دعا الأزهر اليوم الثلاثاء حركة بوكو حرام في نيجيريا الى اطلاق سراح الفتيات اللواتي خطفن الشهر الماضي. وأكد الأزهر، الذي يعتبر أهم سلطة مرجعية للمسلمين السنة في العالم، أن اختطاف الفتيات لا يمت للدين الإسلامي بأي صلة.
القاهرة: طالبت مؤسسة الازهر الشريف الثلاثاء حركة بوكو حرام النيجيرية بإطلاق سراح أكثر من 200 من فتيات المدراس اللواتي خطفن في منتصف نيسان (أبريل) في شمال شرق نيجيريا وقالت الحركة ستعتبرهن "سبايا".
وقال مؤسسة الازهر، وهي اهم سلطة مرجعية للمسلمين السنة في العالم، ان اختطاف الفتيات "لا يمت لتعاليم الإسلام السمحة والنبيلة بأية صلة". وطالب الأزهر بـ"الإفراج الفوري" عن الفتيات اللواتي جرى خطفهن في 14 نيسان (ابريل) الماضي في بورنو شمال شرق نيجيريا.
سبايا!
والاثنين، اعلن زعيم جماعة بوكو حرام الاسلامية في شريط فيديو حصلت عليه وكالة فرانس برس انه ستجرى معاملة الفتيات اللواتي خطفن في منتصف نيسان (أبريل) في شمال شرق نيجيريا على "انهن سبايا وسيتم بيعهن وتزويجهن بالقوة".
وقال ابو بكر شيكو في الفيديو الذي استغرق 57 دقيقة "خطفت بناتكم" في اشارة الى الطالبات الـ276 اللاتي خطفن من مدرستهن في شيبوك في ولاية بورنو في 14 نيسان (أبريل). وتمكنت 53 منهن من الفرار، لكن اكثر من 200 ما زلن في قبضة الحركة، حسب الشرطة.
ثماني فتيات أخريات
وخطف إسلاميون من بوكو حرام ثماني فتيات أخريات في شمال شرق نيجيريا كما اعلن سكان الثلاثاء.
وقال عبد الله ساني "لقد بحثوا منزلا منزلا عن فتيات" في اشارة الى الهجوم الجديد الاحد في قرية وارابي في ولاية بورنو. وأضاف "اخذوا بالقوة ثماني فتيات تراوح اعمارهن بين 12 و15 عاما". وأكد سكان آخرون هذه المعلومات.
وتحدث ساني الذي يسكن في قرية وارابي الى وكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف من بلدة غوزا التي تبعد 10 كيلومترات عن وارابي، وقال انه فر مع آخرين بعد الهجوم الذي قال ان مسلحي بوكو حرام نفذوه.
واضاف ان المهاجمين لم يقتلوا اي شخص وهو أمر "مفاجئ"، واشار الى ان الهدف من الهجوم كان خطف الفتيات. وأكد قاطن آخر في قرية وارابي فرّ من القرية الى بلدة غوزا ويدعى بيتر غامبو، ما ذكره ساني وقال ان الجيش لم يوفر لهم اي حماية.
خوف
وصرح قائلا "نحن في غوزا نعيش كذلك في خوف بسبب خطف ثماني فتيات في وارابي .. لا يتوفر لنا الامن هنا، واذا ما قرر المسلحون خطف بناتنا فلن يوقفهم احد".
ولم يتسن الحصول على تعليق من شرطة بورنو رغم المكالمات الهاتفية والرسائل النصية التي ارسلت لها لتأكيد الهجوم، وقال عيسى غوساو المتحدث باسم الحكومة ان لا علم له بالهجوم. وتبعد المنطقة المستهدفة نحو 160 كلم من مدينة ميدوغوري عاصمة ولاية بورنو والتي تأسست فيها جماعة بوكو حرام قبل اكثر من عقد.
وتطالب بوكو حرام، التي يعني اسمها "التعليم الغربي حرام" بإقامة دولة اسلامية في شمال نيجيريا. لكن عملية الخطف الجماعية هذه التي استهدفت فتيات صغيرات هي سابقة من نوعها منذ انشاء هذه الحركة التي اوقعت هجماتها اكثر من 1500 قتيل منذ مطلع 2014.
وأثار مصير الفتيات وعجز السلطات عن إنقاذهن غضبًا عارمًا في البلاد وفي الخارج.
واشنطن تقترح إرسال خبراء
من جانبها، اقترحت الولايات المتحدة الثلاثاء ارسال فريق خبراء للمساعدة في العثور على&الفتيات المخطوفات.
وتحادث وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء هاتفيا مع الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان وأكد له ان الولايات المتحدة "مستعدة لارسال فريق الى نيجيريا للبحث في افضل طريقة لتقديم مساعدة" في الجهود الرامية لايجاد التلميذات المخطوفات، كما قالت متحدثة باسم الخارجية الاميركية.
واضافت جنيفر بساكي في مؤتمر صحافي ان الرئيس النيجيري "رحب" بهذا الاقتراح لكن تفاصيل العملية لم تحدد بعد. كما اقترحت واشنطن تشكيل فريق تنسيق في سفارتها في ابوجا لملاحقة هذه المسألة على ان يضم مسؤولين عسكريين اميركيين ومسؤولين في قوات الامن وخبراء في عمليات الخطف.
واوضحت بساكي ان كيري سيلتقي الرئيس باراك اوباما بعد ظهر الثلاثاء وستكون قضية خطف الفتيات "نقطة اساسية في مباحثاتهما". وتابعت ان "الرئيس طلب منا بذل كل الجهود لمساعدة الحكومة النيجيرية في العثور على التلميذات والافراج عنهن".
التعليقات