سلم لبنان السلطات الفرنسية عينات من الحمض النووي لعائلات الضحايا اللبنانيين الذين سقطوا في حادث تحطم الطائرة الجزائرية في الاسبوع الماضي في مالي وتشرف مالي على التحقيق في تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجزائرية في مالي في 24 تموز/يوليو. وكان على متن الطائرة 118 شخصا قضوا جميعهم، بينهم 54 فرنسيا و20 لبنانيا على الاقل بعضهم يحمل جنسية ثانية.

وافاد مصدر في الخارجية اللبنانية وكالة فرانس برس الجمعة ان الطبيب الشرعي فؤاد ايوب انتقل الخميس من مالي الى فرنسا، ومعه عينات الحمض النووي التي جمعت من اقارب الضحايا اللبنانيين. وكان ايوب في عداد وفد رسمي وصل الاحد الى مالي لمتابعة التحقيق في سقوط الطائرة، ناقلا معه العينات التي جمعت من اقارب الضحايا. وتأمل عائلات هؤلاء الضحايا في استعادة اشلاء اقاربهم في وقت قريب.

وتقول فاطمة بسمة (23 عاما) التي فقدت شقيقتها رندة واولادها الثلاثة في الحادث، لفرانس برس "كارثة كبيرة حلت بنا. اخبرونا (المسؤولون اللبنانيون) ان الفرنسيين يبحثون عن الاشلاء. آمل في ان يعثروا على جثة شقيقتي لندفنها". وتستغرق الشابة التي اتشحت بالسواد، في تلاوة القرآن في منزلها العائلي المتواضع في بلدة صريفا (جنوب)، والذي رفعت الشارات السوداء على الطريق المؤدية اليه.

وفي بلدة حاريص الجنوبية، لا تزال عائلة منجي حسن الذي قضى مع زوجته واولادهما الاربعة، تتقبل التعازي. وسبق للعائلة ان فقدت في العام 2010، صهرها سعيد زهوي في تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الاثيوبية بعيد اقلاعها من مطار بيروت. ويقول احمد حسن (41 عاما)، شقيق منجي، "نتمنى على السلطات الفرنسية ان تساعدنا على البحث عن اشلاء شقيقي منجي وافراد اسرته لنقيم لهم قبورا الى جانب صهرهم سعيد".

يضيف وهو يمسح دموعه "نريد ان نزورهم في الاعياد والمناسبات"، في اشارة الى تقليد سائد لدى المسلمين في لبنان، بزيارة افراد العائلات اضرحة اقاربهم لتلاوة الفاتحة عن ارواحهم في المناسبات الدينية. وتحطمت الطائرة بعيد اقلاعها من بوركينا فاسو التي يقيم فيها آلاف اللبنانيين بغرض العمل.

وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الخميس بعد لقائه ذوي الضحايا ان حادث تحطم الطائرة "بطبيعته صعب جدا وعملية البحث صعبة (...) وعملية مطابقة الاشلاء مع نتائج الحمض النووي تستغرق وقتا". وتعهد ان تقدم الحكومة اللبنانية "اي شيء ممكن لاهالي هؤلاء الضحايا من اثرهم كي يستطيعوا القيام بمراسم التشييع المناسبة".

ويتولى قضاة فرنسيون التحقيق في تحطم الطائرة التي كان على متنها 54 فرنسيا، تزامنا مع تحاليل يجريها مكتب التحقيقات والتحاليل، تشمل فحص الاشلاء للتعرف الى اصحابها. وستنقل كل الاشلاء الى باريس لفحصها. واكد مدير الشرطة القضائية الجزائرية عبد القادر قارة بوحدبة الخميس ان التعرف الى ضحايا الطائرة سيستغرق "اسابيع او اشهر عدة وربما سنوات".