أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الإرهاب الذي يهدد العراق يتطلب حل جميع المشاكل مع أقليم كردستان وإن كان ذلك على مراحل فيما شدد رئيس حكومة الاقليم نجيرفان بارزاني على رغبة حكومته بفتح صفحة جديدة مع بغداد تحل جميع المشاكل بين الطرفين.


لندن: أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد اليوم خلال اجتماع عقده مع رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني والوفد المرافق "ان مصلحة العراق اكبر من الجميع وان تهديد الارهاب هو تهديد لكل العراق مما يدعونا لحل جميع المشاكل ولانعتقد ان هناك مشكلة غير قابلة للحل على وفق الدستور والعدالة والإنصاف.

وأكد أنّ الاسس السليمة تمهد لحل اية مشكلة وليس بالضرورة حلها جميعا دفعة واحدة ونحتاج إلى تهيئة الأجواء المناسبة لذلك كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت "أيلاف" على نصه.

من جانبه خاطب نيجيرفان بارزاني العبادي قائلا "ان الخطوات التي تقومون بها مشجعة لجميع العراقيين ونحن نطمح لفتح صفحة جديدة لمنفعة كل العراق وليس اقليم كردستان فقط ولدينا نفس التوجه لحل المشاكل ونؤيد وضع استراتيجية واضحة للحلول عبر اللقاءات المستمرة".. مشيرا إلى "ان العراق يواجه تهديد داعش الإرهابي وتحديا اقتصاديا وهي معركتنا جميعا".

مباحثات لن تحل المشاكل دفعة واحدة

واليوم دشن بارزاني مرحلة مباحثات دقيقة مع المسؤولين العراقيين في بغداد يؤمل ان تكون حاسمة في حل المشاكل عبر الحوار والتفاهم كمرحلة أولية يؤمل أن تثمر عن تفاهم مشترك يوصل إلى اتفاق نهائي كما قالت رئاسة الاقليم لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى فان هذه الزيارة لاتعني أن جميع المشاكل سيتم حلها مرة واحدة.

وقال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزيي في بيان صحافي الليلة الماضية إن "وفداً رفيعاً من حكومة إقليم كردستان سيزور بغداد الاحد برئاسة رئيس الوزراء نيجيرفان البارزاني برفقة نائبه قوباد طالباني وعدد من الوزراء والمستشارين ذوي العلاقة من من أجل بدء مفاوضات جدية وتسريع الخطى الفعلية لحل المشاكل القائمة بين أربيل وبغداد على أساس الاتفاق البدائي" الذي توصل اليه وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي في أربيل الاسبوع الماضي.

وأضاف دزيي أن "المفاوضات ستعتمد على ذلك الاتفاق المبدئي ومقترحات برلمان كردستان واللجنة التفاوضية المؤلفة من الجهات السياسية في إقليم كردستان". وأشار إلى أن "حكومة اقليم كردستان كانت راغبة دوماً في حل المشاكل مع بغداد عبر الحوار والتفاهم، للوصول إلى سبيل للحل يلقى قبولاً لدى جميع الأطراف وأن يصب في مصلحة الجميع وعلى أساس هذه التوافقات وعقب الأجواء الإيجابية التي تلت الاتفاق الرئيس بين رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط العراقي".

وقال أن وفد إقليم كردستان يصل بغداد في مرحلة أولية لفتح باب المفاوضات بأمل أن تثمر عن تفاهم مشترك والوصول إلى اتفاق نهائي وحل المشاكل". وأشار إلى أنّ زيارة بغداد وإجراء اللقاءات والاجتماعات وبدء الحوار والمفاوضات مع المسؤولين فيها "لاتعني بلا شك أن جميع المشاكل سيتم حلها مرة واحدة" مؤكداً في الوقت ذاته انه "لا يتوقع أيّ منا حسم جميع الملفات خلال زيارة واحدة".

ومن اهم الملفات العالقة بين الاقليم والحكومة المركزية ما يتعلق بتصدير نفط الاقليم ونسبة الاقليم من الموازنة المالية ورواتب قوات البيشمركة أضافة إلى رواتب موظفي الاقليم التي اوقف صرفها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي منذ مطلع الحالي.

وتتوقع مصادر كردية ان يتم انهاء جميع المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل خلال ستة أشهر من الان وخاصة تشريع قانون النفط والغاز واقراره نظرا لما يحتاجه من مباحثات معمقة بين جميع الكتل السياسية حيث ان هذا القانون كان من ضمن القوانين المتفق على اقرارها في وثيقة الاتفاق السياسي المرفقة في المنهاج الحكومي التي وقعت من قبل قادة الكتل السياسية وافضت إلى تشكيل الحكومة العراقية الجديد برئاسة حيدر العبادي.

وكان عضو برلمان إقليم كردستان دلشاد شعبان أكد الخميس الماضي أن برلمان الإقليم أوصى رسميا وفد كردستان المفاوض مع بغداد بالمطالبة بحصة الإقليم الحقيقية البالغة 17% من الموازنة العامة مؤكداً أن البرلمان خول حكومة الإقليم ببيع نفطه في حال عدم توصل الطرفين إلى حل نهائي.

يشار إلى أنّ حكومة إقليم كردستان اعلنت في 13 من الشهر الحالي عن اتفاقها مع بغداد للوصول إلى حل شامل وعادل للمشاكل بين الجانبين مؤكدة ان الحكومة الإتحادية ستدفع للإقليم مبلغ 500 مليون دولار فيما ستحول حكومة الإقليم 150 ألف برميل من نفطها الخام يوميا تحت تصرف الحكومة الإتحادية وهو ماتم فعلا خلال الايام القليلة الماضية الامر الذي مهد لزيارة نجيربان بارزاني الحالية لبغداد.