اعتقلت المسيحية السودانية التي افرج عنها الاثنين بعدما الغت محكمة استئناف الحكم بالاعدام الصادر بحقها بتهمة الردة، اثناء محاولتها مغادرة البلاد الثلاثاء، كما قال مقرب من المراة لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر نفسه ان "جهاز الامن اوقفها مع دانيال"، في اشارة الى زوجها الذي يحمل الجنسية الاميركية. ولم يعرف مصير اولادهما الاثنين واحدهما طفلة رضيعة. واعتقل الزوجان حوالى الساعة 11:00 ت غ، بينما كانا يحاولان مغادرة البلاد، واقتيدا الى مقار جهاز الامن والمخابرات الوطنية، الذي يتمتع بنفوذ كبير في البلاد، كما اضاف المصدر. وندد المصدر قائلًا "ان من حقهما مغادرة البلاد"، وتعذر عليه اعطاء المزيد من التفاصيل.
ومريم يحيى ابراهيم اسحق (26 عاما) المولودة لاب مسلم وأم مسيحية، حكم عليها بالاعدام في 15 ايار/مايو وفقا للشريعة المطبقة في السودان وتحظر على المسلم اعتناق ديانة اخرى. وحكم ايضا على مريم التي تزوجت مسيحيا وام لطفل عمره 20 شهرا سجن معها وطفلة رضيعة، بمئة جلدة بتهمة الزنا، حيث ان اي ارتباط بين مسلمة وغير مسلم يعتبر "زنا" وفق التفسير السوداني للشريعة.
والسودانية التي كانت حاملًا عند صدور الحكم عليها، وضعت طفلتها في السجن بعد 12 يوما من الحكم. وغادرت اثر ذلك العنبر الذي كانت تتقاسمه مع سجينات اخريات الى مستشفى سجن ام درمان المحاذية للخرطوم. واثار الحكم موجة استنكار وتعبئة في الغرب وبين منظمات الدفاع عن حقوق الانسان قبل ان تلغيه الاثنين محكمة استئناف اصدرت قرارا بالافراج عن المراة الشابة.
ووقع حوالى مليون شخص عريضة على موقع الكتروني للمطالبة بانقاذ حياة مريم. وولدت مريم يحيى اسحق ابراهيم في ولاية الغضاريف (شرق) في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 1987. وترك والدها المسلم المنزل الاسري حين كان عمرها خمس سنوات. وتركها لامها الارثوذكسية لتتولى تربيتها وفق ديانتها، بحسب ما اعلنت اسقفية الروم الكاثوليك في الخرطوم.
وجاء في نص موقع من الاب موسى تيموتي كاشو "لم تكن يومًا مسلمة طوال حياتها. وانضمت الى الكنيسة الكاثوليكية قبل زواجها نهاية 2011 من دانييل واني وهو مواطن اميركي بحسب السفارة الاميركية في الخرطوم".
وتعود القضية الى العام 2013 حين قاضت "مجموعة رجال يقولون انهم من اقارب مريم" الشابة التي لم تعرفهم ابدا في حياتها، بحسب بيان الكنيسة. وبعد الافراج عنها الاثنين، قال المحامي مهند مصطفى لوكالة فرانس برس& ان مريم "اصبحت خارج السجن وهي مع زوجها وطفليهما في مكان آمن. لن اقول لكم اين. والسبب الرئيسي اننا نخشى على حياتها".
من جهته قال ميرفين توماس المدير التنفيذي لمنظمة "التضامن المسيحي عبر العالم" ان مجموعته سعيدة "بالغاء الاحكام الظالمة واللاانسانية". واضاف ان منظمته التي تعمل من اجل الحرية الدينية، شعرت بالخوف ازاء "التهديدات وخطاب الكراهية" بحق هذه المراة الشابة ومحاميها. واضاف ان "من يعتبر نفسه شقيقها قال علنا ان الاسرة ستنفذ الحكم اذا تم الافراج عنها".
التعليقات