اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية اختطاف أكثر من 200 طالبة نيجيرية على أيدي جماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة "عملاً فظيعاً"، وعرضت المساعدة في انقاذهن.


نصر المجالي: تبنى زعيم جماعة (بوكو حرام) المتشددة أبو بكر شيكاو في شريط مصور حصلت عليه وكالة "فرانس برس" للأنباء، عملية الاختطاف، وقال شيكاو: "أنا من اختطفت بناتكم، وسأبيعهن في الأسواق".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إنه تم تقديم إيجاز بهذا الشأن للرئيس الأميركي باراك أوباما، ويتولى فريق الأمن القومي متابعة تطورات القضية.

وأثار حادث الاختطاف، الذي وقع في مدينة تشيبوك بولاية بورنو في 14 أبريل/ نيسان، انتقادات دولية ومطالبات بتدخل فوري لإنقاذ الفتيات.

وتعتبر جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة الآن أكبر تهديد أمني في نيجيريا، وزادت جرأتها ووسعت نطاق نشاطها. ووقعت أعمال الخطف في نفس اليوم الذي وقع فيه انفجار لقنبلة ألقيت فيه باللائمة على الجماعة.

وأسفر الهجوم عن مقتل 75 شخصاً على أطراف أبوجا وهو أول هجوم على العاصمة في عامين.

طالبان نيجيريا

يذكر أن بوكو حرام هو الاسم الأصلي بلغة الهوسية لجماعة أهل السنة للدعوة والجهاد المعروفة بالهوسية باسم بوكو حرام، أي "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة إسلامية نيجيرية مسلحة تدعي العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا.

القائد الحالي لها هو أبو بكر الشكوى، وسميت هذه الجماعة بـ"طالبان نيجيريا"، وهي مجموعة مؤلفة خصوصًا من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.

ولا يشعر الكثيرون في نيجيريا بأن الحكومة تبذل كل ما في وسعها من أجل البحث عن التلميذات، ونظم مئات النيجيريين، غالبيتهم من النساء، مسيرة قبل أيام من أجل الضغط على الحكومة كي تبحث عن الفتيات.

زواج قسري

وكانت تقارير قالت الأسبوع الماضي إن بعض الفتيات أجبرن على الزواج من مختطفيهن، الذين دفعوا لهن مهرًا رمزيًا يقدر بـ 12 دولارًا للفتاة الواحدة.

وأفادت تقارير أخرى أنهن نقلن عبر الحدود إلى الكاميرون وتشاد.

وأقر الرئيس النيجيري، غودلاك جوناثان، أن أجهزة الأمن ما زالت تجهل مكان احتجاز المختطفات.

وكانت مجموعة من المسلحين اختطفت الفتيات من مدرسة في ولاية بورنو شمالي نيجيريا في 14 أبريل/نيسان. ولم يتم التوصل إلى مكان احتجازهن، مما أدى إلى تصاعد مشاعر الغضب والاحباط في الشارع النيجيري لفشل الحكومة في ايجادهن.

وكانت الفتيات في سنتهن الأخيرة في مدرسة في تشيبوك، وتتراوح أعمار معظمهن بين 16 و 18 عاماً.

ونظم مئات النيجيريين، غالبيتهم من النساء، مسيرة قبل أيام من أجل الضغط على الحكومة كي تبحث عن الفتيات.

عمل فظيع

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض: "نحن ندرس ما حدث وثمة عمل فظيع ومأساة رهيبة".

وأضاف " لقد تم تقديم إيجاز للرئيس بهذا الشأن غير مرة، ويواصل فريقه للأمن القومي مراقبة الوضع هناك عن كثب. كما أن وزارة الخارجية في اتصال منتظم مع الحكومة النيجيرية بشأن ما ينبغي أن نفعله للمساعدة في دعم جهودها لإيجاد الفتيات وتحريرهن".

وأوضح كارني أن الولايات المتحدة تقدم المساعدة للمحققين النيجيريين في مجال مكافحة الارهاب، وتشمل "المشاركة في المعلومات" وتحسين "القابليات النيجيرية في مجالات التحقيق والطب الشرعي".

اهانة للعالم المتحضر

وتقدم ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بمشروع قرار لدعم الشعب النيجيري والمطالبة بإعادة الفتيات المختطفات إلى ذويهن حالاً. ووصف السيناتور ديك داربن أحد رعاة مشروع القرار عملية الاختطاف بأنها "إهانة للعالم المتحضر".

وقال في تغريدة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "يجب أن نفعل، نحن وحلفاؤنا الأفريقيون، كل شيء لمساعدة الحكومة النيجيرية لإنقاذ الفتيات البريئات وإعادتهن إلى عوائلهن".

وفي خطاب عاطفي مؤثر أمام مجلس الشيوخ دعت السيناتورة الديمقراطية أيمي كلوبتشار أيضًا إلى فعل سريع لإنقاذ الفتيات. وقالت "لا نستطيع أن نغمض أعيننا عن الأدلة الواضحة على البربرية التي تتكشف أمامنا في نيجيريا".