عززت القوات الروسية سيطرتها على شبه جزيرة القرم بينما أجل وزير الخارجية الأميركي زيارة لموسكو الى وقت لاحق في الوقت الذي يؤكد الخلافات العميقة بين الجانبين.
استولت القوات الروسية، الاثنين، على مستشفى عسكري وقاعدة صواريخ بينما يستعد مسؤولون لإجراء استفتاء على مستقبل المنطقة.
وقالت وكالة انترفاكس الأوكرانية للأنباء إن قوات موالية لروسيا وقوات روسية سيطرت على المستشفى في سيمفروبول المدينة الإدارية الرئيسية في شبه الجزيرة واقتادوا الموظفين إلى قاعة quot;على ما يبدو لمقابلة مدراء المؤسسات الجددquot;. وقالت الوكالة إن 20 مريضا بالمستشفى في حالة خطيرة.
وقال متحدث باسم الجيش الأوكراني في القرم إن الجنود الروس نزعوا سلاح الجنود في قاعدة صواريخ للجيش الأوكراني في ميناء سيفاستوبول.
وقال فلاديسلاف سيليزنيوف للقناة الخامسة في التلفزيون الأوكراني إن حوالي 200 جندي يستقلون 14 شاحنة تحركوا نحو المبنى وهددوا باقتحامه إذا لم يسلم الجنود الأوكرانيون أسلحتهم.
تأجيل زيارة كيري
على صعيد متصل، أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رئيس الدولة فلاديمير بوتين بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قرر تأجيل زيارته المرتقبة إلى روسيا والتي كان ينوي خلالها بحث الأوضاع في أوكرانيا.
جاء ذلك خلال اجتماع بوتين مع لافروف، الاثنين، في مقر الرئيس الصيفي في منتجع سوتشي على شاطئ البحر الأسود.
وأكد لافروف أن الطرف الروسي اقترح على كيري أن يزور موسكو اليوم الاثنين لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا، وأن الأخير أعطى موافقته بصورة أولية. لكن كيري اتصل لاحقا بلافروف هاتفيا وأبلغه بتأجيل الزيارة quot;لفترة ماquot; دون أن يحدد موعدا جديدا لها، على حد قول وزير الخارجية الروسي.

الوثيقة الأميركية
كما أحاط لافروف الرئيس الروسي علما بالوثيقة التي تتضمن الرؤية الأميركية للوضع في أوكرانيا والتي أرسلها كيري، وقال وزير الخارجية الروسي بهذا الصدد: quot;لقد وجدنا فيها مفهوما لا يلائمنا كثيرا، لأنه يقوم على أساس صراع بين روسيا وأوكرانياquot;.
وتابع لافروف قوله quot;إن شركاءنا الأميركيين يقترحون الانطلاق من حقيقة الأمر الواقع الذي نشأ بعد انقلاب الدولة في كييفquot;.
وابلغ لافروف الرئيس بوتين بأن الخارجية الروسية تقوم بمشاورات مع شركائها حول الوضع في اوكرانيا، حيث يتم من خلالها البحث عن حل للأزمة، مضيفا أنه تم تحضير مقترح بمشاركة الخارجية الروسية ومجلس الأمن القومي الروسي ردا على المقترحات الاميركية.
وأكد لافروف أن المقترح الروسي quot;يهدف الى إعادة الملف الأوكراني إلى إطار الشرعية الدولية مع الأخذ بالاعتبار مصالح جميع الأوكرانيين بدون استثناء في ظل الأزمة العميقة في البلادquot;.
استفتاء القرم
على صعيد ذي صلة، نقلت وكالة الإعلام الروسية يوم الإثنين عن رئيس وزراء القرم قوله انه سيخير سكان شبه الجزيرة بين حمل جواز سفر روسي أو أوكراني إذا انضمت المنطقة الأوكرانية إلى روسيا في الاستفتاء الذي يجري في 16 آذار (مارس).
وأعلن سيرغي اكسيونوف الموالي لروسيا نفسه زعيما للقرم بعد نحو اسبوعين من سيطرة روس على مبنى البرلمان وقال للوكالة الروسية إن السلطات في القرم ستشجع أيضا استخدام لغتين هي الروسية والتترية القرمية.
قال رئيس الوزراء quot;لن نصر على ارجاع الجوازات الأوكرانية... الكل ستتاح له الفرصة لتطوير لغته. لا نريد ان نقيد التتار القرميين.quot;
وانتقد الغرب الاستفتاء الذي تؤيده موسكو ووصفه بانه غير شرعي وينتهك قانون اوكرانيا.
ودافع الرئيس الروسي عن التحركات الانفصالية ويراها شرعية ويقول إن من حق روسيا غزو أوكرانيا لحماية المواطنين الروس.
وبدأت سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم التي تنفيها موسكو قبل 12 يوما ورغم انها كانت غير دامية الا انها تسبب في أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ الحرب الباردة.
وأديرت شبه جزيرة القرم التي يوجد بها الاسطول الروسي في البحر الاسود على انها جزء من اراضي روسيا في اطار الاتحاد السوفيتي السابق حتى عام 1954. ويحمل كثير من السكان جواز سفر روسيا ويؤيدون السيطرة الروسية لكن مئات الآلاف لا يفعلون.