اعتبر مراقبون أن الائتلاف الوطني السوري المعارض حاليًا في مأزق بعد تصريحات الرئيس الاميركي باراك أوباما الأخيرة حول سوريا، والحديث عن تنسيق مع نظام الأسد في الحرب ضد تنظيم "داعش" ، وخاصة أن كل ما يقال عن مواجهة على جبهتين، جبهة النظام السوري وجبهة داعش، بات أمراً لا معنى له على أرض الواقع ، فأوباما يريد محاربة داعش ويعتبر هذا التنظيم هو العدو الوحيد.

بهية مارديني: عبّر منذر اقبيق، عضو الائتلاف الوطني السوري، في تصريح خاص لـ"ايلاف"، عن اعتقاده بعدم "وجود تنسيق بين التحالف الدولي والأسد"، وقال "لقد تم نفي هذا الامر عدة مرات من قبل الرئيس الاميركي باراك أوباما نفسه".
وأكد: "لا أعتقد أن الدول الصديقة للشعب السوري قد غيّرت موقفها من الأسد، بل أرى مؤشرات أن الأسد سوف يختفي من الساحة، السنة القادمة، حيث أصبح عقبة في طريق الحرب على الإرهاب، كما كان طوال الوقت عقبة في طريق السلام".&
ولكنه رأى أن&على التحالف الدولي أن ينسق مع الجيش الحر، وهو الحليف الطبيعي&والوحيد في الحرب على داعش، &و يجب تسريع برنامج التدريب والتسليح للجيش الحر، فهو مازال موجودًا، و لم ينتهِ كما يقول البعض، لأنه من الشعب و الشعب لا يذهب الى أي مكان بل يبقى في أرضه ووطنه مدافعاً عنهما".
&
وشدد اقبيق أن على "السوريين مسؤوليات كبيرة، يجب أن ينظموا أنفسهم في مؤسسات سياسية &وعسكرية متماسكة و مترابطة مع بعضها، يمكن لوم الحلفاء على تقصيرهم، و لكن هم يريدون وجود مؤسسات متماسكة و قيادة مركزية، و الكتائب على الأرض هشة، و رأينا ما حدث في ادلب". معتبرًا أن "الجيش الوطني الحر هو الحل، و أنه حان الأوان لاعتماد وسائل مختلفة عن تلك التي فشلت في السابق".
وأضاف أن "تنافس السياسيين على النفوذ أضرّ بمؤسسات الثورة &وقلنا ذلك مراراً و تكرارًا خلال السنوات الماضية، وتتحمل المعارضة جزءًا من المسؤولية فقط، لأن الدعم كان يذهب الى الكتائب مباشرة ، فلم يشعروا بالحاجة الى السياسيين و هذا خطأ طبعًا".
وقال "هناك شعور لدى الكتائب، بأن كل شيء تم تجريبه، و لم ينجح،&وبالتالي تتزايد القناعة بضرورة التوحد في مؤسسة وضرورة وجود القيادة المركزية والاعتراف بالتمثيل السياسي، لأن البندقية بدون سياسة هي عبثية، و لأن السوريين سوف يبقون على هامش الأحداث اذا لم يكونوا منظمين وجديين أكثر، بحيث يتعامل الشعب السوري والمجتمع الدولي مع قيادة موحدة تستطيع خوض الحرب بشكل منسق، وكذلك تستطيع التفاوض من موقع قوة، وتستطيع حيازة أكبر ثقة ممكنة من الجهات الداعمة".
&
الحلول
وأشار آقبيق الى أن" تأثير السوريين على الأحداث القادمة، ومستقبل بلادهم يتوقف على ما سوف يفعلونه خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، واذا فشلت القوى الثورية السياسية والعسكرية في تنظيم نفسها وترسيخ الثقة في ما بينها وإبعاد التنافسية الضارة عن تفكيرها وأفعالها، فإن الحلول سوف تحصل في نهاية المطاف، ولكن سوف تكون مفروضة فرضًا بدون تأثير سوري، وفيها بعض البنود التي لن تعجب الجميع".
وكان اوباما قال إن" التعاون مع الحكومة السورية ضد داعش سيضعف التحالف الدولي الذي يحارب التنظيم "، وأضاف اوباما أن "الإدارة الأميركية لم تجرِ مراجعة شاملة لسياستها في سوريا، وواشنطن أبلغت الحكومة بأن لا تُهدد&الطائرات الحربية الأميركية التي تحلق في المجال الجوي السوري لقصف داعش ".
&