وجّهت إيران، رسالة quot;ودّ وأخوّة وتعاونquot; لجيرانها في الخليج العربي وذلك في ختام زيارة الرئيس حسن روحاني التي امتدت يومين لسلطنة عُمان وحادث خلالها السلطان قابوس بن سعيد.


رغم أن البيان الختامي المشترك عن زيارة الرئيس حسن روحاني لسلطنة عُمان لم يتطرق للعلاقات مع دول الخليج العربية، فإن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال على هامش الزيارة للصحافيين في مسقط: quot;رسالتنا إلى بقية الدول في منطقة الخليج (الفارسي) هي رسالة ود وأخوة وتعاون معهمquot;.

وأضاف ظريف الذي يقوم منذ تسلم روحاني منصبه في آب (اغسطس) الماضي بحملة تروّج للانفتاح تجاه الدول العربية في الخليج أن quot;هذه المنطقة لا تحتاج إلى إثارة أي خلاف في ما بينها ولا بد من التعايش الايجابيquot;.

وكانت المملكة العربية السعودية رفضت استقبال وزير الخارجية الإيراني خلال جولة قبل ثلاثة أشهر زار خلالها الكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان، لكنه لم يزر السعودية أو البحرين.

موقف السعودية

وحينها، أكدت المملكة أنها تريد من إيران quot;أجندة واضحة ومكاشفة حول علاقاتها في المنطقة وكذلك بالنسبة لبرنامجها النووي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجوارquot;. وأشار ظريف إلى quot;مصالح مشتركة في المنطقة كما لدينا تحديات ومشاكل ولا بد من التعاون مع بعض لنتمكن من التغلب على تلك التحدياتquot;.

وأكد وزير خارجية إيران أن بلاده quot;مستعدة لكي تكون علاقاتها متينه وأخوية مع كل دول المنطقةquot;. وزادت الأزمة السورية من وتيرة عدم الثقة السائدة بين ضفتي الخليج منذ قيام الثورة الاسلامية العام 1979 في إيران، مع اصطفاف طهران إلى جانب النظام في حين تدعم دول الخليج المعارضة.

وتابع ظريف أن المنطقة عاشت quot;ثلاث حروب في العقدين الماضيين ولا تحتاج إلى حرب أخرى. علينا أن نتعايش مع بعض على أساس الدين والتاريخ والمصالح المشتركةquot;.

وختم أن العلاقات العمانية الإيرانية quot;يمكن أن تكون مثالية للدول الأخرى في منطقة الخليج ورحبنا دائما بالدور الذي لعبه السلطان قابوس لتقريب وجهات النظر مع كل الدول في المنطقه ونؤكد أننا نولي اهتماما بالغا بافكاره النيرةquot;.

بيان ختامي

وإلى ذلك، صدر بيان ختامي مشترك عن محادثات الرئيس الإيراني والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وقال ان المحادثات سادها جو روح الإخاء والصداقة والتعاون. وقال إن المحادثات ركزت على سبل تطوير العلاقات الثنائية وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية وقضايا العالم الإسلامي ذات الاهتمام المشترك تكللت بالنتائج الآتية:

- عبّر الطرفان عن ارتياحهما للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين القائمة على الثقة والاحترام المتبادل، وجددا إرادتهما الراسخة لتطوير هذه العلاقات، وذلك في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.

- أكد الطرفان بالنظر للأواصر التاريخية والثقافية وعلاقات حسن الجوار بين البلدين، ضرورة تنفيذ برامج التعاون وتطوير العلاقات في شتى المجالات المتاحة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.

- عبّر الطرفان عن سرورهما للتوافقات الحاصلة على مستوى اللجان المشتركة للتعاون بين البلدين في شتى المجالات الممكنة، وأكدا حرصهما على عقد اجتماعات اللجان بصورة منتظمة، بما يؤدي إلى تنمية وتطوير علاقات التعاون بينهما.

القطاع الخاص

- أكد الطرفان على الدور الإيجابي والمثمر الذي يلعبه القطاع الخاص في البلدين وذلك في سياق زيادة التعاون الثنائي، وعبرا عن أملهما بأن تؤدي هذه الأنشطة إلى زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري والاقتصادي بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

- تطرق الطرفان بالإضافة إلى التباحث حول تنمية العلاقات الثنائية، إلى قضايا المنطقة والعالم الإسلامي والعالم أجمع، وأكدا على أهمية مضاعفة الجهود وبذل المزيد من المساعي لضمان استمرار الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم القائمين على أساس التعاون الجماعي.

- أكد الطرفان كذلك أهمية مكافحة الإرهاب بشتى أشكاله وصنوفه، ودعيا إلى استمرار التعاون والتنمية في المنطقة، وإلى الالتزام بقرار الأمم المتحدة الخاص بإقامة عالم خالٍ من العنف والتطرف.

- عبّر الطرفان عن ترحيبهما بالتوافقات في المباحثات التي جرت بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة دول 5+1، وأكدا على أهمية استمرار هذه المباحثات وصولاً للتوافق المنشود.