دخلت بوكو حرام مدينة غامبورو نغالا في شمال شرق نيجيريا، ثم خرجوا منها تاركين خلفهم أكثر من 300 قتيل من أبناء المدينة، ألقيت جثثهم في الشوارع.


قتل مئات الاشخاص في هجوم شنه الاثنين عناصر من جماعة بوكو حرام الإسلامية في مدينة غامبورو نغالا في شمال شرق نيجيريا، القريبة من الحدود مع الكاميرون. فقد قال احمد زانا، السناتور عن هذه المنطقة، لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء إن حصيلة الهجوم تقارب 300 قتيل. وافاد شهود بأنهم احصوا اكثر من 100 جثة في غامبورو نغالا، وأن الحصيلة قد تكون اكثر ارتفاعًا.

بسيارات الشرطة

وبحسب شهادات للسكان في غامبورو نغالا، وصل المهاجمون إلى المدينة في وضح النهار على متن آليات مدرعة وحافلات صغيرة مطلية بألوان الشرطة والجيش، فأضرموا النار في السوق ومكتب الجمارك ومفوضية الشرطة وكل متاجر المدينة تقريبًا.

وأتت هذه العملية بعد عمليات اخرى مشابهة، وبعدما أعلن مسؤول محلي في شمال شرق نيجيريا ان حركة بوكو حرام الاسلامية خطفت 11 فتاة. وكان سكان محليون ذكروا أن مسلحين اقتحموا بلدة وارابي في منطقة غوزا بولاية بورنو في وقت متأخر الأحد الماضي، وخطفوا ثماني تلميذات. وأكد المسؤول المحلي في ادارة ولاية هامبا تادا الهجوم على وارابي، مضيفًا: "بعد رحيل المسلحين عن وارابي، دخلوا بلدة والا التي تبعد 5 كيلومترات من هناك وخطفوا ثلاث فتيات أخريات".&

تعبئة دولية

وبعد الاعلان الاربعاء عن عملية الخطف الجديدة، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده ستبذل كل جهودها لمساعدة نيجيريا على العثور على الرهائن. ارسل الرئيس الأميركي باراك اوباما خبراء اميركيين لمساعدة السلطات النيجيرية في العثور على مئات التلميذات المخطوفات لدى جماعة بوكو حرام الاسلامية المسلحة.

ويلقي ذلك بظلاله على افتتاح منتدى دافوس الافريقي الاقتصادي، الذي يبدأ اعماله الاربعاء في ابوجا وتراهن عليه نيجيريا لإبراز جهودها الاقتصادية وتحسين صورتها دوليا.

وتعرض الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان والسلطات النيجيرية للانتقاد من قبل اهالي 276 تلميذة مخطوفة، لعجزها عن العثور على التلميذات اللواتي خطفن في 14 نيسان (ابريل) الماضي في شيبوك شرق بورنو. وكانت عشرات التلميذات نجحن في الفرار لكن اكثر من 220 لا يزلن بايدي المتمردين بحسب الشرطة.

وتبنى ابو بكر شيكاو، زعيم جماعة بوكو حرام في شريط الفيديو خطف الفتيات، قائلًا: "خطفت الفتيات، وسأبيعهن في السوق وفق شرع الله"، ما اثار هلع الاهالي واستنكارًا دوليًا، وما دفع بأوباما إلى القول: "انه وضع يحطم القلب ويثير الغضب، والخطف الجماعي قد يكون الحادث الذي سيساعد على تعبئة الاسرة الدولية بكاملها للتحرك ضد هذه الجماعة الخسيسة".

سابقة من نوعها

وولاية بورنو بؤرة تمرد بوكو حرام منذ خمس سنوات. وارتكبت بوكو حرام عدة هجمات دامية في المدارس والجامعات في الماضي، لكن عمليات الخطف الجماعية لتلميذات تعد سابقة من نوعها.

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية أن لديها معلومات مفادها أن من المحتمل أن تكون الفتيات نقلن إلى دول مجاورة في تصريحات مشابهة لمعلومات غير مؤكدة ادلى بها مسؤولون محليون في شيبوك اشارت إلى أن الفتيات تم بيعهن كزوجات لمقاتلين اسلاميين في الكاميرون وتشاد.

ونفت السلطات الكاميرونية والتشادية الانباء التي تحدثت عن تواجد التلميذات على اراضي البلدين. والمجموعة المتطرفة التي تطالب بإنشاء دولة اسلامية في شمال نيجيريا اوقعت الاف القتلى في البلاد في السنوات الخمس الماضية.

تهديد شامل

أسفرت اعمال العنف المنسوبة إلى بوكو حرام، والمستمرة منذ خمسة اعوام، عن مقتل الآلاف في نيجيريا، الدولة الاكثر عددًا للسكان في افريقيا وأول اقتصاد في القارة. وتركزت اعمال العنف خصوصًا في شمال شرق البلاد، حيث يشن الجيش عملية واسعة النطاق منذ عام في محاولة لوضع حد لحركة التمرد هذه.

ولجوء الجيش الى ميليشيات خاصة تتألف من مدنيين في كفاحه ضد الاسلاميين دفع بجماعة بوكو حرام الى التحول ضد السكان المحليين، فباتت تهاجم قرى بكاملها، تقتل حتى 200 إلى 300 قروي احيانًا من رجال ونساء، للانتقام من تعاون المدنيين مع الجيش، بحسب الباحث الفرنسي مارك-انطوان بيروز دو مونكلو.

والهجومان اللذان استهدفا اخيرًا محطة القطارات نفسها في محيط ابوجا بفارق اقل من ثلاثة اسابيع، اوقعا 90 قتيلًا، الامر الذي يذكر بالتهديد الخطير الذي تشكله بوكو حرام في كافة ارجاء البلد.