باريس: اعتبرت الخارجية الفرنسية ان الجهاديين الذين يتقدمون نحو بغداد عززوا قوتهم في سوريا بفضل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مشككة في صدق عرض التعاون الذي قدمته دمشق الى العراق لمكافحة هذه "الجماعات الارهابية".

وصرح المتحدث باسم الخارجية رومان نادال "بالطبع لن يكون (الرئيس السوري) بشار الاسد الاداة لمكافحة هذه الجماعات (الجهادية) حيث انهما، على العكس، وجهان لواقع واحد". واتى تصريحه ردا على سؤال في لقاء صحافي بخصوص عرض نظام دمشق خدماته وابداء استعداده الاربعاء للتعاون مع بغداد في مواجهة "الارهاب".

واضاف نادال ان "الجماعات الارهابية التي تزعزع استقرار العراق اليوم تغذت بفضل النزاع السوري والى حد كبير من قبل نظام بشار الاسد. ان التوجه الجهادي والجماعات الجهادية هم ابناء بشار الاسد. فهو الذي حرر قسما كبيرا منها واعفاها وعززها بتحركه والقمع الذي يمارسه منذ ثلاث سنوات" ضد المعارضة السورية المعتدلة.

وتابع "لقد توقعنا مسبقا مخاطر تجاوز النزاع السوري حدود البلاد الى دول اخرى في المنطقة ونرى جيدا كيف بدأت هذه الجماعات الجهادية التي تغذت من قمع بشار الاسد واعفاها الرئيس السوري، تزرع الفوضى والاضطرابات في دول اخرى".

في مطلع حزيران/يونيو اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس النظام السوري بالامتناع فعليا عن محاربة الجماعات الارهابية، وحصره بالمعارضة المعتدلة. وصرح انذاك ان "الجماعات الارهابية وبشار الاسد يعززان موقع بعضهما البعض في شكل من اشكال الارهاب".

غير ان المتحدث اوضح ان بلاده لم تتلق حتى الساعة اي طلب مساعدة من السلطات العراقية فيما يتم الاعداد لاتصال هاتفي بين فابيوس ونظيره العراقي هوشيار زيباري.

وصرح نادال "هناك اصلا تعاون وثيق وكثيف مع العراق على الصعيد الامني ومكافحة الارهاب". واوضح "هذا التعاون يجري عبر تبادل معلومات الاستخبارات والمعدات والتدريب على التحقيقات القضائية ولاسيما بعد الهجمات، وتدريب قوات التدخل في الشرطة الفدرالية ووسائل نزع الالغام وادارة التجمعات وحماية الشخصيات المهمة".

وتابع "اننا نواصل هذا التعاون الديناميكي جدا ونكثفه ونضاعفه، ونحن على اتصال وثيق بالسلطات العراقية والسفارة العراقية في باريس لتلبية اي حاجة اضافية تطلبها السلطات العراقية".