ما زال الاستحقاق الرئاسي محور المؤتمرات الصحافية والمؤامرات الخفية في لبنان، مع تمكّن الفراغ من مفاصل الدولة.

إيلاف من بيروت: في مؤتمر صحافي عقده سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، تمنى لو يطّلع امين عام حزب الله حسن نصرالله على استطلاعات الرأي عن الانتخابات الرئاسية، "ففي استطلاع أخير برز أن من يعطل الانتخابات الرئاسية هو فريق 8 آذار، 20 بالمئة فقط قالوا ان جماعة 14 آذار هي من تعطل، ومن عطل الانتخابات الرئاسية هو فريق 8 آذار بغيابه عن كل الجلسات التي عقدت حتى الآن".

لا أتحدّى أحدًا

وقال رئيس القوات اللبنانية: "في 5 جلسات حضرت قوى 14 آذار وكتلتا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، في حين غابت كتلتا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وحزب الله، فعلى أي أساس يقول نصرالله إننا لم نرد الانتخابات، وأردنا التمديد لرئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان؟ ففريقنا طرح مرشحًا ونزل إلى جميع الجلسات، فكيف نكون نريد التمديد؟".

وأَضاف: "لنفترض ان نيتنا التمديد، لماذا لم ينزل الفريق الآخر ويصوّت لمن يريد، مانعًا بذلك حصول التمديد، ونصرالله لا يملي علينا ماذا نريد، بل عليه أن يبحث هو ما يريد". واشار جعجع الى أنه "لا يمكن أن يعطل الانتخابات بحجة اننا نريد التمديد لسليمان، من جهة أخرى، سليمان تم انتخابه من الجميع وهل التمديد له خيانة وطنية مع اننا لم نفكر حتى بالتمديد".

ولفت جعجع إلى ان ترشيحه يزيد حظوظ عون في الوصول إلى الرئاسة ولا يقطع الطريق أمامه، متسائلًا: "لماذا ترشيحي تحدٍّ؟ انا لبناني ماروني، ويحق لي الترشح سياسيًا وقانونيًا، وبرنامجي واضح وآرائي لا تتطابق مع آراء حزب الله، لكنني لست مرشحًا لأتحدى أحدًا".

ليهتم نصرالله بأموره!

وقال جعجع: "لدي برنامج واضح هو برنامج 14 آذار، وانا مرشح لأصل الى رئاسة الجمهورية او ايصال اقرب شخصية تمثل طروحاتنا، وهذا حق مشروع لأي فريق سياسي طبعًا، وليهتم نصرالله بأموره وليختر له مرشحًا للرئاسة و ينزل إلى المجلس النيابي لانتخابه".

وأردف جعجع: "سيادة لبنان تؤمنها الدولة اللبنانية، ولا نريد رئيسًا يحمي الدويلة في لبنان، ووجود حزب الله كما هو موجود يضعف الدولة اللبنانية، والدويلة تضعف الدولة الموجودة حكمًا، بالتالي حزب الله يرمي اليأس في نفوس الشعب اللبناني لأنه لا يدع الدولة تعمل بشكل مناسب"، مشيرًا إلى أن حزب الله ليس المقياس في لبنان، "ونحن بالتالي نقول نريد رئيسًا لا يتآمر على الدستور ولا يطعن الدولة، فاليأس يصيب الشعب اللبناني بسبب عدم الاستقرار ومصادر تمويل الشعب اللبناني تتحول بشكل غير شرعي لحزب الله".

المنطق إنتخابات جديدة

كما قال جعجع: "اذا فعلا كنت مرشحًا غير ميثاقي، على عون ان يفرح لأنه حكمًا سينتخب رئيسًا للجمهورية، واذا كنت مرفوضًا من نصف المسيحيين فعون مرفوض من النصف الآخر". اضاف: "عدم نزول التكتل إلى الجلسات هو الذي يعطل الانتخابات الرئاسية وليس عدم وجود المرشح المثالي"، لافتًا الى أن على البعض ان يقرر إن كان هناك دستور او قوانين او لا فمن الخطأ اللجوء الى حوار عند كل نقطة ومفصل وهذا يشير الى وجود مؤتمر تأسيسي مستمر"، متمنيًا على الاصدقاء وبري ممارسة الضغط النفسي والمعنوي على جميع النواب لحضور جلسات الانتخاب.

واشار الى أن الانتخابات لها مقومات ولها ظروفها وأجواؤها وفي أيام الخير في سوريا لم يكن هناك مقومات لاجراء الانتخابات الرئاسية، مشددًا على ان "الانتخابات السورية ليس لديها أي مقومات وأكثرية دول المجتمع الدولي والعربي لا تعترف بهذه الانتخابات".

واعتبر جعجع أن وجود مليون لاجئ سوري في لبنان أكبر دليل على عدم وجود مقومات للانتخابات، قائلًا: "ما يحصل اليوم ليس انتخابات بل تظاهرة تأييد للنظام السوري، ولا يجوز بعد الذي حصل أن نصل إلى الانتخابات النيابية بقانون الستين، مشاريع القوانين موجودة كلها بالمجلس النيابي وبحاجة فقط إلى التصويت، المنطق هو الذهاب إلى الانتخابات النيابية بقانون جديد".

معدومة

وبعيدًا عن سجالات عون - جعجع - نصرالله، أكد نائب بارز في قوى 8 آذار لصحيفة الأنباء الكويتية أن الشغور في موقع الرئاسة لن يكون قصيرًا، لأنه مرتبط بعاملين رئيسيين لا مفر من انتظار وضوح الرؤية فيهما.

العامل الأول، هو الانتخابات الرئاسية في سوريا المقررة في الثالث من حزيران (يونيو) المقبل، والتي باتت محسومة لصالح الأسد، ما جعل رئيس مجلس النواب نبيه بري يحدد الموعد المقبل لانتخاب رئيس في التاسع من الشهر نفسه، والعامل الثاني الأكثر أهمية هو الحوار السعودي ـ الإيراني الذي تتعمد الدولتان التباطؤ فيه بانتظار ما ستنتهي إليه في يوليو المقبل فترة السماح المعطاة لإيران قبل شروعها بمفاوضات مباشرة مع دول الخمس زائدًا واحدًا".

ورأى النائب أن حظوظ عون بالوصول إلى الرئاسة معدومة، وأن لا طائل بالتالي من مساعيه للتفاهم مع الرئيس الحريري، معتبرًا أن الرئاسة باتت شبه محسومة لصالح قائد الجيش العماد جان قهوجي، وأن غالبية الفرقاء اللبنانيين يدركون هذا الواقع وهم بانتظار اللحظة الإقليمية المناسبة لتبني ترشيحه بشكل جدي وعلنــي". وأكد أن "المجلس النيابي لن يدخل في لعبة تعديل الدستور لانتخاب قهوجي رئيسا للبلاد، لأن انتخابه سيكون بالصيغة نفسها التي انتخب بها الرئيس السابق العماد ميشال سليمان".

اغتيال البطريرك!

من ناحية أخرى، كشف الأمن اللبناني اعتقاله مشتبهًا فيه في محلة حملايا في 16 أيار (مايو) الجاري، بعد معلومات عن قيامه بتصوير بعض المواقع والطرقات المؤدية إلى حملايا. وخلال التحقيق معه، اعترف بأنه يقوم بتصوير بعض المواقع والطرقات المؤدية الى بلدة حملايا وداخل البلدة، قبل الظهر وبعده من كل يوم، وأنه يعمل لصالح الاستخبارات السورية ويرسل الصور الى والده المقيم في منطقة البقاع كل يومين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن شقيقه يعمل معه لصالح نفس الاستخبارات، وهو مقيم في الجنوب.

وقال إن والده أعلمه بزيارة الكاردينال بشارة الراعي الى حملايا يوم 17& ايار (مايو)، وكلفه بالتصوير واجراء الاستقصاءات عن مكان زيارة البطريرك بغية ارسال هذه المعلومات الى الاستخبارات السورية، وهو لا يعلم من الشخص المسؤول عن هذه الاستخبارات في لبنان، واعترف انه يعمل لصالحها منذ سنة ونصف لقاء أجر 500 ألف ليرة لبنانية، يسلمه المبلغ المقدم في الاستخبارات السورية غالب حسن، وأنهم أرادوا المعلومات للتحضير لعمل أمني، تزامنًا مع زيارة البطريرك لحملايا.