حذر قادة دينيون وسياسيون من تعرض المواطنين اليهود للهجوم والاعتداء في شوارع ألمانيا، وكأن البلاد قد عادت مرة أخرى إلى الحقبة النازية. وتسببت أعمال العنف بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس داخل قطاع غزة في حدوث تصاعد مزعج في مشاعر معاداة السامية داخل القارة الأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية.

بدأ منظمو المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في ألمانيا بترديد الشعارات التي تعود إلى أيام هتلر. كما تم حرق متاجر مملوكة لليهود ضمن أعمال شغب شهدتها فرنسا قبل أيام.

وأوردت صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن ياكوف هداس-هاندلسمان، سفير إسرائيل لدى ألمانيا، قوله: "وها هم يطاردون اليهود في شوارع برلين.. كما لو أننا قد عدنا إلى عام 1938". وأبدت جماعات يهودية امتعاضها من مد جرائم الكراهية، وحذرت من الوصول إلى مستوى جديد من العنف والكراهية في كل أنحاء أوروبا.

صحوة عنصرية
في غضون ذلك، حذر يوم أمس وزراء خارجية ألمانيا، وفرنسا وإيطاليا من تنامي مشاعر معاداة السامية في التظاهرات، وتعهدوا بالتصدي لأشكال العداء التي تمارس بحق اليهود. وأشارت تقارير في ألمانيا إلى أن المتظاهرين هناك كانوا يرددون شعارات يقولون فيها: "أعيدوا اليهود إلى غرف الغاز". وكانت الشرطة في برلين قد حظرت شعارات الكراهية التي عاودت الظهور بعدما كانت تستخدم أيام النازيين.

من جانبه، قال ديتر غرومان، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، إن الزيادة في عدد الهجمات تُذكِّر بشكل مرعب بحقبة كان يعتقد أنها باتت في طي النسيان. وأكمل حديثه بالقول: "نحن نشهد هنا الآن حالة من تفجر مشاعر الشر والكراهية العنيفة ضد اليهود، وهي الحالة التي تثير ذعرنا وصدمتنا جميعاً. وكنا نتصور أننا لن نسمع أو نرى أياً من مشاهد معاداة السامية كتلك الحاصلة الآن في شوارع ألمانيا".

شعارات مقلقة
إلى ذلك، أدان رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، العنف الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس قبل بضعة أيام على خلفية العدوان الذي تشنّه إسرائيل على سكان قطاع غزة، محذراً من أن بلاده تواجه في الوقت الحالي شكلاً جديداً من معاداة السامية.

وأكد روغر كوكيرمان، من المركز التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، أن اليهود يعيشون في خوف، لأن المتظاهرين لا يرددون شعارات يقولون فيها "الموت للإسرائيليين" في شوارع باريس، وإنما يرددون بصخب شعارات "الموت لليهود". أما الرئيس فرانسوا أولاند فالتقى أول أمس بقادة يهود ومسلمين في قصر الإليزيه، وأخبرهم بأن التصدي لمسألة معاداة السامية سيكون "قضية وطنية" بالنسبة إليهم.

&


&