تستمر الخطة الأمنية في طرابلس، لكنها لم تعثر على قادة المحاور إذ تواروا عن الأنظار، ما دفع بوليد جنبلاط إلى السخرية قائلًا إن الخطة أنذرت جميع قادة المحاور سلفًا بموعد قدومها.
لوانا خوري من بيروت: انتقد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط الخطة الأمنية، التي تنفذها القوى الأمنية في طرابلس ابتداءً من فحر اليوم الثلثاء، لأنها أنذرت قادة المحاور مسبقًا، ما سهّل عليهم الهرب.
سخرية جنبلاط
وقال جنبلاط بسخرية: quot;بسحر ساحر، وقدرة قادر، وبعد أن توفرت الامكانيات العجائبية عند جهابذة وكبار القوم من سياسيين وأمنيين، بدأ أخيرًا تنفيذ الخطة الأمنية لمدينة طرابلس، بعد ان أنكهت المدينة بعشرين جولة قتالية، تصدرها بشكل بطولي قادة المحاور في باب التبانة وجبل محسنquot;.
وأضاف في تصريح صحفي: quot;أصبح بالامكان رفع الغطاء جديًا، بعد أن رُفع نظريًا عشرات المرات، عن أبطال الاحياء وقبضايات الشوارع والازقة وقادة المحاورquot;.
وتابع هازئًا: quot;أطرف ما في الخطة الأمنية، التي لا يمكن إلا أن نؤيدها ونتمنى لها النجاح لرفع القهر والغبن عن اهالي طرابلس، أنها أنذرت جميع قادة المحاور سلفًا بموعد قدومها، فبات بإمكان رفعت عيد أن يتابع دراساته العليا في جامعة بركلي، في حين من غير المستبعد أن يحتل قادة المحاور المقاعد الامامية في أرقى جامعات أوروبا، ويتوزعون بين باريس ولندن وبرلين، إذا ما ثبت أن ارزاقهم قد قطعت جديًا هذه المرة، بفعل الخطة الامنيةquot;.
وتساءل جنبلاط: quot;ألم يكن ممكنًا توفير عشرين جولة قتالية وسقوط المئات من الشهداء المدنيين الابرياء وحتى من العسكريين بدل انهاك طرابلس وكلّ وفق حساباته رئاسية أم وزارية أم نيابية أم محلية؟quot;، وختم قائلًا: quot;طرابلس تستحق الحياة، وحتمًا تستحق رجالات قادرة على إدارة شؤونها وتطويرها وتنفيذ مشاريع إنمائية وإجتماعية وإقتصادية، بدل أن تكون قادرة حصرًا على إشعال النيران فيها واطفائها غب الطلبquot;.
على قدم وساق
وكانت وحدات من الجيش اللبناني باشرت منذ الفجر بالانتشار على محاور البقار والريفا والمنكوبين والشعراني وباب التبانة وجبل محسن في طرابلس، مدعمة بعناصر من قوى الامن الداخلي، وإزالت الدشم من تلك المحاور. كما نشرت نقاطًا ثابتة في كل احياء طرابلس، وسيّرت دوريات داخل باب التبانة وجبل محسن.
وتنفيذًا للاستنابات القضائية التي سطرت بحق المقاتلين في باب التبانة وجبل محسن وجوارهما، نفذت وحدات الجيش عمليات دهم بحثا عن مطلوبين في مشروع الحريري والأميركان والبقار وجبل محسن، مع انتشار كثيف للقوى الأمنية حول مكاتب الحزب العربي الديمقراطي. كما دخل عناصر الجيش اللبناني فيلّا رفعت عيد، أمين عام الحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن، وصادر جهازي لاسلكي.
وحلقت طائرات مروحية تابعة للجيش اللبناني في أجواء طرابلس، بالتزامن مع تنفيذ المداهمات.
كما أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان: quot;استكملت وحدات الجيش تنفيذ الخطة الامنية في طرابلس وقامت بعمليات دهم وتفتيش في كل من جبل محسن، مشاريع الحريري والبقار والنعماني وحي التنك والاميركان وباب الحديد والاسواق الداخلية والريفا والقبة وباب الرمل، وتم توقيف العديد من المطلوبين وضبط كمية من الاسلحة والاعتدة العسكرية المختلفة، كما تم إزالة العديد من الدشم والتحصينات. وتستكمل وحدات الجيش اجراءاتها وتدابيرها الامنيةquot;.
توقيف مطلوبين
وذكرت التقارير الواردة من طرابلس ان الجيش ما زال يداهم البقار وجبل محسن والريفا، وتم توقيف أكثر من 30 مطلوبًا بين الريفا والبقار، ونحو 15 شخصًا في جبل محسن. وأضافت التقارير أن جميع قادة المحاور تواروا عن الانظار، وأن الجيش لم يدخل باب التبانة، فالدخول اليها يبدأ غدا الأربعاء. وقد توقفت شبكة الانترنت والجيل الثالث بشكل كامل منذ صباح اليوم عن طرابلس، ضمن الخطة الامنية.
وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أصدر الاسبوع الماضي استنابات قضائية وبلاغات بحث وتحر في حق اكثر من مائتي شخص من محافظات الشمال، ولا سيما طرابلس والبقاع وبيروت، لاشتراكهم في القتال واطلاق النار وسرقة سيارات وتفخيخها وتفجيرها وحيازة اسلحة ومتفجرات وتزوير مستندات رسمية وقتل ومحاولة قتل.
وعلى إثرها، غادر علي عيد وابنه رفعت طرابلس إلى سوريا، من خلال معابر غير شرعية، وقيل إن رفعت غادر إلى الولايات المتحدة، لأنه يحمل الاقامة الاميركية (غرين كارد).
التعليقات