يعيش النظام السوري حالة انفصام كبرى تجعله غير قادر على التمييز بين ما يجري على ارض الواقع في سوريا وما يتراءى له في الاحلام، ففي الوقت الذي ترزح المناطق السورية تحت ركام الخراب والدمار نتيجة الحرب المشتعلة بين قوات المعارضة وقوات الرئيس بشار الأسد منذ اكثر من ثلاثة أعوام، يرى وزير السياحة السوري ان الموسم السياحي في بلاده سيكون مزدهرا ولاسيما في حمص.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: تنبأ وزير السياحة السوري بشير يازجي في تصريحات له بموسم سياحي مزدهر في محافظة حمص، وقوبلت تصريحاته باستهجان من قبل وسائل إعلام غربية، خاصة في ظل ما هو معروف عن كم الأضرار التي لحقت بالمحافظة وما فيها من آثار.

وجاء هذا التنبؤ الذي حمل بين طياته قدراً كبيراً من التفاؤل في وقت قام فيه ما يقرب من ألفي مقاتل وشخص مدني كانوا يتحصنون في مناطق محاصرة تخضع لسيطرة الثوار في محافظة حمص بالانسحاب من هناك بموجب اتفاق تم إبرامه مع السلطات، تحت اشراف الامم المتحدة.

ولفتت صحيفة التلغراف البريطانية بهذا الخصوص إلى أن محافظة حمص، التي كانت من المعاقل الهامة للثوار، ستصبح تحت تصرف الحكومة عقب انسحاب المقاتلين.

وسبق للصحيفة أن أشارت من قبل إلى أن محافظة حمص وكثيرا من مقاصدها السياحية الشهيرة، التي من بينها قلعة الحصن، قد تعرضت لأضرار بالغة جراء القتال، فضلاً عن تحول مدينة حمص القديمة، التي كانت من أبرز المقاصد السياحية، إلى أكوام من الركام والأنقاض، حيث تم هدم المنازل والمحلات والمواقع والأماكن الدينية.

وشددت التلغراف على تراجع احتمالات حدوث تدفق سياحي هذا الموسم على أي منطقة في سوريا، في ظل تواصل الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، منوهةً بالتحذير الذي أطلقته الخارجية البريطانية لمواطنيها بعدم السفر لسوريا.