مع مواصلة المقاتلات الأميركية غاراتها على مواقع لتنظيم (داعش) في شمال العراق، تباينت آراء الصحافة البريطانية حول العمل العسكري بين مؤيد ومناهض، لاسيما أنه لا يشمل حماية المسلمين.&
&
أعلنت وزارة الدفاع الاميركية أن الطائرات الحربية شنّت غارتين جديدتين على اهداف للتنظيم بالقرب من مدينة اربيل الكردية بعد غارتي الجمعة.
&
وتعتبر الغارات التي تشارك فيها ايضًا، طائرات أميركية بدون طيار، هي أول تدخل أميركي مباشر في العراق منذ الانسحاب من اراضيه عام 2011.
&
وكان الرئيس باراك اوباما قد أمر بشن مثل هذه الغارات الخميس، ولكنه اكد على أنه لا ينوي اعادة أي قوات برية الى العراق.
&
واحتلت الغارات الأميركية الجوية ضد مواقع (داعش) مساحات واسعة في الصحف اللندنية الصادرة السبت، وأيّدت صحيفة (الفايننشال تايمز) قرار الرئيس الأميركي باعتباره "صائبًا لكنه محفوف بالمخاطر".
&
جهادستان&
&
وتحذر الصحيفة من وجود "تهديد حقيقي" بوقوع "كارثة إنسانية مصحوبة بكارثة استراتيجية" مع احتمال قيام دولة "جهادستان جديدة" في قلب الشرق الأوسط مطلّة على البحر المتوسط.
&
كما ذهبت الفايننشال تايمز إلى القول إن "الأقليات في شمال العراق تواجه خطر الاختفاء. والعراق نفسه سيختفي إذا لم يتم وقف الجهاديين".&
&
وترى أن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على وضع حد لتقدم تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن هذا ينطوي على ثلاثة جوانب (إنسانية واستراتيجية وسياسية) بحاجة إلى التعامل معها بحذر.
&
وبحسب الصحيفة، يتعلق الجانب الإنساني بما تواجهه الأقليات من "إبادة جماعية محتملة"، أما الجانب الاستراتيجي فيتعلق بدفع تنظيم الدولة الإسلامية إلى التراجع من خلال الضربات الجوية، وتزويد قوات البيشمركة الكردية بأسلحة ثقيلة.
&
الجانب السياسي&
&
وبالنسبة للجانب السياسي، تقول الصحيفة إن الولايات المتحدة امتنعت حتى الآن عن التدخل "لدفع الساسة العراقيين إلى نبذ (رئيس الحكومة) نوري المالكي، &واستبداله بحكومة شاملة".
&
وتشير الصحيفة إلى نوري المالكي قائلة إنه "رئيس الوزراء الذي أدت سياساته الطائفية إلى نفور الأكراد ودفعت بالعشائر السنية إلى أحضان الجهاديين".
&
وتختم الفايننشال تايمز قائلة: "بدون هذا، سيبدو أن الولايات المتحدة وحلفاءها يتخذون صف إيران وحلفائها الشيعة ضد الأقلية السنية التي أخرجها الأميركيون من السلطة في العراق، وكذلك الأغلبية السنية في سوريا الذين استولى تنظيم "الدولة الإسلامية" على انتفاضتهم".
&
الاضطراب والفوضى
&
وبينما اعتبرت افتتاحية صحيفة (التايمز) أن قرار اوباما "كان بطيئاً جداً في استخدام القوة"، فإنها دعت الرئيس الأميركي إلى التحرك "لمنع انزلاق العالم إلى الاضطراب والفوضى".
&
وترى الصحيفة أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بمثابة "منتج للتراخي الغربي".
&
وتشير (التايمز) إلى أن واشنطن أخفقت في التوصل لاتفاق مع حكومة العراق للإبقاء على قوات هناك بعد الانسحاب الأميركي "ولهذا السبب عجزت واشنطن عن خلق مناخ سياسي بوسعه أن يمنع جماعة متطرفة مثل "الدولة الإسلامية" من السيطرة على مساحات شاسعة من العراق".
&
وقالت: بالإضافة إلى هذا، أدت أخطاء الغرب إلى انتشار نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. فقد كان من شأن دعم "الجيش السوري الحر" بالأسلحة والتدريب في مرحلة مبكرة من الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد أن يحول دون تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب التايمز.
&
وذهبت الصحيفة إلى أن إخفاق الولايات المتحدة في استعراض القوة خارج حدودها أصبح عاملاً محفزًا على انتشار الحروب في الشرق الأوسط وما وراءه، وأن سياسة اوباما بتجنب الحرب شجعت الأنظمة الديكتاتورية والمتطرفين.
&
وحذرت التايمز في الختام، من أن "عدم اكتراث الغرب ووقوفه مشلولاً أمام تعقيدات الشرق الأوسط سيؤدي إلى إبادة جماعية في الجبال الكردية وغيرها من المناطق".
&
أقليات وليس المسلمين&
&
صحيفة (إنديبندانت) انتقدت من جانبها العمل العسكري في شمال العراق، وجاء الانتقاد على لسان روبرت فيسك الذي قال إن "الولايات المتحدة تهب لإنقاذ أقليات محددة، ولكن ليس المسلمين".&
&
وفضلاً عن "النفاق الأميركي" فإن فيسك يقول إن اوباما لم يحرك ساكنًا عندما كان تنظيم الدولة الإسلامية، بقيادة أبي بكر البغدادي، يرتكب مجازر بحق الشيعة في العراق، لكنه يهرع لإنقاذ المسيحيين والايزيديين من "إبادة جماعية محتملة".
&
ويرى فيسك أن هذا "النفاق" مثير للدهشة لأسباب ليس أقلها أن الرئيس الأميركي مازال يخشى استخدام مصطلح الإبادة الجماعية لوصف المذابح التي ارتكبها الأتراك في عام 1915 ضد المسيحيين الأرمن وقتل فيها 1.5 مليون.
&
ويختتم الكاتب مقاله متسائلا: "هل كان الأميركيون سيفعلون الشيء ذاته إذا كان اللاجئون التعساء في شمال العراق فلسطينيين؟ أو هل ستوفر حملة اوباما الأخيرة للقصف ببساطة تشتيتًا مرحبًا به عن حقول القتل في غزة؟".