وصل انهيار المعنويات بين عناصر حزب الله درجة عالية، اضطر معها الحزب لتزوير صور أسرى، ليزعم أنهم من النصرة، ليشد من عزم مقاتليه، الذين يموتون بالعشرات.


بيروت: لطالما كان حزب الله معروفًا بالتقية، وبالصدق والأمانة مع أعدائه قبل أصدقائه وحلفائه، حتى اشتهر الحزب، وأمينه العام حسن نصرالله، بوعودهم الصادقة. لكن الضربات الأخيرة التي تلقاها حزب الله في جرود القلمون، المحاذية للحدود اللبنانية في سلسلة الجبال الشرقية، قد أفقدته رشده، بعدما زرعت في صفوف بيئته الشيعية الحاضنة تساؤلات وتململًا، فالتجأ إلى التزوير.&
&
رفع معنويات
ففي مسعى لرفع المعنويات المنهارة، زوّر حزب الله صورا وقال إنها تبين 12 مقاتلًا من جبهة النصرة، تمكن الحزب من أسرهم في جرود القلمون خلال الاشتباكات الأخيرة. وروجت وسائل الاعلام التابعة لحزب الله، والموالية له، لانتصارات الحزب المزعومة في القلمون، للتغطية على مقتل بسام طباجة، الذي نعاه حزب الله بالقول إنه قائد من الصف الأول، قاد أكثر من محور خلال حرب تموز (يوليو) 2006 ضد الجيش الاسرائيلي، وللتغطية ايضًا على سقوط نحو 20 عنصرًا آخرين، ينعيهم الحزب يوميًا.
ولتعزيز الخبر، تناقلته صفحات مؤيدة لحزب الله على موقع فايسبوك، مع تعليقات تؤكد أن من الصورة أسرى من جبهة النصرة، قيدت أيديهم وعصبت أعينهم.
&
تزوير مفضوح
إلا أن المفاجأة كانت أن الجميع يتذكر هذه الصورة، إذ نشرتها الصفحات التابعة لتنسيقيات الثورة السورية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، وفيها عناصر من حزب الله نفسه ومن ميليشيات عراقية مؤيدة لنظام بشار الأسد، وقعوا أسرى في قبضة الكتائب الاسلامية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وإن استمر الوضع في القلمون على ما هو عليه، فسيضطر حزب الله لتزوير المزيد من الصور، طالما يرفض الخروج من المستنقع السوري، ويصر على تنفيذ أوامر الأسد بقتل الشعب السوري، خصوصًا أن المواجهات في القلمون مستمرة، وفي تصاعد ناري منذ سقوط مدينة يبرود بيد حزب الله، مع تحولها إلى عمليات سريعة خاطفة، تستهدف نقاط حزب الله وتجمعاته.
&