&
يخاطر سوريان بنفسيهما لتوثيق ما يجري من عمليات تدمير بحق التاريخ والحضارة في سوريا، ويستخدمان أدوات وكاميرات متناهية الصغر وسط خشية من تعرضهم للاعتقال والتعذيب بتهمة التجسس.

&
القاهرة: لم تتسبب الحرب الأهلية التي اشتعلت في سوريا قبل 3 أعوام بقتل عشرات الآلاف فحسب، بل تسببت كذلك بتدمير عدد لا يحصى من الأماكن الأثرية العتيقة في البلاد. ويحاول الآن بعض السوريين إنقاذ ما تبقى من تراث، ويعرضون في سبيل ذلك حياتهم للخطر، نظراً لما يواجهونه يومياً من أخطار قد تودي بحياتهم في أي وقت.
&
وتمثلت تلك الجهود التي تسعى في المقام الأول لإنقاذ التاريخ السوري العريق في تلك المحاولة التي بدأها زميلان سوريان لتصوير وتوثيق ما يجري على الأرض في سوريا من خلال كاميرات رقمية بالغة الصغر قام أحدهما بتثبيتها في مجموعة أقلام حبر.
&
وفي وقت تتسم فيه عمليات التقاط الصور والفيديوهات سواء في المناطق التي تخضع لهيمنة قوات الأسد أو التي تخضع لهيمنة الثوار بالخطورة الشديدة، فإن تلك المهمة التي يقوم بها هذان الزميلان، أحدهما متخصص في مجال الآثار يدعى شيخموس علي والآخر صحافي يدعى أحمد، لا تقل خطورة عن المهام التي يقوم بها المقاتلون.
&
وأوضحت مجلة دير شبيغل الألمانية بهذا الخصوص أن كلا الزميلين يعرضان نفسيهما في تلك المهمة لخطر التعرض للاختطاف بتهمة التجسس، وربما يعذبان أو يعدمان.
&
ومضت المجلة تقول إن أحمد مُصِر أن يوثق لزميله علي ما يحدث حالياً في المساجد العتيقة والقلاع الصليبية بكل أنحاء سوريا وكذلك في المتاحف التي تمتلئ بالكنوز التاريخية التي يعود تاريخها في الواقع إلى الإمبراطوريتين البيزنطية والرومانية. &&
&
هذا ويعتمد عالِم الآثار شيخموس على أناس مثل أحمد في ما يتعلق بالمعلومات التي يريد الحصول عليها، كما أنه يكون بحاجة لمساعدة أحمد وأمثاله لكي يبدأ في وضع خطط الإنقاذ للمواقع الأثرية، المساجد والمتاحف المعرضة للخطر، ولكي يتمكن من إعداد أرشيف يساعد يوماً ما، بمجرد انتهاء الحرب، في تسهيل عمليات الترميم.
وقام شيخموس علي فور اندلاع الحرب بتأسيس منظمة أطلق عليها اسم جمعية حماية الآثار السورية، ويعمل بها الآن 24 صحافياً وباحثاً، بعضهم ما زال يعيش في سوريا، بعضهم في فرنسا وبعضهم الآخر يمضي ذهاباً وإياباً بين سوريا وتركيا.&
&
وقال شيخموس الذي أنجب من زوجته الفرنسية رضيعاً صغيراً قبل بضعة أشهر "لن تسنح الفرصة أبداً لابني كي يرى سوريا التي سبق لي أن رأيتها. ورغم أن بوسعي مشاهدة أضواء المدينة السورية الصغيرة التي نشأت فيها من على الحدود التركية، حيث أقيم الآن، إلا أني عاجز عن العودة إلى هناك بسبب المخاطر الشديدة".
&
إلى ذلك، عبَّر خبراء متخصصون في شؤون المتاحف عن تمنياتهم بأن تتمكن قوات الشرطة في تركيا، الأردن ولبنان من تحديد القطع الأثرية الفنية التي تم نهبها والتي سعى المهربون لأن ينقلوها خارج الحدود من أجل كسب الأموال الطائلة.
&
وعاود شيخموس ليقول " وما هو أسوأ من حقيقة أن هؤلاء المجرمين سرقوا تلك الأشياء هو حقيقة أنهم قاموا بتدميرها أيضاً. كما قاموا في بعض الأحيان باستبدال قطع الفسيفساء المفقودة بأخرى جديدة، وبالتالي عرضوا موثوقيتها للخطر. والمشكلة أننا نريد تجميع أموال لكي نمول ذلك المشروع الخاص بترميم التراث. لكن مَن يكترث بالإرث الثقافي أو سبل الحفاظ عليه في وقت يتعرض فيه الناس للموت ؟".
&
&