قضى مسؤول عسكري كبير في حزب الله في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مواقع بالقرب من العاصمة السورية مساء الأحد، وفق تقارير اعلامية لبنانية وعربية.


بيروت: قالت تقارير إعلامية لبنانية وعربية إنّ الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مناطق في دمشق، كانت موجهة بالأساس لإصطياد قيادي عسكري بارز في حزب الله اللبناني.

وافادت مصادر خاصة موقع "ليبانون ديبايت"، عن سقوط 4 عناصر من حزب الله في الغارة التي قام بها الطيران الإسرائيلي على مواقع قرب العاصمة السورية، و"بين القتلى، مسؤول عسكري رفيع المستوى في الحزب"، بحسب ما ذكرت قناة "العربية"، التي قالت أيضا إنّ الغارات استهدفت مستودعات أسلحة لتخزين صواريخ فيها تمهيداً لنقلها إلى حزب الله في لبنان".

ومعلوم أن حزب الله يخوض حربا بكل ثقله إلى جانب النظام السوري، ويرسل الآلاف من مقاتليه للمشاركة في النزاع الدائر في سوريا.

ويتكتم الحزب عن عدد ضحاياه، وتقدر بعض المصادر أنهم بالمئات، في حين حذرت إسرائيل سابقا نظام الأسد من تزويد حزب الله اللبناني بصواريخ متوسطة أو طويلة المدى.

والإثنين، جددت اسرائيل تاكيدها انها مصممة على منع "نقل اسلحة" من سوريا الى حزب الله اللبناني، ممتنعة في الوقت نفسه عن تاكيد او نفي شن غارتين بالقرب من دمشق كما يتهمها النظام السوري.

واتهمت السلطات السورية اسرائيل بشن غارتين الاحد على منطقتين قرب العاصمة دمشق منددة بما اعتبرته "دعما مباشرا" اسرائيليا للمعارضة والاسلاميين المتطرفين الذين يحاربون نظام بشار الاسد.

وصرح وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينيتز الاثنين للاذاعة العامة "لدينا سياسة دفاع صارمة تهدف قدر الامكان الى منع نقل اسلحة متطورة الى منظمات ارهابية"، في اشارة الى حزب الله اللبناني الذي يحارب الى جانب نظام بشار الاسد.

وامتنع شتاينيتز عضو حزب الليكود برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن تاكيد او نفي شن اسرائيل لغارتين في ريف دمشق اوقعتا اضرارا مادية.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الغارات استهدفت موقعين عسكريين حيث توجد مخازن للاسلحة.

واعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان من المؤكد ان اسرائيل تقف وراء الغارتين اللتين استهدفتا قوافل او مخزونات اسلحة "متطورة" (صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ ارض-جو) كانت في طريقها الى حزب الله.

وقال المعلق العسكري في اذاعة الجيش الاسرائيلي "يبدو ان فرصة سنحت بالامس (الاحد) لفترة قصيرة جدا فكان القرار بالضرب".

وافادت بعض الصحف ان هذه الغارات ستكون لها عواقب على الحملة من اجل الانتخابات المبكرة في 17 اذار/مارس والتي يريد نتانياهو الفوز بها.

وعلق اليكس فريشمان ساخرا في صحيفة "يديعوت احرونوت" "اننا نترك ل+راشد عاقل+ هو بشار الاسد خيار ما سيتضمنه جدول اعمال الانتخابات المقبلة".

من جهته، قال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دو جاريك ان قوة الامم المتحدة المكلفة مراقبة فض الاشتباك في الجولان رصدت الاحد "ست طائرات تحلق بشكل مرتفع" في الجانب الاسرائيلي.

واضاف ان "اثنتين منها اتجهتا ناحية الشمال الشرقي فوق المنطقة الفاصلة" مقتحمة المجال الجوي السوري. واعاد التذكير بان اي "عبور للمنطقة الفاصلة يشكل انتهاكا لوقف اطلاق النار".

وكتبت صحيفة "اسرائيل هيوم" انه "طالما اسرائيل لا تتبنى هذه الغارات فان الدول المستهدفة لا يمكنها الرد".

الا ان غالبية المعلقين العسكريين الاسرائيليين اعتبروا ان احتمال الرد من قبل سوريا او حزب الله ضئيل جدا.

وقال المحلل دانيال نيسمان انه اذا كان هناك رد، فسيكون على الارجح من جانب حزب الله ضد جنود اسرائيليين.

وقال لفرانس برس "قد يكون (الرد) على شاكلة عملية في الخارج، هجوم ضد اسرائيليين...لكن من المرجح اكثر ان يكون هجوما عبر الحدود يستهدف دورية اسرائيلية".

وكان الجيش الاسرائيلي وسلاحه الجوي شنا عدة غارات على مواقع في سوريا منذ بداية الحراك ضد النظام في آذار/مارس 2011.

كما استهدف سلاح الجو الاسرائيلي في سوريا بنى تحتية لحزب الله اللبناني او اسلحة كانت موجهة اليه. وكانت اسرائيل شنت في 2006 حربا مدمرة على لبنان استهدفت اساسا حزب الله الذي يدعم النظام السوري.

واعتبر الجيش السوري ان "هذا العدوان المباشر الذي تقوم به اسرائيل اليوم (ياتي) نصرة للارهابيين في سوريا بعد ان سجلت قواتنا المسلحة انتصارات هامة في دير الزور وحلب ومناطق اخرى".

واضاف ان ذلك "يؤكد ضلوع اسرائيل المباشر في دعم الارهاب في سوريا الى جانب عدد من الدول الغربية والاقليمية المعروفة" بحسب البيان.

واشار المصدر الى تسجيل خسائر مادية فقط "في بعض المنشآت".

كما اوضح المرصد السوري من دون ان ينسب الغارات الى اي جهة انها استهدفت "موقعين عسكريين حيث يتم تخزين اسلحة".

وفي الوقت الذي يعول فيه نتانياهو على الانجازات الامنية للفوز في الانتخابات المقبلة، ندد معارضون بالغارات التي تمت لغايات سياسية.

وعلق ايلان جيلون من حزب ميريتس اليساري "امل الا يكون الامر بمثابة قرع طبول حملة الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود او الانتخابات المقبلة".

وعلق شتانيتز بالقول "الاتهامات بان نتانياهو امر بشن غارات في سوريا لغايات سياسية سخيفة ومسيئة".