أكد قيادي إيراني معارض أن 300 ضابط إيراني برتب عسكرية عليا يقودهم قائد الحرس الثوري قاسم سليماني يوجدون في بغداد حاليًا، حيث يقودون معارك القوات العراقية ضد المسلحين، وأشار إلى أنّ إيران حشدت على حدودها مع العراق فرقاً عسكرية عدة&تحسبًا لوصول المسلحين اليها.


لندن: قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين في حديث مع "إيلاف" في باريس اليوم إن النظام الإيراني يهيّئ منذ فترة لتدخله في العراق، حيث تغلغل في اجهزة الامن العراقية وخاصة العسكرية منها فأصبحت هذه الاجهزة تحت هيمنته بشكل كامل وخاصة خلال فترة حكم رئيس الوزراء نوري المالكي.

واضاف أنه منذ اندلاع معارك محافظة الانبار اواخر العام الماضي، فإن النظام الإيراني كثّف من ارسال العديد من العسكريين إلى العراق للاشراف على مجريات هذه المعارك، ووصل الامر به إلى وضع خطة لحماية بغداد، وذلك قبل أن يسيطر المسلحون على مدينة الموصل الشمالية.

وأشار إلى أنّه بعد هذه السيطرة فقد توسع التدخل الإيراني بشكل نوعي بحيث انتقلت قيادة الحرس الثوري الإيراني بقيادة زعيمه قاسم سليماني إلى بغداد الذي يتخذ من بغداد مقرًا له الآن، اضافة إلى حوالي 300 من ضباط الحرس بمختلف الرتب.

تشكيل قوات عسكرية عراقية على غرار الحرس الثوري

وكشف المعارض الإيراني عن خطط لنظام طهران لاستغلال مئات الآلاف من المتطوعين الذين حشدتهم السلطات العراقية تحت غطاء مواجهة المسلحين، وذلك لإنشاء قوات على غرار&الحرس الثوري وقوات الباسيج الإيرانيين لحماية النظام الحليف له في بغداد.

وأشار إلى أنّ الولي الفقيه "علي خامنئي" سيدفع العراق من خلال توجيهه بإنشاء هاتين القوتين إلى كارثتين الاولى: استخدامهما لقمع مواجهات الشعب العراقي لنظامه الدكتاتوري والثاني : لاشعال حرب طائفية في البلاد حيث أن جميع هؤلاء المتطوعين هم من المكون الشيعي وسيتم توجيههم لاحقًا لمحاربة المكون السني.

سقوط الموصل فاجأ خامنئي

وأوضح محدثين أن ما حصل في الموصل وسرعة انهيار دفاعاتها امام المسلحين سجل مفاجأة لخامنئي ولنظامه، ولذلك فإنه سارع لإعطاء اوامره الشخصية بضرورة تواجد سليماني في العراق.. والآن يحاول قيادة حشود المتطوعين لإعادة الامور في العراق على ما كانت عليه قبل سقوط الموصل بيد المسلحين تحت ذريعة التهديدات التي تواجهها العتبات المقدسة للشيعة في العراق.

ولاحظ محدثين أنه فيما العالم بأجمعه يريد حلاً سياسيًا للازمة العراقية الحالية من خلال اقصاء رئيس الوزراء نوري المالكي عن الولاية الثالثة، فإن نظام طهران يصر على بقائه رئيسًا للحكومة الجديدة لأنه يدرك أن أي حل سياسي لا يصب في مصلحته فهو يدرك أن أي تصالح بين القوى والمكونات العراقية سيقوض تدخلاته في العراق وحمايته لنظامه الدكتاتوري الحالي في بغداد، منوهاً إلا أن اخطر القرارات التي تتخذ حول العراق تتم في السفارة الإيرانية في بغداد.

قوات إيرانية دخلت العراق وحشود على حدوده

وعن سؤال حول طبيعة التدخل الإيراني في العراق حاليًا ووجوده العسكري على اراضي هذا البلد، أوضح محدثين أن طهران دفعت بقوات إلى الاراضي العراقية وخاصة في محافظة ديإلى لأنها تشترك في حدودها مع إيران ولقربها من العاصمة بغداد التي لا تبعد عنها سوى 60 كيلومترًا.

&وأشار إلى أنّ هذه القوات تتخذ من مخيم اشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة شمال شرق بغداد مقراً لها بعدما استولت على جميع ممتلكاته ومن بينها 400 سيارة رباعية الدفع. وعن حجم القوات الإيرانية في ديإلى أشار إلى أنّ عددها يتجاوز الألفي عسكري، مؤكدًا مقتل عدد من عناصرها في المعارك مع المسلحين.

واضاف أن النظام الإيراني لم يكتفِ بهذا وانما قام بحشد قوات ضخمة على حدوده الغربية مع العراق في محافظتي كرمنشاه وايلام الحدوديتين مع العراق وذلك لهدفين : الاول الزج بها إلى الاراضي العراقية لمساعدة حلفائه هناك متى ما اقتضت الحاجة لذلك.. والثاني التصدي لامتداد نار الثورة اليه. وأوضح أن هذه الحشود تضم فرقًا عسكرية عدة مجهزة بالدبابات واسلحة مختلفة أخرى.

نشاط المعارضة الإيرانية في الداخل

وحول نشاط منظمة مجاهدي خلق المعارضة في الداخل الإيراني، أشار القيادي المعارض إلى أنّ النظام الإيراني يعيش حالياً اضعف حالاته بسبب تصاعد الاستياء الشعبي المتزايد نتيجة الازمات التي تواجه البلاد وخاصة الازمة الاقتصادية التي تتعمق يومًا بعد آخر، والتي يعجز النظام عن معالجتها حتى بعد وصول حسن روحاني إلى رئاسة الجمهورية حيث أن النظام يخوض حربين خارجيتين حالياً في العراق وسوريا وهما حربان أججهما هو لكنهما الآن تخنقانه.. والسبب الاخر الازمة النووية فالقنبلة الذرية كانت مطلوبة من النظام كإحدى الادوات التي كان يعتقد أنها تحافظ على بقائه لكنها ايضا تحولت إلى مشكلة له لأنه اذا تخلى عنها وقبل شروط الغرب فإن هذا سيسبب له غضبًا شعبيًا سيتساءل عن سبب ضخامة النفقات التي صرفت عليها من ثرواته بدون فائدة.. واذا اصر عليها، فإن العقوبات الغربية ستزداد عليه وبالتالي ستتعمق عزلته الخارجية ولذلك فإنه الان بين كماشتين.

وأشار إلى أنّه لكل ذلك، فإن النظام الآن هو في اضعف حالاته، ومن هنا يتصاعد نشاط المعارضة الداخلية له، وهو الامر الذي دفعه خلال الاشهر الاخيرة إلى تصعيد عمليات اعدامه لمعارضيه وخاصة من عناصر مجاهدي خلق من اجل تخويف الإيرانيين.

حقوق القوميات الإيرانية في حكم ذاتي

وحول ما اذا كان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية سيوافق على منح الشعوب الإيرانية من غير الاثنية الفارسية مثل العرب والاكراد والبلوش والاذريين والتركمان وغيرهم الحكم الذاتي في حال استلم الحكم في إيران أكد محمد محدثين إلى أنّ المجلس يعترف بحقوق جميع الاثنيات الإيرانية.. وأوضح انه مثلاً كان المجلس قد اعلن نتيجة للعدد الكبير للاكراد في إيران مصادقته واعترافه على حقوق الاكراد في مناطق كردستان إيران وهذه المصادقة تنسحب ايضاً على بقية القوميات الإيرانية بالموافقة على حكم نفسها بنفسها في حكم ذاتي منفصل عن المركز ماعدا في شؤون الدفاع والسياسة الخارجية والاقتصاد الوطني.

&وأكد محمد محدثين أن فلسفة المجلس تقوم على اساس أن الحكومة المركزية التي لا تعترف بمكونات البلاد فإنها لايمكن أن تكون حكومة ديمقراطية. وأشار إلى أنّه حتى قبل تأسيس المجلس عام 1981 فإن منظمة مجاهدي خلق كانت ترفض قمع النظام للقوميات الإيرانية مثل العرب والاكراد وغيرهم.

يذكر أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حركة سياسية تأسست بمبادرة من مسعود رجوي في 21 (تموز) يوليو عام 1981 في طهران ثم نقل مقرها المركزي إلى باريس. مسعود رجوي هو رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وقد انبثقت عن المجلس 25 لجنة تشكل الهيكلية الرئيسة للحكومة الإيرانية الموقتة المستقبلية. وفي اجتماعه الذي عقده يوم 28 آب (أغسطس) عام 1993 اختار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي رئيسة للجمهورية في إيران للفترة الانتقالية.. وهي تمثل رمزًا للوحدة الوطنية وتقود حملة سياسية داخلية وخارجية ناشطة لإقرار الديمقراطية والتعددية في فترة نقل السلطة إلى الشعب بطريقة سلمية غداة إلاسقاط المنتظر لنظام الحكم القائم في إيران.