باريس:&عثر على حطام الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية التي تحطمت الخميس وعلى متنها 116 شخصا بينهم خمسون فرنسيا في شمال مالي فيما ارسلت فرقة عسكرية فرنسية الى المكان لضمان امن المنطقة كما اعلنت الرئاسة الفرنسية ليل الخميس الجمعة.

وسيترأس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة عند الساعة 8,00 ت.غ. اجتماع ازمة جديدا يحضره خصوصا رئيس الوزراء مانويل فالس ووزراء الخارجية لوران فابيوس والدفاع جان-ايف لودريان والداخلية برنار كازنوف والنقل فريديريك كوفييه.

وبحسب بيان الرئاسة الفرنسية فان موقع الحطام حدد في منطقة غوسي "قرب حدود بوركينا فاسو" مؤكدا بذلك معلومات اوردتها سلطات واغادوغو. وبعد معلومات متناقضة حول الموقع المحدد لحطام الطائرة، اعلن مسؤول كبير في بوركينا فاسو مساء الخميس ان الطائرة تحطمت قرب الحدود بين بوركينا فاسو ومالي.

وقال الجنرال جيلبير دييندييري قائد الاركان الخاص لدى الرئاسة "عثرنا لتونا على الطائرة الجزائرية. تم تحديد موقع الحطام على بعد 50 كلم شمال حدود بوركينا فاسو" في منطقة غوسي المالية. وتقع مدينة غوسي على بعد حوالى مئة كلم جنوب غرب غاو، كبرى مدن شمال مالي.

واكدت الرئاسة الفرنسية في بيان انه تم العثور على الحطام "على مقربة من الحدود مع بوركينا فاسو" وانه "تم التعرف بوضوح الى الطائرة على الرغم من انها مدمرة كليا". وبحسب الاليزيه فقد "تم ارسال وحدة عسكرية فرنسية الى المكان لتأمين الموقع وجمع اولى عناصر المعلومات" عن الحادث. ونقل بيان الاليزيه عن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعرابه "لعائلات الضحايا واقاربهم عن تضامنه التام معهم".

وبحسب بيان الاليزيه فان الرئيس الفرنسي قرر "البقاء في باريس كل الوقت اللازم"، ما يعني ارجاء رحلته التي كانت مقررة الى جزر لاريونيون ومايوت والقمر والتي كان يفترض ان تبدأ الجمعة وتنتهي الاحد.

وقال هولاند الخميس "كل شيء يشير الى ان هذه الطائرة تحطمت" مشيرا الى ان افراد الطاقم الاسباني ارسلوا اشارة تقول انهم يغيرون مسار الرحلة "بسبب ظروف الطقس الرديئة جدا". واكد هولاند الخميس انه "ليس بالامكان تحديد اسباب ما حصل" مشيرا الى ان فرنسا حشدت كل "امكاناتها العسكرية" في مالي من اجل العثور على الطائرة.

&وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس انه "لا يمكن استبعاد اي فرضية قبل الحصول على كل العناصر". وفي مالي ورغم التدخل العسكري الدولي المستمر، لا يزال الوضع غير مستقر في الشمال الذي احتلته لعدة اشهر في العام 2012 مجموعات مسلحة جهادية.

وشاركت مقاتلتان فرنسيتان من طراز ميراج 2000 اقلعتا من نجامينا في عمليات البحث عن الطائرة التي استاجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من شركة سويفت اير الاسبانية، وفق ما اعلنت رئاسة الاركان الفرنسية من باريس.

كذلك، شاركت الجزائر وبوركينا ومالي والنيجر في البحث. واوضح فابيوس ان العملية "تتركز حاليا في منطقة واسعة من الاراضي المالية حول منطقة غاو". وفي فرنسا حيث فتح تحقيق قضائي بتهمة "القتل غير العمد"، اعلن ان الطائرة خضعت هذا الاسبوع لكشف وتبين انها في حالة جيدة.

وبحسب الخطوط الجوية الجزائرية فان الطائرة اقلعت ليل الاربعاء الخميس من واغادوغو وعلى متنها اكثر من 110 ركاب وطاقم من ستة افراد، متجهة الى الجزائر العاصمة، ولكنها ما لبثت بعد حوالى 50 دقيقة من اقلاعها ان اختفت عن شاشات الرادار.

وبحسب الخطوط الجزائرية فان الطائرة كان على متنها 50 فرنسيا و24 بوركينيا وثمانية لبنانيين وستة جزائريين وستة اسبان وخمسة كنديين واربعة المان واثنان من لوكسمبورغ. كما كان في الطائرة بلجيكي وكاميروني ومصري ومالي ونيجيري وروماني وسويسري واوكراني اضافة الى "ثلاثة لا يزال يجري التعرف على جنسياتهم".

لكن في بيروت، افاد مصدر رسمي لبناني وكالة فرانس برس ان عشرين لبنانيا بينهم عشرة اطفال كانوا على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية. ونقلت وسائل اعلام دولية عدة ان مارييلا كاسترو ابنة الرئيس الكوبي راوول كاسترو كانت على متن الطائرة، الامر الذي ندد به الرئيس الكوبي معتبرا انه "استعراض اعلامي" حول معلومات غير مثبتة.

وقال مصدر في الخطوط الجزائرية طلب عدم كشف هويته ان الاتصال انقطع بين اجهزة الملاحة والطائرة حين كانت تحلق فوق شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر.

واضاف المصدر "الطائرة لم تكن بعيدة من الحدود الجزائرية حين طلب الطاقم تغيير المسار بسبب سوء الرؤية ولتفادي مخاطر الاصطدام بطائرة اخرى تؤمن رحلة بين العاصمة الجزائرية وباماكو". واوضح المصدر "فقدت الاشارة بعد تغيير المسار".