يجمع القادة المسيحيون أن المرحلة التي كان فيها القرار المسيحي مغيبًا عن رئاسة الجمهورية قد ولت، ومع حوار حزب الله والمستقبل المتوقع لا يمكن تغييب القرار المسيحي عن موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية.
بيروت: بات الحديث عن حوار قريب بين حزب الله وتيار المستقبل أمرًا واقعًا، لكن السؤال الذي يطرح في هذا الخصوص، إذا كان الحوار من أجل تحديد إسم لرئيس الجمهورية يتفق عليه الفريقان، ألا يشكل هذا الموضوع تغييبًا للدور المسيحي في اختيار رئيس للجمهورية؟
يقول وزير السياحة السابق والنائب إيلي ماروني (الكتائب اللبنانية) لـ"إيلاف" إنهم كفريق سياسي يشجعون على أي حوار بين الأطراف اللبنانية، لأن البديل عن الحوار يبقى الإقتتال، والتنافر، ووضع لبنان أصبح خطيرًا أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ما يقتضي أن نتحاور مع بعضنا البعض، رغم ذلك، من غير المسموح أن يتم سلب الدور المسيحي في ما خص موضوع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وكما هناك مواضيع عالقة بين تيار المستقبل وحزب الله، هم أيضًا معنيون برئاسة الجمهورية، كجزء من النسيج اللبناني، غير أن اللبنانيين المسيحيين معنيون وبشكل رئيسي بالموضوع، لذلك لا أحد سينفرد بالقرار ولا أحد سيسلب الدور المسيحي فهو ليس أمرا مقبولاً باختطاف.
&
موقف مسيحي موحد
وردًا على سؤال هل سنشهد موقفًا مسيحيًا موحدًا في ما خص حوار حزب الله - المستقبل في موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية؟ يجيب ماروني: "نتمنى التوصل إلى اتفاق مشترك بين جميع القيادات المسيحية، وإلى مرحلة يتوصل بها تيار المستقبل إلى إقناع حزب الله بضروة تأمين واكتمال النصاب النيابي وانتخاب الرئيس.
عن الدور الذي يجب أن يلعبه المسيحيين كي تعود الكرة في ملعبهم في ما خص انتخاب رئيس للجمهورية يقول ماروني على المسيحيين المحاولة قدر الإمكان أن يتفقوا مع الوعي على الضرورة والحتمية لانتخاب رئيس للجمهورية لأنه لا يجوز أن نتقاتل والبلد من دون رأس لأن الرأس هو الأساس، والمشكلة لا تعود حينها من هو إسم الرئيس، ويجب التخلي عن الأنانيات واالحساسيات والتعالي عن التنافر في ما بينهم، والسعي إلى الاتفاق على شخصية بمقدورها أن تنقذ البلد.
ويلفت ماروني إلى أنه ليس مطلوبًا من الفريق المسيحي أن يوافق على جميع المقررات التي سيتفق عليها فريق حزب الله والمستقبل، المطلوب من الفريق المسيحي أن يحافظ على دوره ويقتنع به ويقوم بواجباته، ولا أحد يفرض علينا أي قرار.
وردًا على سؤال في حال تم التوافق بين حزب الله وتيار المستقبل على اسم لرئيس جمهورية لا يوافق عليه المسيحيون ماذا تفعلون حينها؟ يجيب ماروني حينها تكون الأمور غير "ماشية" مع وجود الفرض واستبعد هذه الحالة لأن حزب الله يحترم على الأقل حليفه المسيحي وتيار المستقبل أيضًا يحترم حلفاءه المسيحيين.
&
الاحتقان السني الشيعي
أما النائب فريد الخازن (تكتل التغيير والإصلاح التابع للجنرال ميشال عون) فيقول لـ"إيلاف" إن الحوار بين المستقبل وحزب الله عنوانه الأساسي هو تخفيف الاحتقان المذهبي السني الشيعي، والمواضيع الأخرى مهمة لكن القرار فيها ليس عند الفريقين فقط خصوصًا عند حزب الله، فالعماد عون ممر إلزامي في هذا الموضوع، وحتى عند الفريق الآخر، اليوم لا قرار في موضوع رئاسة الجمهورية من دون الموافقة المسيحية.
&
الوضع في الماضي
ويلفت الخازن إلى أنه في الماضي كان القرار يتخذ من سوريا بالتفاهم أو التواطؤ مع الأطراف اللبنانية، اليوم هذا الأمر انتهى، هذه الحالة التي كانت موجودة في مرحلة سابقة من خلال تغييب الشريك المسيحي في قرار انتخاب رئيس للجمهورية ولى عهدها، وليست مقبولة بل هي مرفوضة.
ويؤكد الخازن أن المسيحيين يطالبون بأن يكون لديهم موقع ودور إذ تم تغييبهم بأكثر من 15 سنة عن القرار السياسي، تحديدًا في موضوع رئاسة الجمهورية، هذا كان وضعًا شاذًا في المرحلة السابقة، ولا أحد يريد أن يستأثر بالسلطة فلبنان مكوّن من طوائف ويجب أن يكون هناك توازن في السلطة، وفي ظل الوضع في المنطقة من استهداف المسيحيين وغيرهم مع وجود التطرّف، فالمسيحيون عليهم أن يأكدوا على دورهم لأن لا أحد يستطيع تغييبهم، والظروف التي كانت في المراحل السابقة والتي أدت إلى تغييب القرار المسيحي انتهت اليوم.
&
الحوار المسيحي المسيحي
ولدى سؤاله أليس الأجدى اليوم في ظل الحوار بين حزب الله والمستقبل إيجاد حوار مرادف بين النسيج المسيحي في لبنان؟ يجيب الخازن :"هذا الحوار حصل والمشهد السياسي المسيحي في لبنان هو المشهد الطبيعي أي التنوّع، أما المشهد غير الطبيعي هو ما نلمسه عند الأطراف الأخرى، والتعددية لدى المسيحيين مصدر قوة وليست ضعفًا.
&
مصدر قوة أم ضعف؟
وردًا على سؤال غير أن هذه التعددية التي تتحدث على أنها مصدر قوة هي التي تمنع اليوم من انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان؟ يجيب الخازن أن لبنان يعود إلى توازنات كانت موجودة قبل التسعينات، وهذا الأمر مكلف سياسيًا وإداريًا، كان هناك مكون أساسي في البلد أي المسيحيين، مغيبين في الكامل أصبح لديهم وزنهم.
ويلفت الخازن إلى أن الحوار هو مع ربط نزاع، الفريقان يهمهما عكس صورة لتخفيف الاحتقان المذهبي أما بالنسبة للمواضيع الأخرى فهناك مسافات كبيرة تفصلهما، وسوف نلمس ذلك بعد إجراء الحوار بين حزب الله والمستقبل.
&
التعليقات