اكدت فرنسا الاربعاء "الدعم الكامل" للرئيس الجديد لائتلاف المعارضة السورية هادي البحرة، وانها ستواصل تقديم "المساعدات المدنية والعسكرية غير القاتلة" بالرغم من مطالب المعارضة المتكررة لتزويدها بالسلاح.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال ان "فرنسا تهنئ هادي البحرة على انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني السوري". وتابع "نتوقع من الرئيس الجديد ان يواصل تعزيز التزام الائتلاف من اجل سوريا حرة وديموقراطية" مؤكدا ان باريس ستواصل "تقديم دعمها الكامل في مكافحة القمع وضد الارهاب".

وانتخب البحرة الذي يلقى دعم السعودية حيث يقيم في اجتماع عقد قرب اسطنبول، ليرأس ائتلافا ضعيفا تمزقه النزاعات الداخلية وصراعات النفوذ بين عرابيه العربيين السعودية وقطر. ويخلف البحرة احمد الجربا الذي كان على رأس الائتلاف منذ تموز/يوليو 2013 لكنه فشل في توحيد المعارضة والحصول على دعم غربي عسكري بارز.

ويحجم الغربيون عن توفير الاسلحة للمعارضة السورية خشية وقوعها بين ايدي جهاديين. غير ان الرئيس الاميركي بادر في الشهر الفائت بالطلب الى الكونغرس ان يقر ميزانية 500 مليون دولار "لتدريب وتجهيز" المعارضة المسلحة المعتدلة.

اما فرنسا "فتقدم مساعدة مدنية وعسكرية غير قاتلة" على ما ذكر نادال. واوضح ان "هذه المساعدة ترمي الى تمكين المعارضة المعتدلة من حماية السكان من هجمات النظام والارهابيين وتوفير خدمات عامة اساسية في المناطق المحررة" الخاضعة للمعارضة المعتدلة بحسبه.

وياتي انتخاب البحرة فيما يوسع نظام دمشق سيطرته عسكريا على الارض، على غرار جهاديي "الدولة الاسلامية" في سوريا.

وانتخب الائتلاف السوري المعارض اليوم الاربعاء هادي البحرة رئيسا جديدا له، خلفا لاحمد الجربا، بعد اجتماعات مطولة شهدت الكثير من التجاذبات بين اعضاء الائتلاف ودخلت على خطها ضغوط من دول عربية وغربية.

في نيويورك، ذكر دبلوماسيون ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عين الدبلوماسي الايطالي ستافان دي ميستورا خلفا للموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الذي استقال في ايار/مايو.

على الارض، قتل اليوم عشرون عنصرا من تنظيم "الدولة الاسلامية" في غارات نفذها الجيش السوري على مواقع للتنظيم في محافظة الرقة في شمال البلاد، وفي تصعيد من جانب قوات النظام ضد التنظيم الجهادي. وجاء في بيان للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "انتخبت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري خلال اجتماعها فجر اليوم هادي البحرة رئيساً للائتلاف".

وفي جلسة اخرى عقدت بعد الظهر، تم انتخاب نصر الحريري امينا عاما للائتلاف، وكل من محمد حسين قداح وعبد الحكيم بشار (ممثل الاكراد) ونورا الامير (مقعد المرأة) نوابا للرئيس. وفاز البحرة المقرب من الجربا الذي انهى ولايتين متتاليتين من ستة اشهر على راس الائتلاف، ب62 صوتاً من أصل 116، مقابل 41 صوتاً لمنافسه موفق نيربية.

وهادي البحرة من مواليد دمشق العام 1959، درس الهندسة الصناعية في جامعة ويتشتا في الولايات المتحدة. وشغل مناصب ادارية عالية لمستشفيات ومؤسسات ضخمة في السعودية منذ 1987.

ساهم في تأسيس مجموعات دعم وتنسيق التواصل بين الداخل السوري ووسائل الإعلام منذ بدء الازمة في منتصف آذار/مارس 2011، كما ساهم في النشاط الإعلامي والإغاثي والسياسي للمعارضة السورية. انضم البحرة إلى الائتلاف الوطني السوري منذ أكثر من عام، وانتخب عضوا في الهيئة السياسية للائتلاف.

كان كبير مفاوضي الوفد المعارض الى مؤتمر جنيف2 في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الذي تم برعاية الامم المتحدة بمشاركة وفد من الحكومة السورية، من دون ان تحقق المفاوضات تقدما يذكر على صعيد حل الازمة.

وسبقت الانتخابات تجاذبات واتصالات مكثفة بين اعضاء الائتلاف لتزكية انتخاب البحرة المدعوم من السعودية رئيسا وخالد خوجا المدعوم من قطر امينا عاما، في خطوة تعكس توافقا اقليميا بعد طول نزاع بين قطر والسعودية حول النفوذ والقرار. الا ان اصواتا ارتفعت داخل الائتلاف تطالب بعدم تهميش الدور السوري على حساب ترك الاطراف الخارجية تقرر مصير الائتلاف، ما دفع اعضاء من الائتلاف، وبينهم نيربية والحريري، الى الترشح. وقد فاز الحريري بالامانة العامة ب62 صوتا مقابل 50 لخوجا.

ونصر الحريري طبيب من مدينة درعا. ولد العام 1977. شارك في "الحراك الثوري" السلمي منذ بدايته، واعتقل أكثر من عشرين مرة بتهم التمويل وإضعاف الشعور القومي والتواصل مع قنوات معادية ومخابرات خارجية والتحريض. وهو عضو في الائتلاف الوطني.

وياتي هذا الانتخاب وسط تراجع لمقاتلي المعارضة على الارض نتيجة استمرار غياب التسليح النوعي وتردد الدول الغربية، وعلى راسها الولايات المتحدة التي تسلمت، كما يقول اعضاء في الائتلاف، خلال الاشهر الاخيرة ملف تسليح "القوى الثورية" في تامين هذا السلاح، في مواجهة قوات النظام التي تحظى بمساعدات عسكرية منتظمة من حلفيها روسيا وايران.

كما ياتي وسط تحديات جديدة متمثلة بتعاظم نفوذ "الدولة الاسلامية" التي تقاتلها كتائب المعارضة المسلحة منذ مطلع العام، ما يستنزف قواها اكثر. وقد اعلن تنظيم "الدولة الاسلامية" اخيرا بعد تمدده في مناطق شاسعة في غرب العراق وشماله وفي شمال سوريا وشرقها، اقامة "الخلافة الاسلامية" وعلى راسها زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي. ويبدو واضحا ان الغرب الداعم للمعارضة السورية بات اكثر تركيزا خلال الاشهر الاخيرة على التهديد المتمثل بتنامي نفوذ الجهاديين، منه على اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

كما يعاني الائتلاف من فقدان الثقة به في اوساط واسعة من الناشطين والمقاتلين على الارض، ما ساهم في نشوء مجموعات عسكرية لا تعد ولا تحصى متنوعة الانتماءات والولاءات، تتبع من يقدم لها الدعم والتمويل لا سيما من جمعيات وشخصيات نافذة في الدول الخليجية.

واعلنت فرنسا الاربعاء "الدعم الكامل" للرئيس الجديد للائتلاف، مؤكدة انها ستواصل تقديم "المساعدات المدنية والعسكرية غير القاتلة" لها. في الامم المتحدة، صرح دبلوماسيون الاربعاء ان نائب وزير الخارجية السابق ستافان دي ميستورا سيخلف الابراهيمي كبعوث للامم المتحدة لسوريا. ولم تعلن الامم المتحدة التعيين رسميا بعد.

ميدانيا، قتل عشرون عنصرا من تنظيم "الدولة الاسلامية" في غارات نفذتها طائرات حربية تابعة للجيش السوري صباح الاربعاء على مقر تدريب لمقاتلي +الدولة الاسلامية+ عند احد اطراف مدينة الرقة.

واشار المرصد الى "تصعيد في الغارات من جانب قوات النظام على مواقع للدولة الاسلامية منذ الهجوم الذي شنه تنظيم +الدولة+" في العراق "واستيلائه على العديد من الآليات". ونادرا ما كان النظام يستهدف مواقع او مناطق واقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية قبل ذلك، بل كانت غاراته الجوية مركزة على مناطق سيطرة مقاتلي المعارضة السورية.

في محافظة حماة (وسط)، قتل 14 شخصا فجرا على ايدي مقاتلين معارضين في قرية خطاب، حسبما افاد الاعلام الرسمي السوري والمرصد السوري لحقوق الانسان. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان بين القتلى اطفالا ونساء. وذكر المرصد ان المقاتلين اتهموا الضحايا "بـالتعاون مع النظام".
&