بانت ثمار التوافق الخليجي في قمة الرياض الاستثنائية سريعًا بتوجيه أمير قطر رسائل دعوة إلى القيادات الخليجية لحضور القمة الـ33 لدول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، تزامنًا مع إعلان المنامة توقف قطر عن تجنيس مواطنين بحرينيين.


الرياض:&أثمرت قمة الرياض، التي انعقدت الأحد الماضي، سريعًا، إذ بدأت قطر توجيه الدعوات الخاصة بالقمة الخليجية الخامسة والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي ستنعقد في الدوحة في يومي 9 و10 كانون الأول (ديسمبر) القادم.
&
أول إعلان عن تسلم الدعوات الأميرية القطرية أتى من الكويت، إذ تسلّم أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح رسالة خطية من الشيخ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، دعاه فيها لحضور اجتماعات الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدوحة.
&
كما تسلّم الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة رسالة خطية مماثلة من أمير قطر.
&
وحدة الموقف
&
أكد رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح أن الضمان الأساس لدول مجلس التعاون الخليجي تكمن في وحدة مواقفها، في ظل التحديات الإقليمية المخيفة والخطيرة.
&
ونقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عن جابر المبارك قوله: "ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي أكثر بكثير مما يفرقها، انطلاقًا من المصلحة المشتركة بشكل أساس، فضلًا عن التاريخ والعلاقات المشتركة".
&
أضاف: "ضمانتنا الأساس كدول خليجية هي في وحدة مواقفنا، ولا يعتقد أحد أن هناك ضمانة أكبر مهما كان اسمها. نحن أبناء هذه المنطقة ونعرف في ضوء التجارب المريرة التي مررنا بها كيف أن وحدة البيت الخليجي تشكل الأساس الذي تبنى عليه التحالفات الدولية والمواقف الدولية، وكيف أن غياب هذه الوحدة يعرضنا للكثير من العواصف، وهناك من يرى مصلحته في هز استقرارنا".
&
ستمتد إليه
&
وتابع جابر المبارك قائلًا: "هناك من يعتبر أن تصدير مشاكله إلى الخارج يحميه. هناك من يريد استخدام المنطقة ورقة في ملف العلاقات مع العالم. هناك من يظن أن تغيير وقائع سياسية يسمح له بمد نفوذه.. وهناك من يستخدم ورقة التطرف لحرق الآخرين وهو يجهل أن النار ستمتد إليه".
&
وأعرب جابر المبارك عن التقدير الكبير للتحركات الدؤوبة التي قام بها الشيخ صباح الأحمد، "فأمير الكويت حمل خلال جولاته بين العواصم الخليجية وتحركاته في قلبه وفكره أمانة الحفاظ على الكيان الخليجي من الجرح والخدش، وما قد يكتنفه من مخاطر تطيح بكل المكاسب التي تم تحقيقها خلال السنوات الثلاثين الماضية".
&
التجنيس توقف
&
في المنامة، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية غانم البوعينين أن الخلاف الخليجي انتهى، ومن المصلحة العربية ترتيب البيت الخليجي، "والاتفاق على عقد القمة الخليجية بالدوحة يشير إلى أن نقاط الخلاف انتهت ولن تعود، حتى وإن كان هناك بعض الأمور البسيطة التي يمكن أن تحل بالتواصل بين دول المجلس".
&
كما أعلن وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة توقف قطر عن تجنيس مواطنين بحرينيين، وهو كان أحد أسباب الخلاف بين المنامة والدوحة. واشار إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية لهذا الموضوع، ترتكز على الاحترام المتبادل لقوانين البلدين الشقيقين، بما يخدم المصلحة العامة وتماسك دول مجلس التعاون الخليجي وترابطها.
&
حكمة وخبرة
&
كما ثمن وزير الداخلية البحريني النتائج الطيبة والمباركة التي حققتها قمة الرياض الاستثنائية، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
&
وأشاد بجهود خادم الحرمين الشريفين لبدء مرحلة جديدة من العلاقات الخليجية القائمة على ترسيخ روح التعاون الصادق وتأكيد المصير المشترك بين دول المجلس، مؤكدًا أن حكمة وخبرة قادة دول مجلس التعاون ساعدتا في تجاوز الصعوبات التي مرت على المجلس خلال الفترة الماضية.
&
وشدد على أن نتائج القمة الاستثنائية تؤكد قوة وتماسك دول المجلس، "بما يعكس أهمية دور دول المجلس، لتحقيق استقرار الوطن العربي في ظل ظروف غير عادية يمر بها"، مؤكدًا استمرار التعاون والتنسيق الأمني بين دول المجلس، في ظل ما يشهده العالم من متغيرات ومخاطر متزايدة، "تفرض علينا توحيد الرؤى وتعزيز الجهود المشتركة".
&
تحيات إماراتية
&
وأرسل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، ببرقية تهنئة لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز بنجاح قمة الرياض.
&
كما وجهوا التهنئة لقادة الخليج الذين شاركوا في القمة. وتضمنت الإشادة بجهودهم وشكرهم على إنجاحها والسعي نحو تعزيز مسيرة مجلس التعاون وحرصهم على وحدة الصف والكلمة.
&
وكتب الشيخ محمد بن راشد في رسالته إلى العاهل السعودي: "لا يسعني إلا أن أشيد بدوركم القيادي وجهودكم الطيبة، وأهنئكم بنجاح الجلسة الاستثنائية، لقد كنتم يا خادم الحرمين الشريفين، وكما عهدناكم دائماً، تعبرون عن آمال وطموحات قيادات وشعوب الخليج، من حرصكم وغيرتكم على وحدة الصف، ومثابرتكم وعملكم الدائم نحو تحقيقها. نهنىء أنفسنا كما نهنئكم على النجاح الذي شهدته الرياض نحو تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، بما يحقق الاستقرار والتنمية للمنطقة وأبنائها".
&