يبيع تنظيم "داعش" قطعاً أثرية منهوبة بملايين الدولارات الى مقتنين غربيين مباشرة، كما أكد ضابط شرطة أوروبي رفيع يشارك في المجهود الدولي لمكافحة هذه التجارة.&
&
إعداد عبدالاله مجيد: قال فيلي بروغمان، نائب المدير السابق للشرطة الأوروبية "يوروبول" وقائد الشرطة الاتحادية البلجيكية، إن تجار آثار في الغرب يتعاملون الآن مباشرة مع داعش بعدما كانوا في السابق يستخدمون وسطاء لشراء آثار وأعمال فنية منهوبة من الشرق الأوسط.

علاقة مباشرة

وأوضح بروغمان لصحيفة التايمز أن داعش "يستخدم الآن شبكته الخاصة للاتصال بالمشتري النهائي"، مشيرًا الى انه خلال عمله نائباً لمدير الشرطة الأوروبية رصد مستويات متعددة من الصفقات في هذه التجارة ولكن داعش "يريد الآن اقامة علاقة مباشرة مع المقتنين".

وحذر قائد الشرطة البلجيكية قائلاً إن شبكات التهريب تعمل بفاعلية شديدة حتى إن الأجهزة الأمنية المختصة لم تتمكن إلا من استرجاع أقل من 1 في المئة من القطع الأثرية والفنية التي سرقتها جماعات متطرفة من كنائس ومدن أثرية في العراق وسوريا.

وذكر بروغمان حلب وحمص من بين 1000 موقع أثري تعتقد الشرطة الدولية "انتربول" أن داعش وفصائل أخرى سطت عليها خلال الحرب في سوريا. كما أشار خبراء الى استهداف مواقع اثرية خارج العراق وسوريا مثل اليونان وبيع ما يُسرق منها لتمويل هذه الجماعات.

ضريبة داعش!
&
وقال عمرو العزم، استاذ الآثار السوري في جامعة شوني بولاية اوهايو الاميركية، إن داعش يتعاقد احياناً مع مقاولين لديهم آلات ثقيلة لتجريف مواقع أثرية واسعة وحفرها بحثاً عن الآثار. كما يقول خبراء أمنيون ان داعش يفرض ضريبة قدرها 12.5 في المئة على مبيعات القطع الأثرية التي يقوم بها مهربون آخرون يعملون في المناطق الواقعة تحت سيطرته.

وقال رئيس الشرطة البلجيكية فيلي بروغمان لصحيفة التايمز إن اعمالاً فنية كبيرة انتُزعت من جدران كنائس قديمة كانت من الآثار المسروقة الأكثر رواجًا بين المقتنين. واستعادت الشرطة الدولية من الولايات المتحدة هذا العام مجموعتين من الآثار التي يُعتقد أنها سُرقت من مواقع تحت سيطرة داعش ، وما زال العمل جارياً على قضية أخرى في المانيا.

حدود دولة الخلافة

ويعتقد مسؤولون أمنيون أوروبيون أن القطع الأثرية المسروقة تُنقل عبر حدود ما يُسمى دولة الخلافة باتجاهات متعددة، بينها تركيا، متبعة في احيان كثيرة قنوات تهريب النفط والسلاح. وتجد السلطات في الدول الغربية صعوبة في تقدير أعداد القطع الأثرية المسروقة التي تخرج من المنطقة الواسعة تحت سيطرة داعش، نظراً لعقد صفقات بيعها في السر وبصورة غير قانونية.
&
وكان مسؤول استخباراتي عراقي قدر في وقت سابق بأن داعش باع ما قيمته 36 مليون دولار من القطع الأثرية التي سرقها من المنطقة المحيطة بمدينة النبك السورية، التي تضم عدة مواقع أثرية يعود تاريخها الى الأيام الأولى للديانة المسيحية.
&
وتُستخدم العائدات المتحققة من هذه التجارة لتمويل حرب داعش، الى جانب ما يتحقق من تهريب النفط واعمال الخطف مقابل فدية وجباية الأتاوات وغيرها من الأنشطة الاجرامية الأخرى. وقال بروغمان إن العائد المالي ليس الهدف الوحيد من نهب المواقع الأثرية، بل أن ما يفعله داعش هو "نوع من التطهير الثقافي الذي يحطم معنويات السكان في المناطق المستهدفة بغزواته".
&