بكين: اكد جنرال صيني ان الصين "لن تترك مشكلة تايوان بلا حل لفترة طويلة"، و"لن تتخلى" عن استخدام القوة، وذلك بعدما مني الحزب الحاكم في تايوان المؤيد لتقارب مع بكين بهزيمة انتخابية. وقال الجنرال ليو جينغسونغ في تصريحات ادلى بها خلال المؤتمر السنوي لصحيفة غلوبال تايمز الحكومية ان "المشكلة التايوانية لن تبقى لفترة طويلة بلا حل".

واضاف الجنرال الصيني في التصريحات التي وضعتها الصحيفة ليل السبت الاحد على موقعها الالكتروني "لن نتخلى اطلاقا عن استخدام القوة، وفي ما يتعلق باللجوء الشرعي الى وسائل عسكرية عندما يحتاج الامر ذلك، فهذا يبقى خيارا". واكد ليو الذي كان رئيسا للاكاديمية الصينية للعلوم العسكرية التي تتمتع بنفوذ كبير ان "هذا الوضع المربك لا يمكن ان يستمر".

وكانت العلاقات بين الصين وتايوان تحسنت بشكل كبير منذ تولي الرئيس التايواني ما يينغ-جو، الذي يتبع سياسات مهادنة للصين، منصبه في 2008، وتعززت العلاقات التجارية بين البلدين، الا ان المخاوف من غزو صيني للجزيرة لا تزال ماثلة.

وفي هذا السياق اقامت الصين وتايوان في شباط/فبراير حوارا تاريخيا بين الحكومتين لاول مرة منذ نهاية الحرب الاهلية عام 1949. والصين هي الشريك التجاري الاول لتايوان، التي تستفيد كذلك من فورة سياحية مصدرها الصين القارية.

الا ان تصريحات الجنرال الصيني تأتي بعد اقل من اسبوع على هزيمة حزب كومينتانغ القومي الحاكم في تايوان، والمؤيد لتوطيد العلاقات مع الصين، في انتخابات بلدية نظمت في نهاية الاسبوع الماضي في الجزيرة المستقلة بحكم الامر الواقع عن الصين منذ 1949. وحصل الكومينتانغ على 40,7 بالمئة من الاصوات مقابل 47,5 بالمئة للحزب الديموقراطي التقدمي، الحزب المعارض المشكك تقليديا في كين.

ودعت بكين بعد اعلان هزيمة الحزب القومي الى "مواصلة الجهود من اجل اقامة علاقات سلمية". وقال ما شياوغوانغ الناطق باسم مجلس الدولة المكلف الشؤون التايوانية قوله "نأمل ان يصون مواطنونا في الجانب الاخر من المضيق الثمار المكتسبة عبر العلاقات" بين الطرفين، وان "يحافظوا عليها، ويواصلوا النضال من اجل تنمية سلمية" لتلك العلاقات.

ويشعر العديد من سكان تايوان بالقلق من تنامي النفوذ الصيني. وقد اثار مشروع اتفاق للتبادل الحر مع الصين تظاهرات ضخمة اطلقها طلاب، واحتل المتظاهرون البرلمان في تايبيه على مدى حوالى ثلاثة اسابيع في اذار/مارس. وقال الجنرال ليو ان "ايا كان من يملك السلطة السياسية، الطريق الوحيد (للجزيرة) هو مواصلة تطوير العلاقات السلمية بين جانبي المضيق التنمية، وعلى الارجح اعادة التوحيد".

وانفصلت تايوان عن الصين في 1949 في نهاية حرب اهلية، انتهت بظهور "جمهورية الصين"، و"جمهورية الصين الشعبية". ولجأ في تلك السنة مليونا صيني من انصار الزعيم القومي تشانغ كاي-شيك، الذي هزمه رجال ماو، الى جزيرة تايوان. ونقلت الصحيفة نفسها عن الجنرال ليو قوله ان الصين وفي مواجهة التغيير في المشهد السياسي في تايوان "لا تخشى العاصفة"، ووضعت "احكاما جديدة واجراءات مضادة".
&