معتبرة أن "أحسنهم حالًا هم الذين تأويهم مخيمات اللجوء في الدول العربية المستضيفة والمجاورة لسوريا".

وحول أوضاع الطفل الفلسطيني، أكدت مكاوي أن الطفل الفلسطيني يتعرّض لحرب دموية وإبادة جماعية من أجل وأد القضية ومستقبلها، وذلك من خلال استهداف الأطفال قتلا وحرقا، فضلًا عمّا تعرّض له أطفال غزة من عدوان إسرائيلي غاشم في حربها الأخيرة على القطاع، مشددة على أنها الأبشع في التاريخ الحديث انتهاكًا لحقوق الطفل، موضحة أنه استشهد ما يقارب من 600 طفل فلسطيني وإضفة إلى إصابة ما يقارب من 4000 آخرين، منهم ألف مصابون بإعاقات بدنية ونفسية دائمة، في ظل عجز دولي وإنساني غير مسبوق على كل المستويات، محذرة في الوقت نفسه من خطورة ما يتعرّض له الأطفال في ليبيا والعراق واليمن والسودان.

&من جانبه، حذر مسعود محمد أبوالقاسم وزير العمل والشؤون الاجتماعية في ليبيا، الذي تترأس بلاده أعمال الدورة، من خطورة ما يتعرّض له الأطفال والنساء في البلدان العربية من حالة كارثية بسبب الصراعات المسلحة التي تشهدها بعض البلدان، مشددًا على أن الطفل سيظل الركيزة والمنطلق للنهوض بأوضاع المنطقة العربية ووضعها في المسار السليم.
&