تمرّ الذكرى الثالثة للثورة السورية على اللاجئين السوريين لتضاعف مخاوفهم من أن يكون لجوؤهم دائمًا، كما حصل للفلسطينيين من قبلهم، بعدما أجبرتهم المعارك الدموية على ترك بيوتهم.


بيروت: أجرت منظمة quot;أوكسفامquot; الدولية بحثًا جديدًا وجدت خلاله أن 65% من اللاجئين السوريين قد استسلموا لليأس من إمكانية عودتهم إلى ديارهم، إذ يشعرون بأنهم لن يروا منازلهم ثانيةً. أما النسبة الباقية، فيعجز 78% منهم عن تحديد وقت للعودة إلى وطنهم.

وقد نشرت الاستطلاع ونتائجه صحيفة هافينغتون بوست الخميس. وشمل أكثر من 1000 ممن يعيشون في ملاجئ مؤقتة في مخيمات الزرقاء واللقاء وجاوا في الأردن.

أشعر باليأس

أبو مصطفى لاجئ سوري ووالد لـ7 أطفال يعيشون بمخيم للاجئين في وادي الأردن، قال: quot;الأمل معدوم في العودة إلى سوريا، فالحياة هناك صعبة جدًا، والذهاب إلى هناك خطير للغاية، ونطلب من دول العالم أن تساعدنا لنعود أدراجنا إلى بلادناquot;.

أضاف: quot;اليوم، لا أمل لي في حلول السلام بسوريا، واشعر باليأس، لطالما تمنينا أن تتحسن الحال، لكن ذلك لا يحصل، أريد فعلًا أن أعود إلى حياتي الطبيعية، حيث الجميع في وئام، وقد توقفوا عن التقاتلquot;.
وختم أبو مصطفى، وفق الصحيفة البريطانية، قائلًا: quot;نأمل أن نعود، ليعود أولادنا إلى مدارسهم، وليزرعوا أرضهم، وليكونوا منتجين في بلادهمquot;.

يستحقون الأفضل

والاحباط سمة سورية عامة بين اللاجئين في مخيمات اللجوء في الأردن. فمع دخول الأزمة عامها الرابع، المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفعلي للحد من تداعيات أكبر أزمة لجوء في تاريخ البشرية.

يقول أندي بيكر، رئيس منظمة أوكسفام، إن هذه الدراسة تشير إلى تضاؤل أمل اللاجئين السوريين في العودة إلى بلادهم، لأنهم يعيشون في طي النسيان، يكافحون يوميًا للاستمرار على قيد الحياة، على أمل أن يحمل لهم المستقبل خبرًا يعيدهم إلى حياتهم الطبيعية، quot;ويجب أن لا يستمر هذا الوضع ، فهم يستحقون حياة أفضلquot;.

وأضاف بيكر: quot;يتحتم على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهد لوقف نزيف الدماء السورية، ووضع حد لهذا الصراع الذي دمر حياة الكثيرين، وحان الوقت لجولة جديدة وجدية من المفاوضات في جنيفquot;.
يذكر أن أكثر من 100 ألف سوري قد خسروا حياتهم منذ اندلاع الثورة قبل 3 أعوام في مارس 2011، وفق إحصائية وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

لن يكفي

والمخاوف متصاعدة أيضًا من مقدار المساعدات المطلوبة لمواكبة حركة اللجوء المستمرة في دول النزوح. وكانت الأمم المتحدة طلبت تمويلًا يصل إلى 6,5 مليارات دولار، تصفه أوكسفام بأنه لن يكفي لتلبية متطلبات اللاجئين الأساسية.

وخلال قمة للدول المانحة في كانون الثاني (يناير) الماضي في الكويت، تعهدت الدول بتوفير 2,3 مليار دولار، لم تدفع منها سوى 12%. لذا، ينتظر أن تعاني المنظمات الاغاثية الدولية جفافًا في مواردها، ما يعني تراجعها في التعامل مع حالات نقص الغذاء والماء النظيف والعناية الطبية وأدوات التعليم الاساسية التي يستفيد منها مئات الآلاف من الأطفال في مخيمات اللجوء، هؤلاء الأطفال الذين قد لا يجدون طريقًا للعودة إلى المدرسة.

وقال بيكر: quot;ينبغي صياغة خطط مستقبلية لتعافي سوريا، كما لو كانت الحرب ستنتهي غدًا، فالسوريون سيحتاجون إلى الكثير من العون في الأعوام المقبلة، ونحن نحث الدول المانحة لأن تجزل العطاء للأمم المتحدة، ولدول الجوار السوري، التي تتحمل أعباء النازحين بصعوبة، كلبنان والأردنquot;.