&محافظة القطيف ذات الأغلبية الشيعية أصيبت بعدوى الاحتساب هي الأخرى بسبب ظهور فتيات صغيرات في أوبريت "ديرتي" في حفل افتتاح مهرجان العيد "واحتنا فرحانة".



نوال الجارودي من&القطيف: لطالما تناقلت الصحف السعودية الاعتراضات على الفعاليات الفنية التي تقام في عدد من مناطق المملكة، ويقود رجال دين أو محافظين بحجة الاحتساب هذه الاعتراضات، إلا أن هذه المرة اتجهت بوصلة الاعتراضات شرقا في محافظة القطيف ذات الأغلبية الشيعية.

وكان الباعث لهذا التحرك والاعتراض بسبب ظهور فتيات صغيرات في أوبريت "ديرتي" في حفل افتتاح مهرجان العيد "واحتنا فرحانة".

وظهرت فتيات تتراوح أعمارهن بين أربع وثمان سنوات على مسرح الحفل لتأدية حركات استعراضية تفاعلا مع لوحات الأوبريت السبع التي تبادلن الأداء فيها مع مجموعةٍ من الشباب أمام محافظ القطيف عبد العزيز الصفيان ونخبةٍ مدراء الإدارات ووجهاء المحافظة.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعد الحفل مباشرةً بالانتقادات في حربٍ شرسة بين المتنقدين للمهرجان والمدافعين عنه حيث تذمر البعض من ظهور الطفلات على المسرح معتبرين ذلك انتهاكاً للمعتقدات الدينية والأعراف الاجتماعية وواصفةً إدارة المهرجان بأنهم مجموعة من العلمانيين والليبراليين المروجين لظواهر السفور بداعي التمدن والتحضر.

وصرح مصدر لـ "إيلاف" أشرف على اختيار وتدريب الفتيات أن أعمار الفتيات بين الأربع والثمان سنوات وأنهن غير مكلفات وأن الحركات اللاتي أدينها على مسرح مستقلة عن الشباب وظهرن في أكثر من لوحة بشكل منفرد وليس في حركاتهن أي معنى أو مظهر للرقص بمعناه المحرم شرعا.

وكان عبد الكريم آل حمود أحد شيوخ المنطقة في صفحته على "الفيس بوك" وصف المهرجان بـ&"واحتنا خربانة"، مهاجما دعوة البعض لمشاركة النساء في إدارته، كما انتقد بشدة ظهور الفتيات القصر في الأوبريت وقال "بناتنا يرقصن على أنغام الموسيقى ويتمايلن أمام الرجال وأصوات النشاز تشيد بواحتهم الخربانة".

وتساءل حمود عن الأصوات التي تدعو إلى عدم الاحتفال بالعيد تضامنا مع غزة أينها عما يجري من مهازل على حد وصفه في مهرجان العيد.

وقال متابعون على "الفيس بوك" إن هذه الهجمة على المهرجان والأوبريت تأتي رداً على مشاركة بعض رجال الدين المعروفين في المنطقة في حفل الافتتاح من أجل تأليب الرأي العام ضدهم ووضعهم في مواقف محرجة بسبب حضورهم لحفلات غنائية راقصة على حد وصفهم.

وأصدر منير الخباز أحد رجال الدين البارزين في القطيف بياناً مطولاً حول هذا الموضوع قال فيه: "إن ما يخشاه كل متدين أن يكون هذا العمل مفتاحاً لتجاوزات شرعية أكبر في المستقبل، وقد نصحت بعض العاملين والمسؤولين على هذه المهرجانات بتجنب مثل هذه الأمور المبغوضة منذ شهر رمضان، كما وعدني بعض منهم بإلغاء المظاهر المحرمة، وغير المنسجمة مع قيم القطيف وحسناتها، بل كان من الجدير في هذه الأيام والظروف العصيبة على الأمة الإسلامية؛ استغلال هذه المهرجانات في تعليم الأطفال، بل الأجيال، معنى المواساة لأيتام المؤمنين في العراق وفلسطين".

وعبر والد أحدى الطفلات المشاركات في الأوبريت عن صدمته بالهجوم الذي على أعراض طفلات صغيرات وقال: ابنتي لم تكمل عامها السادس بعد ومشاركة في الأوبريت وأعلم أن كامل الطاقم معها من الفتيات بنفس العمر تقريباً.

وأضاف: أرجوكم دعوا البسمة في وجوه الأطفال ولا تسلبوهم أبسط حقوقهم ”واحتنا فرحانة“ لها توجهها الخاص ولست مدافعا عنها ولكنها تمثل نموذجا معتدلا وتحاول مراعاة المجتمع ولابد لنا من أن نؤمن بأنها التوجهات تختلف من شخص لآخر.

واختفت إحدى الصفحات المنتقدة للأوبريت وطفلاته على موقع التواصل الاجتماعي ”الفيس بوك“ تحمل اسم ”الزمن القاسي“ والذي كان صاحبها يطعن في أعراض الفتيات ومستنكرا رقصهن على المسرح وذلك بعد أن واجهه بعض المتابعين بصور غير أخلاقية على صفحته.

ووجه عدد من الكتاب أقلام مقالاتهم اليوم للرد صوب مهرجان "واحتنا فرحانة"، إما للرد على منتقديه أو لتوضيح اللبس عما يتداوله البعض من افتراءات حامت حول الأوبريت وطفلاته التي يبلغن حد التكليف الشرعي حسب الفقهي الجعفري للمسلمين الشيعة في القطيف.

ووجه الكاتب حسن آل جميعان تساؤلا لبعض المنتقدين في مقالته ”وحاتنا فرحانة.. من أجل من أجل غد أفضل“ قال فيه: أود أن أقول لذلك المتزمت من أين لك الحق في إهانة هؤلاء الشرفاء والنيل منهم من فوضك ومن أباح لك التهجم على الناس هل هذا من الأخلاق التي دعى لها الدين؟؟ ألم يأمرك ديننا الحنيف بمكارم الأخلاق وجدال الناس بالحكمة والموعظة الحسنة أم إنك أعلى من ذلك؟؟ غيرتك يا سيدي الكريم لا تبرر لك التعدي والتهجم والنيل من الناس، أنت لك وجهة نظر نحترمها ونقدرها لكن لا تصل إلى ممارسة الحراسة على المجتمع لأن هؤلاء الشرفاء لهم حريتهم في تبني أي قناعة وأي عمل يرونه يقدم النفع لمجتمعهم والرقي به نحو الأفضل.

وقال ناصر جاسب في مقالته "مهرجان واحتنا خربانة" مهرجان واحتنا «خربانة» لقب أُطلق هذا العام على مهرجان واحتنا فرحانا في رسالة تم نشرها، وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا الأسرع منها في الكم «الواتس آب»، وكان الهدف منها التشويه والتقسيط، وليس إصلاح خلل في مهرجان يرى الكثير من أبناء المجتمع أهميته الايجابية في إدخال البهجة والفرحة والترفيه عن النفس على شريحة كبيرة من المجتمع خصوصا الصغار منه.