مع اشتداد الصراع الروسي - الأوكراني بخصوص الأزمة المحتدمة في شبه جزيرة القرم، بات من الواضح أن ألمانيا تلعب دورًا محوريًا في الاتصالات الجارية مع الرئيس فلاديمير بوتين.


ها هي الأنظار تتجه صوب الدور، الذي تقوم به المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، على الصعيد الدبلوماسي مع روسيا، بشأن تلك الوضعية المتأزمة، في الوقت الذي توجد فيه شكوك لدى المجتمع الدولي بخصوص قدرة ميركل على إنجاز تلك المهمة.

دور أكبر
وكان كبار المسؤولين في ألمانيا قد خرجوا في تصريحات الثلاثاء والأربعاء، يؤكدون من خلالها على أن الوقت قد حان بالنسبة إلى ألمانيا لكي تلعب دورًا أكبر في الشؤون العالمية. وبالاتساق مع الوتيرة المتسارعة للأحداث في شبه جزيرة القرم، باتت هناك حاجة إلى إجابات سريعة، كما أن الأوضاع المتصاعدة هناك باتت مثار اهتمام حكومة ميركل في برلين.

قال في هذا الصدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: quot;مما لا شك فيه أن أوروبا تمر بأخطر أزماتها منذ سقوط جدار برلين. وبعد مرور 25 عامًا على انتهاء الصراع بين الكتل، ظهر خطر حقيقي جديد متمثل في أن تتعرّض أوروبا للانقسام من جديدquot;.

ولفتت في هذا الإطار مجلة دير شبيغل الألمانية إلى أن ذلك سيشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة إلى ألمانيا، خاصة وأن الأوروبيين ليسوا وحدهم الذين سيتابعون برلين عن قرب، بل إن الولايات المتحدة تأمل هي الأخرى بأن تحقق ألمانيا رغبتها الجديدة في فرض النفوذ.

التوتر الأميركي معوق
قالت فيونا هيل، من معهد بروكينغز، إن علاقة أميركا المضطربة حاليًا مع روسيا تعني أنها لا تقوى على فعل الكثير، وإن ألمانيا باتت مطالبة لذلك بأن تقوم بدور أكثر أهمية.

ثم مضت المجلة تشير إلى الدور الدبلوماسي المكثف الذي قامت به ميركل على مدار الأيام القليلة الماضية، رغم وجود ثمة صعوبات في علاقتها بالرئيس بوتين، لكنها اتصلت به العديد من المرات أخيرًا لكي تعبّر له عن وجهة نظرها، التي ترى أن quot;التدخل الروسي غير المقبول في شبه جزيرة القرمquot; هو انتهاك لمعايير القانون الدولي.

وأشارت المجلة في السياق نفسه إلى الشكوك التي تراود المجتمع الدولي، وكذلك الولايات المتحدة، في الوقت الراهن، بخصوص قدرة ألمانيا على إنجاز تلك المهمة بنجاح.