أصيب تنظيم القاعدة بإحباط جرّاء نجم داعش الذي يسطع اليوم في عالم "الجهاد" الاسلامي، حتى تمظهر هذا الاحباط تنافسًا في جذب التنظيمات الأخرى. ويبدو داعش متقدّمًا على القاعدة في ذلك.
بيروت: يمثل صعود نجم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في عالم الحركات المتطرفة العالمية تحدّيًا مباشرًا لما يسميه مسؤولون في المخابرات "النواة الأصلية" لحركة تنظيم القاعدة في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
إحباط الظواهري
فوفقًا لتقرير جديد تواتر بمستوى استثنائي بين الجماعات المسلحة الباكستانية في الآونة الأخيرة، يتحدّث مسؤولون استخباراتيون أميركيون عن توتر وسلبية كبيرة في العلاقات بين زعيم داعش أبو بكر البغدادي وزعيم القاعدة أيمن الظواهري منذ العام الماضي.
والتقرير الذي أعده برنامج "تهديدات حرجة" في معهد أميركان إنتربرايز يشير إلى أن إحباط الظواهري من البغدادي وصل لدرجة قياسية في ايلول (سبتمبر) الماضي، وتحديدًا عندما أعلن الظواهري تشكيل فرع تنظيم القاعدة الجديد في جنوب آسيا.
بايعوا الخليفة
وجاء في التقرير: "حاول تنظيم القاعدة إحباط تقدم داعش من خلال إنشاء فرع إقليمي جديد، وهو تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية". تؤكد الوثيقة كيف حاولت بعض المجموعات في المنطقة القفز في سفينة داعش، وتكريس نفسها نصيرًا لتنظيم الدولة الإسلامية، عن طريق مبايعة البغدادي خليفة على المسلمين.
والأهم من ذلك، بحسب التقرير، هو أن العديد من قادة كبار حركة "تحريك طالبان باكستان"، أبرز جماعة تابعة لحركة طالبان في باكستان، قد أعلنوا البيعة أو الولاء لخليفة الدولة الإسلامية.
نظرة إلى العدو
يعلّق التقرير على ذلك قائلًا: "هذا الانشقاق لافت للنظر، لأن البيعة للبغدادي تتطلب من المنشقين خطوة غير مسبوقة، وهي سحب ولائهم لزعيم حركة طالبان الأفغانية الملا عمر"، مشيرًا إلى أن الجماعات المسلّحة في باكستان تشهد مستوى استثنائيًا من الانشقاق وتغيير الولاءات والهيكليات.
وتختتم الوثيقة بملاحظة ترى أن انتهاء مرحلة تبديل الولاءات سيوفّر نظرة ثاقبة للطبيعة المتغيّرة لـ"العدو" في المنطقة.
التعليقات