تحول كثيرون من تونس وخارجها إلى صحراء مدينة قفصة للإطلاع على البحيرة التي ظهرت في مكان صحراوي لا تنزل فيه الأمطار الغزيرة.


لميس فرحات من بيروت: ظهرت بحيرة من العدم وسط الصحراء في تونس وسرعان ما تحولت إلى مركز جذب سياحي للسكان الذين أتوا لرؤية هذا الحدث الغريب والهرب من درجات الحرارة العالية للاسترخاء في المياه الباردة.

البحيرة التي أطلق عليها السكان اسم "شاطئ قفصة" اكتشفها ثلاثة رعاة كانوا بالقرب من المنطقة. وفي حين يعتبرها البعض معجزة طبيعية، يخشى آخرون من أن تكون لعنة تنبئ بنهاية العالم.

وما زال الغموض يكتنف هذه البحيرة، ما أدى إلى ظهور الكثير من النظريات فبعض الجيولوجيين يعتقدون أنها ظهرت نتيجة نشاط زلزالي أحدث خللاً في منسوب المياه الجوفية وتسبب بالارتفاع إلى السطح. لكن البعض الآخر يقول انها نتيجة طبيعية لتجمع مياه الأمطار، فيما يشدد على أنه هذه المنطقة القاحلة لا تشهد هطولاً للأمطار، لا سيما في فصل الصيف ويعتقدون أن مياهها قد تكون ملوثة أو تحمل إشعاعات سرطانية.

وحذرت السلطات التونسية من النزول في مياه البحيرة، لأن مدينة قفصة تعتبر من المناطق الرئيسة لمناجم الفوسفات في تونس منذ اكتشاف المدينة عام 1886، ما يعني ان مياهها قد تكون مسرطنة أو ملوثة بالإشعاع.

وفقاً لتقديرات المسؤولين التونسيين، تبلغ مساحة هذه البحيرة 10 آلاف متراً وتبلغ أعمق نقطة داخلها نحو 50 قدماً، وجاري البحث عن مصدر المياه الذي يغذيها.

ويعتقد بعض الباحثين ان الخزان الجوفي الارضي هو مصدر مياه البحيرة وأن هزة ارضية تسببت بكسر طبقة من الصخور ما ادى إلى تدفق المياه من الخزان الجوفي الى السطح وملأ الوادي على فترة من الزمن.

يشار إلى أنه في الأيام القليلة الأولى، كانت مياة البحيرة زرقاء ونظيفة لكنها تحولت شيئاً فشيئاً إلى اللون الأخضر وصارت مليئة بالطحالب، فيما يقدر حجم المياه في البحيرة بمليون متر مكعب بعمق يتراوح ما بين 10 و18 متراً.