يبدو أن النظام السوري اتخذ قرار تصفية قياديي الجيش الحر باغتيالهم، فحاول اغتيال بلال عودة في حمص، بعدما قتل ماهر الرحال في عمّان.


بهية مارديني: دأب النظام السوري على تصفية عناصر الجيش السوري الحر عبر وسائل وطرق متنوعة. وجرت محاولة لاغتيال بلال عودة، قائد لواء الشهيد أحمد عودة، في حي الوعر المحاصر الواقع غربي مدينة حمص، لتكون أول محاولة اغتيال من نوعها في حي خارج عن سيطرة النظام، وفي ظلّ مفاوضات جارية بين النظام وممثلين عن الثوار.

ويعتبر بلال عودة من القادة الميدانيين المعروفين في حمص، وكان محسوبًا على ما يعرف بهيئة حماية المدنيين.

حادث جنائي!

وبالتزامن مع هذه العملية، اغتيل قيادي كبير في لواء المجاهدين، التابع& للجيش الحر، في العاصمة الأردنية عمان، وأصابع الاتهام توجهت ايضًا إلى النظام السوري بالوقوف وراء الحادث.

وقالت مصادر أمنية أردنية إن شخصًا مجهولًا قتل شابًا عشرينيًا يحمل الجنسية السورية ليلة الجمعة - السبت قرب دوار شفا بدران غرب عمان. وأضافت أن القاتل أطلق رصاصة على المغدور وفرّ، وأن الأجهزة الأمنية وصلت إلى مسرح الجريمة للكشف عن الجثة، فتبين أنها تعود إلى شاب عشريني هو قيادي في الجيش السوري الحر.

ورفض عامر السرطاوي، الناطق باسم مديرية الأمن العام الأردنية، الخوض في تفاصيل الحادث، حفاظًا على سرية التحقيقات. لكنه اكتفى بالقول: "إن مقتل الشاب السوري حادث جنائي إلى أن يثبت العكس". وفتحت السلطات الاردنية تحقيقًا في الموضوع .

بخمس رصاصات

واشارت مواقع إلكترونية الأحد إلى اغتيال قائد لواء المجاهدين، وهو كان في أنخل في ريف درعا، وقالت إنه يدعى ماهر الرحال، "قُتل في كمين نصبه مجهولون في حي أبو نصير غرب عمان، حيث أطلقوا عليه النار من أسلحة آلية، وأردوه بخمس رصاصات".

وقال مقربون من الجيش السوري الحر إن الرحال من أبرز القادة العسكريين في درعا، أشرف على معارك عدة أبرزها معركة تحرير السرايا ﻓﻲ القنيطرة، ومعركة سملين، ﻭمعركة تحرير انخل، ﻭمعركة تحرير المشفى في جاسم. وأضافوا أن زوجته وطفله الوحيد قُتلا قبل عام في قصف قوات النظام لمنزله في درعا.

وكانت الجهات الأمنية الأردنية أعلنت على مدى الأزمة السورية عن ضبط العديد من المجموعات القادمة عبر دمشق، والتي ثبت تورطها بالعمل على زعزعة استقرار المملكة.

حادث عرضي!

في المقابل، قُتِل قائد عسكري في تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بكمين نصبه له مسلحون قرب مخيم اللاجئين في بلدة الهول شرق الحسكة على الحدود بين سوريا والعراق، في حين ادعت مصادر تابعة للتنظيم أنه حادث عرضي.

وأفاد نشطاء من المنطقة بأن أبو القعقاع الجزراوي، وهو من جنسية خليجية، هو القائد العسكري والميداني للتنظيم في المنطقة، ويعتقد أن الكمين نصبه له مسلحون أكراد من وحدات الحماية الكردية، أثناء تجوله بسيارته في المنطقة.

ورشحت أنباء عن أن مسلحين تابعين للبيشمركة الكردية استهدفوا الجزراوي، إثر دخولهم الأراضي السورية قادمين من العراق، حيث تحارب الفصائل الكردية التنظيم، في ظل تجدد المعارك بشكل شبه يومي بين الاكراد وداعش، مع حملات نزوح من القرى والمناطق.