واشنطن: استخدمت وكالة الاستخبارات الاميركية سي اي ايه، وفقا لتقرير اصدره الكونغرس، مختلف تقنيات التعذيب لانتزاع المعلومات مثل الايهام بالغرق والحرمان من النوم خلال استجواب اربعة من قادة تنظيم القاعدة ما زالوا في معتقل غوانتانامو.

ابو زبيدة
يتهم الفلسطيني البالغ من العمر 43 عاما بالاشراف على مخيمات تدريب تابعة للقاعدة، والاعداد للهجمات على برج التجارة العالمي. كما يعتقد انه شارك في مشاريع اعتداءات اخرى مثل الهجوم على السفارة الاميركية في باريس العام 2001. وتم اعتقاله في باكستان في اذار/مارس 2002.

امضى في بادئ الامر 47 يومًا في عزلة انفرادية في زنزانة بلا نوافذ تنيرها اربعة مصابيح، تعرّض فيها لاصوات ضجيج مزعج، كالمولدات الكهربائية او موسيقى الروك من اجل "زيادة الشعور باليأس" لدى المعتقل المحروم من النوم عادة.

وفي اب/اغسطس 2002، خضع ابو زبيدة لعشرين يومًا من الاستجواب المشدد، الذي تضمن الايهام بالغرق "مرتين الى اربع مرات يوميا"، وفقا لتقرير الكونغرس. كما تم وضعه في صناديق لفترات بلغ مجموعها 266 ساعة، احدها بحجم النعش، كما كان بعضها اصغر من ذلك. وفي اليوم الاول من الاستجواب، وقف المعتقل عاريا امام حائط وهو مقيد بالسلاسل ومغطى الراس.

وكان ابو زبيدة يتلقى صفعة او لكمة في الوجه كل مرة ينفي فيها اخبارا جديدة. وخلال اول جلسة من الايهام بالغرق التي استمرت اكثر من ساعتين ونصف ساعة، اصيب ابو زبيدة بنوبات "من السعال كما تقيأ واصيب بتشنجات لا ارادية". وقد خضع لهذا النوع من التعذيب حتى بات "شبه غائب عن الوعي، بحيث خرجت الرغوة من فمه".

واضافت الوكالة انه غالبا ما كان "يبكي" و"يتوسل" لكنه نفى ان تكون لديه معلومات عن اعتداءات محتملة في الولايات المتحدة. وامضى ابو زبيدة اربعة اعوام ونصف عام في المعتقلات السرية التابعة للوكالة، بينها اشهر عدة في بولندا قبل نقله الى غوانتانامو، وقد رفع دعوى امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.

عبد الرحيم الناشري
تم اعتقال هذا السعودي البالغ من العمر 49 عامًا في الامارات العام 2002. وهو متهم بتدبير الاعتداء على السفينة الاميركية يو اس اس كول، ما ادى الى مقتل 17 بحارا قبالة سواحل اليمن عام 2000. وكشف تقرير الكونغرس ان الناشري خضع لتقنيات "استحواب مشددة" من قبل الوكالة اربع مرات.

وفي كانون الاول/ديسمبر 2002، بينما كان مغمض العينين، وجه احد عناصر الوكالة غير المدرب على تقنيات الاستجواب، مسدسا الى صدغ الناشري ووضع "مثقابا كهربائيا" قرب جسده.

واظهر تحقيق داخلي للوكالة ان العميل ضرب الناشري مرارا خلف الراس، ونفخ دخان السيجار في وجهه، وارغمه على الاستحمام مع حك جلده بفرشاة خشنة وتهديده بجلب والدته الى السجن واغتصابها امام عينيه. كما تم وضع الناشري في اوضاع جسدية مؤلمة، الى ان لاحظ احد الاطباء ان كتفيه باتتا مهددتان بالتفكك.

رمزي بن الشيبة
يتهم هذا اليمني البالغ من العمر 42 عاما بانه احد ارهابيي القاعدة وبالمساهمة في تمويل هجمات 11 ايلول/سبتمبر. تم اعتقاله في باكستان في ايلول/سبتمبر 2002 خلال عملية امنية ثم نقل الى "بلد اجنبي" قبل تسليمه في شباط/فبراير 2003 الى السي اي ايه ليصبح الرقم 41 من "المعتقلين الاشباح".

وخلال ثلاثة اسابيع في 2003، تلقى ضربات في "الوجه والمعدة، وتم دفعه نحو الجدار وحرمانه من النوم" او تغذيته فقط بسوائل لا طعم لها. وتم استخدام هذه التقنيات كاجراء تاديبي لعدم مخاطبته المحقق بلقب "سيدي"، او التظاهر بالاصابة بالم في البطن. وفي بعض الاحيان، كان يخضع للتعذيب حتى قبل طرح الاسئلة.

وفي نيسان/ابريل 2005، قال خبير نفساني من الوكالة ان وضعه في العزلة الانفرادية لمدة عامين اثر "بشكل مؤكد على حالته النفسية" مثل الاصابة بحالات هلوسة وارق والشعور بالاضطهاد او محاولات جرح جسده. لاوخلافا لمعتقلين اخرين، تم وضع بن الشيبة في الظلام من اجل "تنمية الاحساس بالخوف". وبعد نقله في ايلول/سبتمبر 2006 الى غوانتانامو، بات بن الشيبة يتلقى علاجا نفسيا.

خالد شيخ محمد
العقل المدبر لهجمات 11 ايلول/سبتمبر تم اعتقاله في اذار/مارس 2003 في باكستان واحتجز في معتقلات سرية خصوصا في الاردن ثم نقل الى غوانتانامو في ايلول/سبتمبر 2006.

تركز الاهتمام الوكالة على هذا المعتقل، ما جعل منه بالتالي الاكثر عرضة للتعذيب، حيث تلقى ضربا مبرحا، وتم حرمانه من النوم، لسبعة ايام ونصف يوم احدى المرات، والتغذية الشرجية القسرية، واتخاذ اوضاع مؤلمة.

وخضع 15 مرة للايهام بالغرق خلال اسبوعين في اذار/مارس 2003. استغرقت اولاها نصف ساعة اي اكثر بعشر دقائق من الوقت الذي تنصح به الوكالة. وابتلع كميات من المياه حتى "كاد يغرق في بعض الحالات".

واورد الكونغرس ان سي اي ايه كتبت 831 تقريرا طوال فترة الاستجواب التي استمرت ثلاث سنوات ونصف سنة. وتبين ان معلومات مهمة تم جمعها خلال جلسات الاستجواب كانت معلومات خاطئة.

ليتوانيا مستعدة لتحمل مسؤوليتها
من جانبها اعلنت الرئاسة الليتوانية الاربعاء ان ليتوانيا على استعداد "لتحمل مسؤوليتها" اذا كانت بلادها استضافت مركزا للاستجواب تابعا لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)، وذلك في تعليقها على المعلومات التي وردت في تقرير لمجلس الشيوخ الاميركي وتكشف الوسائل التي استخدمتها الوكالة في التحقيقات.

وقالت الرئيسة داليا غريبوسكايتي في بيان "اذا تبين ان المعلومة صحيحة، فان ليتوانيا ستتحمل مسؤوليتها". وتقرير مجلس الشيوخ الاميركي الذي نشر الثلاثاء لا يورد اسم اي دولة استضافت مراكز استجواب لجهاز سي آي ايه، لكن النيابة الليتوانية تحقق حول مراكز احتجاز يعتقد انها تابعة للجهاز في هذا البلد.

وقال المدعي العام ارمانتاس ميكيليونيس حتى قبل نشر التقرير "سنطلب تسليمنا نسخة من هذا التقرير"، مضيفا ان واشنطن كانت رفضت حتى ذلك التاريخ ان تقدم مساعدة قضائية له.

وبحسب الناشطين في مجال حقوق الانسان، فان التقرير يسمح بتاكيد الشبهات حول ان معتقلا واحدا، هو مصطفى الحوساوي، احتجز في سجن سري للسي آي ايه في ليتوانيا في 2005-2006 واغلق بسبب "غياب المساعدة الطبية الطارئة للمعتقلين".

وبحسب تقرير مجلس الشيوخ الاميركي، فان السي آي ايه اخضعت هكذا وخارج الاطار لاقانوني، عشرات المعتقلين المرتبطين بتنظيم القاعدة لاستجوابات عنيفة وانما غير فعالة بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.
&
&