تبادلت مملكة البحرين وإيران الاتهامات أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في اجتماعه في جنيف الخميس.

وجّهت البحرين اتهامات لإيران يوم الخميس بإثارة أعمال عنف على الأراضي البحرينية فيما اتهم مسؤول إيراني المملكة الخليجية بتعذيب وسجن معارضيها.
وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أمام المنتدى في جنيف quot;إنه إرهاب مدبّر.. ببساطةquot;.
وجاء تبادل الاتهامات بعد مقتل ثلاثة رجال شرطة يوم الإثنين في انفجار قنبلة في احتجاج في منطقة الديه غرب العاصمة البحرينية المنامة أثناء موكب جنازة شيعي توفي رهن الاحتجاز الأسبوع الماضي.
وأدرجت البحرين ثلاث جماعات مناهضة للحكومة على قائمة المنظمات الإرهابية يوم الثلاثاء.
وأثار الهجوم المخاوف من وقوع المزيد من العنف في المملكة الخليجية التي يحكمها السنّة وتنظّم فيها جماعات معارضة تقودها الأغلبية الشيعية احتجاجات منذ ثلاث سنوات للمطالبة بالإصلاح السياسي وإنهاء تمييز ضدهم يقول الشيعة إنهم يتعرضون له.
سرايا الأشتر
وأعلنت quot;سرايا الأشترquot; وهي جماعة غير معروفة المسؤولية عن هجوم يوم الاثنين في رسالة نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لكن لم يتسن التحقق من صحتها.
وتنفي إيران أي صلة لها بالمعارضة في البحرين لكنها تؤيّد قضيتها.
وقال الشيخ خالد آل خليفة quot;إن العنف الذي نراه في البحرين يحظى بدعم مباشر من عناصر الجمهورية الإسلامية الإيرانية.quot;
وأضاف quot;أجرت حكومات التقديرات مرارا لضلوع إيران النشط في شكل: التدريب غير المباشر للعناصر العنيفة في البحرين عبر جماعات تعمل بالوكالة ومقرها خارج البحرين وظهور جماعات متمردة مرتبطة مباشرة بقوة القدس وهي وحدة خاصة في الحرس الثوري الإيراني واعتقال أفراد يتلقون توجيهات من نشطاء إيرانيين في أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة الفتاكةquot;.
احترام التعايش
ودعا وزير خارجية البحرين، إيران إلى quot;احترام مبادئ عدم التدخل والتعايش السلمي وحسن الجوار المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدةquot;.
وأشار إلى أن البحرين تسعى دائما إلى صداقة الجمهورية الإسلامية ومستمرة في التصرف على أساس حسن النية وقال quot;لكننا لن نقبل أن يقوض عنصر أجنبي أمننا واستقرارناquot;.
ورد مرتضى سرمدي نائب وزير الشؤون الخارجية في إيران إن البحرين تقمع حرية التجمّع السلمي وحرية التعبير وتعتقل النشطاء السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان وتعذب السجناء.
وأضاف quot;من المؤسف أن تسيء حكومة البحرين استخدام هذا المجلس الموقر لطرح مزاعم لا أساس لها بشأن الآخرين بدلا من تقديم المعلومات اللازمة بشأن تحسين وضع حقوق الإنسان في بلادهاquot;.
وفي كلمته، أكد وزير خارجية البحرين ارتباط هذه الأعمال الإرهابية بشكل مباشربعناصر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال ان إيران أشرفت على تدريب من يقومون بأعمال العنف في البحرين، من خلال مجموعات متواجدة خارج المملكة، وظهور مجموعات مسلحة ذات علاقة مباشرة مع جيش القدس، والقبض على أشخاص في العديد من دول مجلس التعاون الخليجي ذوي صلة بعملاء إيرانيين، والتي أكدتها بشكلٍ واضح تقارير صادرة عن حكومات أجنبية.
احداث مؤسفة
واستعرض خالد بن أحمد آل خليفة ما مرت به مملكة البحرين من أحداث مؤسفة في مطلع العام 2011، والإجراءات التي اتبعتها حكومة مملكة البحرين لتجاوز آثارها، وذلك من خلال وضع العديد من الآليات وإنشاء عددٍ من المؤسسات التي تضمن حقوق الإنسان وصيانتها، وتطوير إمكانيات أفراد السلك الشرطي وغيرهم من العاملين في القطاع الحكومي على احترام والتزام حقوق الإنسان في إطار القانون، وذلك كله في إطار موضوعي وشفاف من تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق .
وأكد وزير الخارجية البحريني التزام بلاده التام بتنفيذ توصيات اللجنة، مشيراً إلى تقرير الجهاز المعني بتنفيذ التوصيات الصادر في فبراير المنصرم، وما حواه من معلومات مفصلة وإحصائيات دقيقة تعكس ما تم إنجازه .
وتحدث الشيخ خالد بشكل مفصل عن التحديات التي لا تزال البحرين تواجهها بعد ثلاث سنوات من صدور تقرير اللجنة، مشيراً على وجه الخصوص إلى تنامي ظاهرة العنف وأعمال الإرهاب التي تحدث في الشوارع، وما يواجهه أفراد الشرطة من أعمال إرهابية خطيرة، قد أودى آخرها بحياة ثلاثة من أفراد الشرطة في عمل إرهابي بشع ومدان، لم يتوانَ الفاعلون الإرهابيون عن تصويره ونشره على رقعة واسعة من وسائل التواصل الاجتماعي، إمعاناً في التحريض على العنف والإرهاب.

استغلال الأطفال
واستنكر وزير خارجية البحرين استغلال الأطفال والزج بهم في هذه الممارسات العنيفة، والتي أدت مساء الأمس إلى إصابة طفلين لا يتجاوزان من العمر العشرة والأحد عشر ربيعاً، بعد أن غرر بهما الإرهابيون لزرع قنبلة محلية الصنع .
وفي الوقت الذي أعرب فيه الوزير البحريني عن تقديره لما أبدته الحكومات والمنظمات الدولية من أسف وتنديد للعمل الإرهابي الصريح في منطقة الدية، فإنه طالب في الوقت ذاته جميع الأطراف في البحرين والتي أسهمت في تأجيج الوضع بأن تنخرط بمبادرات فعلية تفضي إلى الحد من تصاعد حدة العنف والأعمال الإرهابية.
وختم الشيخ خالد مخاطباً رجال الدين ذوي التأثير على الجمعيات غير الحكومية والساسة للقيام بدور أكثر فعالية، مؤكداً أيضاً التزام مملكة البحرين وبنهجها المعهود اعتماد الحوار البناء في دفع عجلة التقدم والتطور فيها .