تناقلت وسائل إعلام عراقية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن اكتشاف عصابة خطف وقتل في بغداد متورط فيها ابن أخ وزير النقل العراقي باقر الزبيدي الذي كشف أحد المقربين منه لـ "إيلاف" تفاصيل خاصة عن عصابة الخطف والمتورطين فيها.

عبد الرحمن الماجدي: كشف مصدر مقرب من وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي عن تمكن شخص لبناني من تجنيد ابن أخ الوزير بعصابة قتل وخطف وابتزاز في العاصمة بغداد. وأوضح المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن إبن شقيق الوزير ويدعى كميل تم تجنيده من قبل عصابة يقودها لبناني ينتمي إلى إحدى الحركات السلفية عبر فتاة عربية لتنفيذ عمليات خطف واغتيال في العراق.

وأضاف أن عملية التجنيد تمت قبل سنوات عن طريق إمرأة عربية كانت قد دخلت على خط كميل الذي هو أحد ثلاثة أشقاء. وقال إن الإتهامات التي وجهت إلى عمار وهو الأخ الأكبر لكميل والذي لايزال يعمل مع عمه وزير النقل باقر جبر الزبيدي القيادي البارز في المجلس الأعلى غير صحيحة على الإطلاق، حسب قوله.

وكانت وسائل إعلام عراقية تداولت أنباء عن اكتشاف عصابة خطف متورط فيها أبناء أخ وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي، القوات الامنية العراقية ألقت القبض على 17 فرداً من عناصر العصابة، بعد تمكن أحد المخطوفين من الهرب وهو أبن أحد التجار كانوا ينوون قتله ليلاً لأنه تعرف إليهم لكنه فك قيوده وهرب وقام أبوه بتبليغ السلطات واعترف أفراد العصابة بكثير من عمليات الخطف قاموا بها في مدينة الكاظمية والمناطق التي حولها سابقاً.

ومن بين الذين ألقي القبض عليهم شقيق كميل الأكبر (عمّار) الذي اطلق سراحه لاحقا حيث قال عمه إنه استدعي كشاهد في عملية خطف أحد أبناء منطقة الكاظمية التي يقطنها الوزير وأبناء أخيه. وقال الوزير الزبيدي إن المتورط في الخطف الابن الاصغر لشقيقه واسمه كميل. ولم يزل هاربا حتى الان.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن كميل الزبيدي كان يستغل صلة القرابة بعمه الوزير للمرور عبر نقاط التفتيش في بغداد بسيارته التي يخبئ فيها أحيانا ضحاياه.

المصدر قال لـ "إيلاف" إن "اللبناني الذي جند الشابة التي جندت كميل لم يلق القبض عليه حتى الآن بينما ألقي القبض على شخص آخر اسمه (ياسر) صديق كميل مع أربعة اخرين تم تجنيدهم من قبل اللبناني" موضحاً أن "ثلاثة أشقاء لياسر وهم ضباط في جهاز المخابرات العراقية تم فصلهم من عملهم بسبب شقيقهم علماً أنهم أبرياء وليسوا متورطين بالقضية".

المصدر القريب من الوزير قال لـ "إيلاف" إنه "على الرغم من السمعة الكبيرة التي حظيت بها العصابة لكونها تضم إبن شقيق وزير وقيادي معروف فإنها في الواقع عصابة بدائية حيث واستخدم أفرادها هواتفهم الشخصية دون حذر مما سهل الوصول اليهم".

وأضاف أن من الملابسات الخاصة بالقضية فإن المرأة الشابة كانت قد سهلت لكميل الدخول عدة مرات إلى الأراضي اللبنانية والعمل من هناك مع خلية إرهابية ضد العراق كما أن كميل زار وبترتيب من قبل السيدة الشابة الأردن عدة مرات، ولم يبين ان كانت تلك الزيارات لها علاقة بخطط العصابة، مؤكدا ان الزبيدي بصدد الطلب من السلطات الاردنية ان كانت لديها اي معلومات بصدد أسباب تلك الزيارات وان كانت لها علاقة بخطط العصابة".

وأشار إلى أن كميل تم تجنيده للعمل من أجل تنفيذ عدة عمليات خطف واغتيال من بينها التخطيط لاغتيال الزبيدي نفسه أيام كان موجوداً في وزارة المالية لكن العملية لم تنجح بسبب الإجراءات الإحترازية التي كان يحيط الزبيدي بها نفسه".

وطبقاً للمعلومات التي أفاد بها المصدر فإن "السيدة العربية الشابة أقامت عدة أشهر في منزل كميل على الرغم من إعتراضات عائلته لكنه أصر على ذلك وادعى انها زوجته على الرغم أن تلك السيدة كانت تخطط لتنفيذ عملية إغتيال الزبيدي عندما يأتي إلى منزله في مدينة الكاظمية وبالذات في إحدى المناسبات الدينية لكن العملية باءت بالفشل بعدها تم وضع أحد أبناء الوزير في قائمة الخطف بهدف المساومة عليه بمبلغ كبير أو بهدف إضعاف مواقف والده الذي كان في فترة من الفترات أقوى المرشحين لرئاسة الوزراء المنافسين لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي".

ويرى مراقبون عراقيون أن هذه القضية توسع من فتح باب استغلال عدد من المسؤولين العراقيين أو أقاربهم لمناصبهم من أجل الاثراء السريع مستغلين ضعف القضاء العراقي وخشية المواطنين من عناصر حمايات وأقارب المسؤولين في الدولة.

إيلاف حاولت الاتصال بالوزير الزبيدي لكن لم تتمكن لانشغاله بتحضيرات زيارة الاربعين إلى محافظة كربلاء التي يحتفل بها الشيعة كل عام بمرور أربعين يوما على مقتل الحسين بن علي بن ابي طالب عام 61 هـ.

لكن الكاتب و السياسي العراقي إبراهيم الصميدعي وهو صديق شخصي للزبيدي قال لـ "إيلاف" إن "باقر الزبيدي رفض كل العروض العائلية والإجتماعية ومن ذوي العلاقة من أجل لملمة الأزمة لكي لاتخرج إلى العلن لكنه أعلن رفضه الكامل لكل هذه المحاولات وأن يأخذ القانون مجراه ولو كان المتورط أحد افراد عائلته ".

وأضاف الصميدعي أن "هناك أطرافا سياسية تحاول النيل من السيد الزبيدي وأن جزءا مما يحصل الآن مرتبط بمحاربته الفساد لاسيما على صعيد تهريب العملة العراقية وعمليات غسيل الأموال التي يجري تهريبها عبر مطار بغداد الدولي" متوقعاً "الكشف عن أكبر عصابة تستغل المطار علنا للتهريب".

وكان وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي نشر على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك توضيحا حول تورط ابن اخيه في عصابة خطف جاء فيه: "تناقلت بعض شبكات التواصل الاجتماعي خبر ان عمار علي ابن شقيقي الشهيد علي رحمه الله متورط بعملية خطف لاحد الأشخاص ونؤكد ان عمار تم استدعاؤه كشاهد عن قضية خطف احد أبناء العوائل الكريمة في الكاظمية المقدسة والآن يمارس عمله بشكل طبيعي، واتضح للتحقيق ان المتهم في عصابة الخطف هو شقيقه الأصغر المدعو كميل ومعه مجموعة من المتهمين سنتابعها معا عند القبض على الجناة الهاربين وحسم القضية من قبل القضاء، وتعاطفا ومؤازرة لعائلة المجنى عليه أبديت في اتصال هاتفي كل المساعدة والتعاون لالقاء القبض على المتهمين وطالبتهم بعدم التنازل لتأخذ العدالة مجراها، وبدوري أطالب الأجهزة المعنية بتنفيذ امر القبض على المتهمين وتسليمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".