رغم إشارات متفائلة في الغرب باحتمال التوصل الى اتفاق متكامل بشأن برنامج إيران النووي، فإن تقريراً حذر من مغبة تصاعد دور المتشددين في إيران، وإمكانية خلع الرئيس روحانيمن جانبهم.


أعربت كاثرين آشتون، الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عن تفاؤلها من احتمال التوصل الى اتفاق، لكنها مع ذلك أشارت آشتون في تصريحات، الأحد، في بروكسل إلى أن الأطراف لا يزالون في بداية الطريق إلى بلوغ هذا الهدف.
يذكر أن المجموعة السداسية وايران أجرتا جولة مفاوضات متكاملة في فيينا بين 17 - 19 مارس/ آذار، بُحثت خلالها بالتفصيل إشكاليات العقوبات، ونشاطات إيران في مجال تخصيب اليورانيوم، ومسألة التعاون الدولي في مجال الطاقة النووية السلمية، وأيضا سبل تبديد الشكوك بالنسبة لمفاعل الماء الثقيل الإيراني في أراك.
وعلى هذا الصعيد، قال تقرير صحفي نشر في لندن إن الجناح المتشدد في طهران وجه رسائل للرئيس حسن روحاني مفادها أنه إذا لم يتمكن من إبرام صفقة quot;جيدةquot; مع الغرب بخصوص الملف النووي لبلاده، فإنه سيواجه خطر الخلع من منصبه.
احتمال العزل
وأضاف تقرير صحيفة (التايمز) اللندنية الذي نشرته الإثنين إن المتشددين هددوا روحاني بتنظيم احتجاجات واسعة ضد سياساته وحكومته وحتى عزله من منصبه رغم الانجازات التي حققها على المستوى الدولي وتواصله مع الغرب بشكل أفضل خلال الأشهر الستة التي قضاها في الحكم حتى الآن.
وتقول الصحيفة إنها علمت أنه بعيد توقيع الاتفاق الأولي مع الغرب بخصوص الملف النووي للبلاد في نهاية العام الماضي، توجه عدد من القادة السابقين في الحرس الثوري الإيراني، والذين يتحكمون حاليًا في قطاعات النفط والغاز والإنشاءات وغيرها إلى مكتب الرئيس روحاني برسالة مختصرة مفادها أنهم لايريدون التقارب مع الغرب.
وطالب هؤلاء القادة، روحاني quot;بإلغاء الاتفاق الأولي الذي تم التوقيع عليه في جنيف وإلا فإنهم سيقومون بإلغائه بأنفسهمquot;.
اختفاء 35 مليار دولار
وتقول (التايمز) إن روحاني رد عليهم بقوة، مؤكدًا أنه يستطيع أن يفتح تحقيقات موسعة حول اختفاء 35 مليار دولار من عائدات قطاع النفط والغاز، والتي تمت على مدار فترة حكم سلفه محمود أحمدي نجاد، مؤكدًا أنه سيوجه إليهم الاتهامات بخصوص وقائع محددة بهذا الصدد إذا قاموا بعرقلة جهوده نحو التقارب مع الغرب.
ويخشى معسكر المتشددين في إيران من بعض التنازلات التي قد يقدمها روحاني للغرب مقابل رفع العقوبات مثل تقليص الترسانة الإيرانية من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وهو الامر الذي تصر عليه واشنطن ويرفضه المتشددون في إيران ويرونه أمرًا غير قابل للتفاوض من الأساس.
لكن الصحيفة اللندنية تؤكد أن المتشددين لن يتمكنوا من الانقلاب على روحاني وحكومته طالما كان يحظى بدعم المرشد الاعلى للثورة الإيرانية أية الله على خامنئي، والذي نأى بنفسه عن ملف التفاوض مع الغرب.
وفي الختام، تقول (التايمز) إن المرشد الأعلى علي خامنئي أعطى الضوء الأخضر لروحاني ببدء التفاوض مع الغرب على طريقته، لكنه أعلن مراراً أنه غير متفائل بنجاح هذه المفاوضات.