بيروت: قتل 14 عنصرا على الاقل من القوات النظامية السورية الثلاثاء في معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة الذين سيطروا على تلة استراتيجية في ريف اللاذقية الشمالي، بعد ساعات من سيطرتهم على قرية السمرا ومنفذها البحري، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان الوضع على التلة المعروفة بالمرصد 45 الذي هو كناية عن موقع عسكري، quot;بين اخذ وردquot;، نافيا كذلك سيطرة المقاتلين على قرية السمرا في ريف اللاذقية.

وقال المرصد السوري quot;قتل 14 عنصرا من القوات النظامية بينهم ضابطان في انفجار شديد واشتباكات عنيفة في المرصد 45 الاستراتيجي الذي سيطرت عليه جبهة النصرة والكتائب الاسلامية المقاتلةquot;. وادت المعارك الى مقتل ستة مقاتلين معارضين.

وتحدث المرصد عن اصابة quot;ما لا يقل عن 40 عنصرا من القوات النظامية بجروح، بالاضافة الى اكثر من 75 جريحا من الكتائب الاسلامية المقاتلة وجبهة النصرة، جرى نقلهم الى تركياquot;.

ويعد quot;المرصد 45quot; اعلى تلة في ريف اللاذقية الشمالي. وهي تشرف على مناطق واسعة من جبل الاكراد وجبل التركمان وصولا الى البحر المتوسط.

واشار المرصد الى تواصل الاشتباكات العنيفة في محيط quot;المرصد 45quot;، مؤكدا quot;استماتة القوات النظامية والمسلحين الموالين لهاquot; لاستعادته.

وفال مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان quot;الاشتباكات عنيفة جدا منذ هذا الصباح وهناك محاولات متكررة تقوم بها الجماعات المسلحة في محاولة للوصول الى النقطة 45 بدعم من الجانب التركيquot;، مشيرا الى ان quot;الموقف هناك بين اخذ ورد والوضع غير متبلور بعدquot;.

وتأتي هذه المعارك بعد ساعات من سيطرة مقاتلي المعارضة فجرا على قرية السمرا ومخفر بحري تابع لها، وغداة سيطرتهم على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا.

واشار المرصد الى تواصل المعارك العنيفة في محيط السمرا الواقعة في منطقة جبلية قرب الحدود التركية والممتدة حتى ساحل البحر المتوسط.

وبث ناشطون على موقع quot;يوتيوبquot; شريطا مصورا يظهر ستة مسلحين على شاطىء السمرا، يحمل اثنان منهم علما اسود اللون كتب عليه اسم كتيبة quot;انصار الشامquot; المشاركة في المعارك. ويسمع المصور يقول quot;كتائب انصار الشام. وصولهم الى اول منفذ بحري على الشاطىءquot;.

واكد المصدر الامني السوري ان quot;القوات السورية تتحكم بمنطقة السمرا المتمثلة بممر بين جبلين، بنسبة مئة بالمئة، ولا يمكن السيطرة على المنطقة لان السيطرة هي في يد المتواجد فوق الجبلquot;، اي القوات النظامية.

ويشهد ريف اللاذقية الشمالي، وهو عبارة عن مناطق جبلية متداخلة، معارك عنيفة منذ بدء كتائب مقاتلة بينها جبهة النصرة، هجوما واسعا في المنطقة التي تعتبر من ابرز معاقل النظام.

واودت المعارك منذ الجمعة باكثر من 170 عنصرا من الطرفين، بحسب المرصد.

وتستخدم القوات النظامية سلاح الطيران والصواريخ، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى استقدامها تعزيزات الى مناطق الاشتباكات.

وقال الناشط في اللاذقية عمر الجبلاوي لوكالة فرانس برس ان اللاذقية quot;استراتيجية بالنسبة للنظام، الى درجة انه كلما اندلعت معارك فيها، يسحب قوات من مناطق اخرى ويستقدمها الى هناquot;.

واضاف ان مقاتلي المعارضة quot;يحققون تقدما سريعا. والسيطرة على كسب هي بداية الطريق لتحرير اللاذقيةquot;.

وقال احد مقاتلي المعارضة المشاركين في المعارك في اتصال مع فرانس برس ان تقدم المعارضة يعود في جزء كبير منه الى تراجع الدولة الاسلامية في العراق والشام التي خاض مقاتلو المعارضة معارك عنيفة معها منذ كانون الثاني/يناير، في مناطق واسعة في شمال سوريا.

وقال المقاتل الذي قدم نفسه باسم سامر quot;كانت لدينا خلافاتنا مع الدولة الاسلامية، لكنهم الآن غادروا، وبات في امكان المقاتلين العمل يدا واحدةquot;.